في كتابه "أسكنُ هذا الكتاب"، قال دولة الرئيس نبيه بري: " قصة "الشيخ والدِّبس" التي تعبر عن الواقع الذي كان يتعاطى به رجال الدِّين من قبل الإمام الصدر في لبنان ـ برأيي أنا ـ كان أكثر رجال الدِّين تهتم، أكثرهم لا أقول كلهم، أكثر رجال الدِّين تهتم بالزواج والطلاق والوفيَّات، وكان هناك برنامج أو طريقة عيشٍ لرجال الدِّين يأتون من النجف الأشرف يكونون شيخ بلدة أو في قرية.. هنا قاطعه ـ الصحفي ـ يعيش على حساب أهل البلدة ـ قال نبيه بري: يعيش على حساب أهل البلدة في مقابل أن يقدِّم لهم الخدمات الدينية التي تحدثت عنها، فكان أهالي البلدة يقدمون كل ما يلزمه، وهذا ما عبَّرت عنه برمز ـ الدبس والشيخ ـ كان يقدم لهم هذه التعاليم الدينية فقط فيما يتعلق بشأن العبادات والعبادات المتزمتة، وهذا ما أسميته أيضاً ـ الدبس للعقول ـ فبالتالي كان دبساً إلى أتى الإمام الصدر وأوجد ثورة في هذا الطريق... "
إقرأ أيضا : حزب الله بين نارين وورقة التفاهم تهتز
لقد أسهم الإمام الصدر ـ يا دولة الرئيس ـ في إحداث ثورة علمية وثقافية وسياسية، بل كان مائزاً الإمام الصدر في منهجيته وسياسته التي حاول من خلالها في رحاب مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وكان هذا التأسيس إيذاناً وإعلاناً بدخول الشيعة عصر المؤسسات، دخولاً في الوطن والدولة والإجتماع اللبناني، بشكلٍ نهائي ومضمون، ولقد عمل الإمام الصدر على حفظ الكثير من أصحاب العمائم في وظائف الدولة من خلال المؤسسة الشيعية، وضمن لهم وظيفتهم التي تحميهم من غائلة القدر، لهم ولعيالهم وأبنائهم إلى يوم البعث ، بالإضافة إلى العمل على رفع الحرمان بقدر الإستطاعة عن كل محروم حتى لا يبقى محروماً واحداً، إلا أن حصل تغييبه عن شعبه وأهله ووطنه، وحملت يا دولة الرئيس هذا النهج والعمل من أجل الحفاظ على الأمانة، ولكن إسمح لنا يا دولة الرئيس، لقد ساهمت في حفظ الكثيرين من الشيوخ في مراكز القضاء والإفتاء ومساعدين قضائيين ومدرسي الفتوى، فضلا عن الوظائف الكثيرة، والتي تستحق ـ للأقل من أصحابها ـ الشكر والإمتنان، لأن شكر المنعم واجب عقلاً وشرعاً، لكن ما يلفت نظر الكثيرين ممن عشقوا حركة أمل والإمام الصدر وشخصكم الكريم، عند أي مناسبةٍ حركيةٍ أو مناسبات دينية، لا نرى من هؤلاء الموظفون في مراكز القضاء والإفتاء أي مشاركة من أجل الحفاظ على مؤسسة حركة أمل، وهذا ما ترجمته الأحداث الأخيرة في التطاول على رئاستكم وشخصكم الكريم الذي ندين هذا التطاول والتطفل، بل ما رأيناه من بعض الشيوخ الذي يحبونكم أنهم شاركوا في التجمعات والمسيرات التي نددت وأدانت هذا التطاول، في الوقت الذي ضمنت لهم حياتهم وكرامتهم وأكلوا من صحنكم وعسلكم، وهم في أغلبهم من مشايخ الدبس، وإن البعض منهم واللمم منهم قد استنكروا رفعاً للعتب أو بمقالةٍ وهميةٍ فيسبوكية.
إقرأ أيضا : بري دولة الدولة
يا دولة الرئيس البعض من هذا الصنف يدافع عنكم وعن حركة أمل وعن الذين أبعدوه من أجل أن يصلوا ويحصلوا على وظائف، وهم لا يقدمون شيئاً في سبيل الحفاظ على هذا النهج وهذا الخط في حركة المحرومين وحركة الإنسان نحو الأفضل.
دمتم بخير وعشتم وعاشت حركة أمل وعاش لبنان.