على خلفية الأحداث التي يشهدها لبنان، وما تشهده الساحة اللبنانية من خلافات بين التيار الوطني الحر وحركة أمل مؤخرًا، وصولاً إلى ما شهدته شوارع بيروت يوم أمس، صدر عن رئيس حزب "القوّات البنانيّة" سمير جعجع البيان الآتي:
"لقد آلت "القوات اللبنانية" على نفسها منذ بداية أزمة مرسوم الأقدمية أن تبقى بعيدةً عن السجالات إيماناً منها بضرورة إبقاء الإشكاليات القائمة محصورة وحلها في أضيق أطر سواء كانت دستورية أو قانونية أو سياسية.
وهذا ما فعلته "القوات" بعد الكلام الذي سرِّب عن وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل، باعتبار أن المواقف العالية النبرة في ظروف مماثلة لا تعمل إلا على صب الزيت على النار، وهذا ما لا نريده في أي حال من الأحوال.
لكننا كحزب "قوات لبنانية" لا نستطيع أبداً التغاضي أو السكوت عما جرى البارحة في شوارع بيروت والمتن.
إن تقديرنا لرئيس مجلس النواب نبيه بري معروف، ومعروف جداً، ولكن هذا شيء، واللعب بالإنتظام العام والنيل من الإستقرار في لبنان والعبث بالأمن شيء آخر مختلف تماماً.
فبغض النظر عن رأينا أو تقييمنا لما قاله الوزير باسيل، وبغض النظر عن علاقتنا وتقديرنا للرئيس بري، لا نستطيع أن نقبل ما حصل البارحة، لأنه انتهاك صريح لمنطق الدولة ووجودها.
إنه تعدٍ مباشر على حقوق المواطنين الذين لا ذنب لهم في كل ما جرى ويجري.
إنه ردة فعل حيث لا يجب أن تكون وحيث لا يجب أن يسمح أي طرف منّا لنفسه بالذهاب إلى هذا الملعب بمعزل عن الضيم المشكو منه.
من هذا المنطلق نطالب الأجهزة القضائية والأمنية بوضع يدها بمنطق عادل وسليم، منطق دولة فعلي على حوادث البارحة، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لكي لا يتكرر انتهاك الأمن والإستقرار ووجود الدولة في لبنان عند كل حدث أو أزمة سياسية.
إن هيبة الدولة ستسقط اذا كانت مقتصرة على استدعاء بعض الصحافيين عند افتراض القضاء انهم تجاوزوا الخطوط الحمر.
المطلوب وبإلحاح أن تبقى الصراعات السياسية بعيداً عن لغة الشارع وعن تهديد الإستقرار السياسي والإنتظام العام في البلاد، وأن تبقى المؤسسات الملاذ الأول والأخير لمعالجة الأزمات السياسية، فلغة الحوار تبقى الوسيلة الوحيدة لحل خلافاتنا وأزماتنا. فقد نجحت لغة العقل في لبنان في تجنيب البلد الحروب التي شهدتها وتشهدها المنطقة، والحفاظ على هذه اللغة يشكل المدخل الأساس للخروج من أي أزمة، لأن التجربة علّمت الجميع، بأن الإستقرار مصلحة مشتركة وأن الأزمات تصيب الجميع ولا توفر أحداً".