التفاصيل التي كشفتها شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، عن محاولة اغتيال أحد كوادر حركة حماس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، أكدت حجم المخاطر التي تواجهها الحركة في هذه المرحلة في كل الساحات التي تتواجد فيها، سواء داخل فلسطين أو في الدول العربية والإسلامية، وهذه العملية الأمنية الخطيرة هي استكمال لكل العمليات التي نفذها الموساد الصهيوني، وتستهدف القادة المقاومين، لبنانيين أو فلسطينيين أو عربا، والذين يكون لهم دور فاعل في عمليات المقاومة.
لكن خطورة العملية الجديدة أنها استهدفت كادرا غير معروف ولم يكن له نشاط معلن، وأنها تمت في لبنان بعد أسابيع قليلة على عقد سلسلة لقاءات بين قادة المقاومة في لبنان وفلسطين، من أجل وضع خطة استراتيجية جديدة لتعزيز دور المقاومة في مواجهة عملية تصفية القضية الفلسطينية، والتي يتولاها الرئيس الأمريكي دونالد، ترامب بالتعاون مع قادة الكيان الصهيوني وبعض القادة العرب.
خطورة العملية الجديدة ضد حماس في لبنان أنها استهدفت كادرا غير معروف ولم يكن له نشاط معلن، وأنها تمت في لبنان
وحول تفاصيل محاولة الاغتيال ودور حماس في لبنان والمنطقة، كشف أحد قادة حماس في لبنان في لقاء خاص حضره موقع "عربي21" أن "هذه العملية تستهدف حركة حماس وحزب الله وأمن الدولة اللبنانية. وقد عمدت المجموعة التي نفذت العملية إلى استخدام عدد كبير من العملاء والوصول إلى قلب مدينة صيدا، ولكن اعتماد القيادي في حماس أسلوبا جديدا في إدارة السيارة أنقذه من الموت، كما أن بعض الأخطاء التي ارتكبتها المجموعة، والحرفية العالية لأجهزة الأمن اللبنانية.. ساعدت في الإسراع في كشف كل تفاصيل العملية واعتقال أحد منفذيها".
ويؤكد القيادي الحمساوي أن "الحركة ساهمت خلال السنوات الماضية، وبالتعاون مع القوى اللبنانية والفلسطينية، في مواجهة العديد من المؤامرات والفتن التي كانت تستهدف لبنان والمخيمات الفلسطينية، وإن بعض الأجهزة العربية كانت تريد غدخال الفلسطينيين في أتون الفتن اللبنانية، واستغلال بعض الخلافات التي سادت الساحة اللبنانية في السنوات الماضية. ورغم بعض الخلافات بين الحركة وحزب الله حول الأزمة السورية، فقد نجحا في العمل لوأد كل الفتن التي كانت تستهدف لبنان والفلسطينيين في لبنان".
قيادي في حماس: عمدت الحركة إلى اتخاذ سلسلة إجراءات وقرارات لإعادة ترتيب الساحة الفلسطينية، وكذلك إعادة تنظيم سياسة الحركة تجاه الدول العربية والإسلامية
ويقول القيادي الحمساوي: "نحن اليوم نواجه مخاطر كبرى على صعيد القضية الفلسطينية ومستقبل القدس، ولا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني، وما يتردد من معلومات عن صفقة القرن من أجل تصفية القضية الفلسطينية. ولذا، عمدت الحركة إلى اتخاذ سلسلة إجراءات وقرارات لإعادة ترتيب الساحة الفلسطينية، وكذلك إعادة تنظيم سياسة الحركة تجاه الدول العربية والإسلامية، ومختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة، ولا سيما مصر وإيران وحزب الله. وقد نجحت الحركة في وضع رؤية جديدة لمواجهة مختلف التحديات المستجدة، وهي تدرك من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء الحقيقيون، ولذلك فإن السياسات الجديدة التي تلتزم بها قيادة الحركة تهدف للدفاع عن المقاومة ودورها، وعدم التخلي عن المبادئ والثوابت التي التزمت بها طيلة السنوات الماضية".
وكشف القيادي الحمساوي معلومات هامة عن أجواء اللقاءات التي جمعت قيادات المقاومة اللبنانية والفلسطينية في الأسابيع الماضية. ومما قاله: "خلال هذه اللقاءات تم استعراض كافة الاحتمالات والخيارات التي قد تعتمد في المرحلة المقبلة، ولا سيما في مواجهة العدو الصهيوني، واحتمال حصول حرب واسعة على إحدى الجبهات الأساسية في قطاع غزة، أو على لبنان أو على سوريا، وجرى وضع استراتيجية موحدة لمواجهة كل هذه الاحتمالات. وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة ستكون جاهزة لمواجهة كل الاحتمالات".
القيادي الحمساوي يختم قائلا: "حركة حماس وكل القضية الفلسطينية في قلب العاصفة اليوم. لكن في المقابل، فإن قوى المقاومة قادرة على مواجهة كل هذه التحديات، والمطلوب اليوم رؤية جديدة من الجميع كي نكون بمستوى التغيرات الحاصلة".