أحبّا بعضهما منذ الصغر قبل أن يفرقهما القدر، هي تزوجت ورُزقت بولدين، وهو تزوج ورزق بأربعة أولاد، لكن مشاعرهما تجاه بعضهما البعض كانت أقوى من كل أمر. لسبب ما، انفصلت عن زوجها لترتبط بعدها بمن دق له قلبها، لكن لم تمهلهما الحياة سوى أشهر قليلة ليفرحا معاً، حتى خطفهما الموت نتيجة تسرب غاز المدفأة الذي أدى إلى اختناقهما حسب ما تبين في التحقيقات حتى الآن... هو أحمد فقيه ابن كفرتبنيت وهي ليال عليق ابنة زوطر الغربية.
اكتشاف الكارثة
"في الأمس افتقدت والدة احمد (37 سنة) ابنها، فبعد محاولاتها الفاشلة للتواصل معه عبر الهاتف، وعند علمها بعدم توجهه إلى عمله في المخرطة التي يمتلكها في بلدة كفركلا صباحا، قصدت مع ابنها ناصر منزله في أرنون، قرعت الباب من دون أن يجيب، عندها عمدت والجيران إلى خلعه، ما إن فُتح حتى تنشقوا رائحة غاز، ظنوا للوهلة الاولى انها من المطبخ فسارعوا إلى إقفال القارورة، بعدها توجهوا إلى غرفة الجلوس ليجدوا أحمد وليال (32 سنة) قد فارقا الحياة بسبب الغاز المتسرب من المدفأة"، بحسب ما قاله قريب أحمد، محمد قاصبي لـ"النهار". لافتاً إلى أن" تقرير الطبيب الشرعي أشار إلى أن سبب الوفاة حالة اختناق بالغاز حصلت قبل نحو 20 ساعة من اكتشاف الفاجعة". وأشار: "آخر تواصل بين أحمد وعائلته كان عند الساعة العاشرة من ليل الاثنين الماضي، لتكتشف بعدها الكارثة عند حوالى الساعة السادسة والنصف من مساء امس".
فرحة لم تطل
قصة حب العروسين رواها محمد لـ "النهار"، حيث قال: "على الرغم من افتراقهما قبل سنوات وارتباط كل منهما، إلا أنه عند علم أحمد بطلاق ليال، قرر أن يحقق حلمه بالزواج منها، لم يطلق زوجته الاولى التي تسكن في كفرتبنيت، إنما استأجر منزلاً في أرنون لزوجته الثانية". في حين شرح رئيس بلدية زوطر الغربية مسقط ليال، حسن عز الدين لـ"النهار" قائلاً: "بحسب تقرير الطبيب الشرعي تعرض احمد لحالة اختناق سببتها المدفأة، ما أدى إلى تقيؤه ودخوله في غيبوبة ليلفظ بعدها آخر أنفاسه قبل ليال بنحو ساعة، وقد حاولت الاخيرة الاتصال عبر الهاتف، إلا أنها غابت عن الوعي قبل أن تتمكن من ذلك لتسلم الروح بعدها".
بعدما أبعدتهما الحياة عن بعضهما لسنوات، أبت ليال أن يفرقها الموت عن أحمد، ففضلت الاستسلام والرحيل إلى جانبه، من أن تكمل مشوارها وحيدة بلا حبيب!