أكد الرئيس الألماني ​فرانك فالتر شتاينماير، في كلمة له خلال حوار بين وبين طلاب الجامعة ال​لبنان​ية، أن "الديمقراطية والبحث على السلام لا يعني المفاوضات الشاقة بل الديبلوماسية والبحث عن الحلول يمكن ان يحالفه النجاح".

وتوجه الى الطبلا والطالبات بالقول "من الجيد ان تنتهي أي حرب لأنه اياً كان ثمنها فهو باهظ لأنها تكلف السلام وحياة الأبرياء"، لافتاً الى أن "لبنان بلدكم عانى سلسلة كاملة من الحروب الأهلية منذ ​حرب تموز​ عام 2006 واذا لم استطع أن اشرح لكم معنى الحرب أنتهم أيها الطبلة تسبقونني بهذه التجربة لأن جيلكم عاش تجربة مدى صعوبة الظفر في السلام".

وذكر "انني سافرت كثيراً بهذه المنطقة وتحدثت عن الآمال والأمنيات مع ​الشباب​ واكتشفت أنها متشابهاه ب​العالم العربي​، من هذا المنطلق انا لا أؤمن فقط أن نجاح الحوار ممكن بل أن ​بيروت​ هي المكان الذي ينجح فيه الحوار وهي نقطة الأمل والالهام والترابط في المنطقة"، معتبراً أنها "عاصمة بلد قادر على تجاوز النزاعات وعلى فضيلة التوصل الى حلول وسط وهذا يجعل من بيروت مدينة محبوبة من جميع العرب".

وشدد على "اننا نريد أن نواصل دعمنا للبنان"، ذاكراً انه "خلال زياراتي السابقة تشكل لدي انطباع أن الناس في لبنان حولوا التجارب الأليمة الى مبدأ حياتي ومبدأ للبقاء"، موضحاً أن "هذا الوقع يتطلب مؤسسات الدولة وهذا هو سبب قيامنا من قبل بالاستثمار في لبنان لتعزيز وذلك من أجل دعم قوات ​الجيش​ و​الشرطة​ وتأمين الحقوق ونريد في المستقبل أن نعزز تلك القوى التي تدعم تعايش الجميع داخل المجتمع".

كما أشار فالتر شتاينماير الى أنه "لا يوجد أحد هنا ساذج فهناك تتركيبة معقدة لتقاسم السلطة في لبنان اذا الحلول الوسط هي دائماً ناقصة لكن تجاوز العنف يعتمد على جهود الوساطة وتوازن المصالح، ودون هذا لا يمكن النجاح في المجتمع أو التوصل الى السلام".

كما نوه الى أنه "حتى اليوم فان القدرة على الحلول الوسط ليس أمراً بديهياً بل أن البعض يشككون بقيمة الحلول الوسط ويناصرون أنماط الحكم الاستبدادية"، ذاكراً أنه "أكثر من 20 عاماً مرت حتى تحول فكر التعاون في ​اوروبا​ الى امر واقع ورغم ذلك أدى الصبر الى انتاج ثماره"، موضحاً ان "مؤتمر التعاون في اوروبا انشأ الثقة بين جميع الجهات".

واعتبر أنه "بالطبع لا تعد هذه التجارب الأوروبية قالب جاهز لعملية السلام في ​الشرق الأوسط​ لكنها تقدم تجارب وخيارات عملية يمكن التعلم منها"، مشيرا الى أن "التاريخ قد يساعد على طرح الأسئلة الصحيحة في الوقت الحاضر".

وتابع بالقول أن "حرب الـ30 عاماً في اوروبا سيطرت عليها التوترات الدينية والطائفية وانتهت باتفاق سلام وهذا الاتفاق لم يجب على سؤال الواقع المطلق"، معتقداً أن "الوضع مشابه في هذه المنطقة، والحقيقة والعدل هما الهدف لكل جهة من النزاع".

كما شدد على "انني على علم أن المراقبين لا يتفقون على هذه النظرية لكن الطريق نحو الحل ليس بالتصعيد ولا يمكن تحقيق السلام عبر الاصرار على ​سياسة​ من الشروط المطلقة بل بالتخلي عن ذلك"، لافتاً الى ان "النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين ينعكس على لبنان".

ودعا الى "التفاوض حول قضية القدس حتى وان بدا الأمر في غاية الصعوبة".