"القاتل"، "القتيل"، "القزم"، "العملاق"، "العنجهي"، "الخطيئة"، "النحر"، "التعبئة"، "الحقد"، "الخبث"، "الضغينة"، "الطائفية"، "المذهبية"، "البذيء"، "السفيه". كلّها مرادفات بمثابة حقلٍ معجمي استخدمها عضو كتلة "التنمية والتحرير" القيادي في حركة "أمل" النائب علي خريس لتوصيف حجم الأزمة مع "التيار الوطني الحرّ". التعابير استخدمت بلغة السخط العارم، اعتراضاً على البيان الأخير لـ"تكتل التغيير والاصلاح"، وعلى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي "ساوى القاتل بالقتيل"، وفق خريس الذي "وسّع بيكار" الأزمة بقوله: "الظاهر أن العهد هو المشكلة". لكن مهلاً... العميد شامل روكز "الراكز" مستثنى.
كانت الرئاسة الثانية تتوقع أن تسمع كلاماً آخر من الرئاسة الأولى، وتأسف لما أنصتت اليه أذناها. ويقول خريس لـ"النهار" إن "رئيس جمهورية هو رئيس كلّ البلاد. وبعد التطاول على رئيس مجلس النواب، لا يمكن الرد بهذا الشكل. ولا يمكن عون ان يتعامل مع الموضوع وكأن باسيل لم يقل شيئاً". ويشير الى أن "العهد برمّته دخل في اللعبة والقضية لم تعد قضية جبران باسيل بعد اليوم. ويبدو أن ما يحصل أشبه بنهج متبع من التيار الوطني الحرّ ومن العهد على حدٍّ سواء". ويصل الى استنتاج في هذا الصدد، مفاده أن "العهد ينحر نفسه".
وردّاً على البيان الذي تلاه النائب ابرهيم كنعان بعد اجتماعه الطارئ في مركزية "التيار الوطني الحر" في ميرنا الشالوحي، يقول خريس إن "البيان عنجهي، ولا يخدم وطناً أو شعباً. انهم مصرون على الخطيئة التي ارتكبوها. وقد قلنا إن لكلّ حادثٍ حديثا والمشكلة صارت مع العهد".
وعن الخطوة المرتقبة من عين التنية التي لوّحت مصادرها بأسهم قد تصيب الحكومة والعهد على حدٍّ سواء، يقول ان "الموضوع يُدرس وكلّ الاحتمالات واردة. لنرَ الى أين يصل".
في الموازاة، يؤكّد "الوطني الحر" ان مواقف باسيل المسرّبة دارت في جلسة مغلقة وليست مواقف رسمية. فيما قال كنعان في بيان التكتّل إن "التسريب الذي حصل لمضمون لقاء باسيل تم استدراكه من دون طلب من احد بتعبيره (باسيل) في حينه عن اسفه، وهذا الامر يرتبط باقتناعات التيار الوطني الحر وأدبياته".
يقول خريس في هذا الإطار إن "هذا هو العنصر الأخطر في الموضوع، ويؤكّد التعبئة الداخلية. والعلن أكثر سهولة من التعبئة التي فيها كلّ الحقد والخبث والضغينة والطائفية والمذهبية".
وإذا كان نواب "أمل" ومسؤولوها ومؤيدوها قد تناولوا شخص الوزير باسيل بأشنع العبارات، على قاعدة "صرنا صلح"، على قول البعض، فإن كلاماً كهذا يثير غيظ خريس الذي يقول بلغةٍ عامية: "جبران باسيل حدّ نبيه بري؟ لا يمكننا وضع قزم أمام عملاق كبير". ويضيف متسائلاً: "ضربني وبكى سبقني واشتكى؟ هل يريدون منا ان نبقى مكتوفي الأيدي بعد الكلام الصادر عن باسيل، أو ننأى بنفسنا عن تطاول السفيه على رمز لبنان؟".
وعن مواقف الأحزاب المستنكرة عملية التصعيد في الشارع، يقول إن "هذا الأمر لا يعنينا، اذ ان حركة "أمل" لم تصدر قراراً بالنزول الى الشارع، ولم تدعُ الى تظاهرات. بل ان كلام باسيل البذيء وغير المحترم دفع الناس الى التعبير عن رأيهم عفوياً".
من جهته، علّق العميد شامل روكز على أزمة بري ـ باسيل. وكان قد قال في تغريدة عبر "تويتر": "إن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام". وأضاف: "نكنّ كل الاحترام والتقدير لشريكنا في الوطن دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري". يعّقب خريس، على موقف روكز، فيقول: "العميد شامل روكز راكز، وهو تمام العقلاء ومتفهم للأمور ويتحدّث بمسؤولية وبعقلانية في آنٍ معاً. أما باسيل فولد مدلّل ومتهوّر، وقيادات تياره وعناصره تنتقده وتعبّر عن عدم قدرتها على تحمّله".
وفي خلاصة الحديث، يتظّهر من موقف القيادي في "أمل" الآتي: "القصة عندهم والحل عندهم. وإذا لم يقدّموا مبادرة، فالأمور ذاهبة نحو الأسوأ. الأزمة مع العهد طويلة في حال بقي عون على موقفه وكأن شيئاً لم يكن. كنّا قد وضعنا قصّة المرسوم جانباً وأردنا فتح صفحة جديدة بطريقة من الطرق، الى أن حدث ما حدث قبل يومين بعد التهدئة الاعلامية".