ودّع موسى زهوة "العالم المجنون"، كما وصفه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ليبقى "شظايا ذاكرة في بال من أحبوه". رحل ابن التسعة وعشرين ربيعاً تاركاً علامات استفهام عن الأسباب التي ربما دفعت بشاب الى استعجال قدره وإطلاق رصاصة "الرحمة" كما اعتبرها على صدره.
معاناة مادية!
صور موسى وهو ممدد على الأرض مصاباً بطلق ناري وبارودة الصيد الى جانبه، صدمت كل من رآها، لاسيما من عرفه بحيويته والضحكة التي لم تفارق وجهه يوماً، ليتحول في لحظة الى جثة بسبب قرار ربما اتخذه. فبحسب ما قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "تقرير الطبيب الشرعي أشار الى انتحاره. فالطلقة كانت عن قرب، ومع هذا لا نجزم بذلك حتى اللحظة، وقد تحول الملف إلى تحري صيدا للتوسع في التحقيق". وعن الأسباب التي قد تقف خلف إقدام والد طفلة كان معلقاً بها الى أبعد الدرجات على هذه الخطوة أجاب: "بحسب إفادة زوجته، فإن موسى عانى من ديون مادية لكن ليست كبيرة. كما تبين أنه عانى من مشاكل زوجية أدت إلى ضغوط نفسية".
العائلة ترفض الحسم
مجدل سلم اتشحت بالسواد على فراق وحيد والديه على شقيقتين. وبحسب ما قال عمه أبو حسن لـ "النهار": فإن" موسى كان طبيعياً في الأيام الأخيرة، ولم يبدُ عليه أي إشارات توحي بأنه سيفتعل سوءاً بنفسه"، مؤكداً "لم يتبين حتى الآن ما حصل وعما إن كان انتحر أم لا". ظهور موسى بشكل طبيعي أمام الناس، كان السبب في عدم أخذ أصدقائه ومعارفه ما كتبه على"فايسبوك" على محمل الجد، وبأنه حسم أمره وأعدّ عدته لنهاية دموية فجعت عائلته، لاسيما وأنه سبق وكتب عبارات تؤكد حالته التشاؤمية، منها في الأول من تشرين الثاني من السنة الماضية، من دون أن يضع حداً لحياته وهي "في هذه اللحظة الحالية ليس لدي آمال فى أي شيء. وكُل الأشياء والمشاعِر التي تعطي للحياة سحرها وجمالها تبدو لي بلا معنى. ليس لديّ أي شعور تجاه المُستقبل أو الماضي، بينما يبدو لي كما لو أن الحاضر مسمومٌ".
في الأمس زفت مجدل سلم ابنها إلى مثواه الأخير. ارتاح موسى تحت التراب لتبدأ رحلة عذاب أحبابه على فقدانه!