حزم حقائبه للسفر من أميركا الى السنغال، وقبل موعد طائرته بساعات ركب دراجته النارية وانطلق لوداع شقيقه، لكنه لم يتمكن من الوصول، فقد كان شبح الموت بانتظاره على الطريق، اصطدمت دراجته بالرصيف ليقع لافظاً أنفاسه الأخيرة... هو حسن رشيد زيدان ابن صور الذي تداول ناشطون خبر مقتله بجريمة في بلاد الاغتراب.
شائعة مستنكرة
"29 سنة كتب لحسن المرور في الحياة، هاجر وهو بسنّ الـ 12 مع عائلته الى اميركا بعد وفاة والده، حصل على الجنسية وعمل في مجال الإلكتروميكانيك، وعندما قرر الانتقال الى السنغال لتجربة سوق العمل فيها عاجله القدر وخطفه الموت ليفجع الجميع بخبر موته في حادث سير مريع وقع صباح الإثنين بتوقيت الولايات المتحدة الاميركية مع العلم ان سفره كان محددا ليل اليوم ذاته" بحسب ما قاله زوج شقيقته إبرهيم درويش لـ "النهار"، مضيفاً "نأسف لما ورد في بعض المواقع الالكترونية التي تحدثت عن جريمة راح ضحيتها حسن، حاولنا الاستسفار عن مصدر معلومات اول من تداول الخبر الكاذب فكان جوابه انه استند الى ما جاء في إنستغرام". ولفت إلى أن "شائعة كهذه لها خلفياتها لذلك نستنكرها بشدة، ونؤكد ان حسن وافراد عائلته معروفون بسلميتهم وعدم كراهيتهم لأي انسان".
نهاية أمل
عشق حسن ركوب الدراجات النارية من غير أن يتوقع ان نهايته ستكون بسببها، وأوضح درويش بأنه "كما ان اثنين من اصدقائه وافتهما المنية في نفس الطريقة، اليوم سيوارى الثرى في اميركا كي يبقى جثمانه قريباً من افراد عائلته ويتمكنوا من زيارته كلما ارادوا ذلك". وتابع "المرة الاخيرة التي زار فيها الشاب الهادئ، الخلوق والطموح لبنان كانت منذ نحو 9 سنوات لمدة استمرت 10 ايام، عاد بعدها الى أميركا آملا ان يكتب له القدر زيارة جديدة الى وطنه، لكن انتهت حياته قبل ان يحقق امله".
أراد حسن أن يودع عائلته قبل سفره، غير أنه لم يعلم أنه سيكون الوداع الأخير بعدما انتهى مشواره من دون تحقيق كل أمنياته!