حذّر الكاتب الأميركي توماس فريدمان من أنّ الملتقى الحدودي، السوري واللبناني والإسرائيلي (بحكم احتلال إسرائيل جبهة الجولان منذ العام 1967)، الذي يمثّل ثاني أخطر منطقة في العالم بعد شبه الجزيرة الكورية، قد ينفجر في أي لحظة، متسائلاً عما إذا سيظل الهدوء سيّد الموقف بين طهران وتل أبيب
 

في تقريره، أكّد فريدمان أنّ اندلاع حرب في هذه المنطقة سيتصدّر عناوين الأخبار في العام 2018، قائلاً إنّ ما بين الـ 1500 و2000 مستشار إيراني يديرون منذ سنتين من بيروت ودمشق آلاف المقاتلين اللبنانيين المنتمين إلى "حزب الله" وقوات الجيش السوري المموّل إيرانياً وما يقارب الـ10 آلاف مقاتل شيعي أفغاني وباكستاني تدعمهم طهران، لقتال المعارضة المسلحة و"داعش" في سوريا.

في هذا السياق، تساءل فريدمان عن سبب الوجود الإيراني في هذه المنطقة وعن تأثيره على الديمقراطية في لبنان وتقاسم السلطة في سوريا وتهديده لإسرائيل من جهة، وعن الطريقة التي ستستخدم فيها روسيا، حليفة إيران التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، منظمة "أس-400"، التي تغطي سوريا ولبنان، لحماية إيران و"حزب الله"، من جهة ثانية.

وفيما ذكّر فريدمان بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ "إسرائيل لن تسمح بتحويل لبنان إلى مصنع للصواريخ الدقيقة" و"وستضع حداً لذلك إذا لم يتدخل بنفسه"، تساءل عن الاستراتيجية التي ستعتمدها إسرائيل لإبقاء مواجهتها مع "حزب الله" وإيران "على نيران هادئة".

وبناء على هذه المعطيات، شرح فريدمان بأنّ إسرائيل "أكدت لـ"حزب الله" وإيران أنّهما لا يمكنهما تخطيها "جنوناً"، مشيراً إلى أنّ المخططين العسكريين الإسرائيليين مقتنعون أكثر من أي وقت مضى بأنّ السبب الرئيس الذي جنّب "حزب الله" مواجهة كبرى مع تل أبيب منذ العام 2006 هو قصف سلاح الجو الإسرائيلي من دون رحمة أو توقف البنية التحتية اللبنانية ومكاتب "حزب الله" والأهداف العسكرية في الضاحية، بغض النظر عن مكانها.

توازياً، لفت فريدمان إلى أنّ المخططين الإسرائيليين يدعون إيران إلى إعادة النظر بقدرتها على شن حرب الوكالة ضد إسرائيل من لبنان وسوريا، ملمحاً إلى إمكانية استخدام تل أبيب الغواصات من نوع "دلفين" القادرة على العمل في الخليج العربي والتسلُّح بصواريخ "كروز".

إلى ذلك، ألمح فريدمان إلى أنّ "حزب الله"، بصواريخه "الأقل دقة"، قادر اليوم على إطلاق 25 صاروخ أرض-جو إذا ما أراد ضرب مبنى عسكري إسرائيلي معيّن أو مصنع تكنولوجي متطور من لبنان، مستدركاً بأنّه سيكتفي بـ5 فقط، إذا ما استخدم التحديثات الإيرانية، ومحذّراً من أنّه قد يضرب هدفه من مسافة 30 متراً، أي أنّه قادر على إلحاق ضرر جسيم ببنية إسرائيل التحتية في فترة وجيزة جداً.

وعلى الرغم من أنّ إسرائيل وإيران و"حزب الله" أقوى بالمقارنة مع العام 2006، دعا فريدمان إلى التفاؤل، لفداحة الخسائر المحتمل أن يتكبدوها، مبيّناً أنّ "وادي السيليكون" الإسرائيلي، الذي يضم أهم الشركات التكنولوجية بات محركاً أساسياً لنمو تل أبيب الاقتصادي، وزاعماً أنّ "حزب الله" وإيران أصبحا يسيطران على على الدولتين اللبنانية والسورية.