كأن أحمد ترواي لم يقوَ على فراق والده الذي استسلم للمرض قبل أشهر، ليلحق به نتيجة حادث سير على أوتوستراد الجية باتجاه الجنوب... رحل ابن الرابعة والعشرين عاماً تاركاً حسرة في قلب والدته التي صعقت بضربتين متتاليتين أفقدتاها أعز الناس، وشقيقة تبكي خسارة رفيق دربها.
إصبع الاتهام
عند الرابعة والنصف من فجر السبت الماضي، تلقت عائلة ترواي خبر تعرض ابنها لحادث سير، وبحسب ما قاله عم الضحية إياد لـ"النهار": "نوجه إصبع الاتهام إلى حفرة على الاوتوستراد قد تقف خلف اصطدام السيارة التي كان يقودها احمد ببيك أب للخضر، ما أدى إلى وفاته. وإلا لماذا سارعت وزارة الأشغال إلى ردمها؟". وأضاف: "الأمور ليست واضحة إلى الآن، مفرزة سير بعبدا فتحت تحقيقا بالموضوع ولم نطلع بعد على تقرير خبير الحوادث بسبب انشغالنا بتقبل العزاء، لكننا سنطالب بمراجعة الكاميرات الموجودة في المكان للوقوف على أدق تفاصيل ما جرى".
"حفرة ارتوت بالدماء"
مختار بلدة شحيم مسقط أحمد، محمد شعبان اكد لـ"النهار" أنه "في تلك الليلة كان الشاب نائماً، استيقظ وأطلع والدته على انه سيخرج قليلا ولن يطول الغياب، لكن يا للأسف سقط شهيداً على طرق لبنان، بسبب حفرة لم تكلف نفسها وزارة الأشغال ردمها إلا بعد ان سالت عليها دماء الأبرياء"، مؤكداً أنه "الحادث الثالث التي تسببت به، وأن السيارة التي كان يقودها احمد تعود ملكيتها إلى صديق له من بلدة مزبود". وأضاف: "بعد نقله إلى مستشفى الجية حيث لفظ آخر أنفاسه، سارعت الوزارة إلى تزفيت الحفرة"، لكن مصدراً في وزارة الاشغال أكد لـ"النهار" أن"الحفرة لا علاقة لها بما حصل، وان مازوتاً كان على الارض أدى إلى انزلاق السيارة ووقوع الكارثة"، شارحاً: "لم يمر على وجود الحفرة اكثر من 12 ساعة حتى قمنا بردمها، فصيانة الطرق أولوية لنا ونحن ننسق مع القوى الأمنية عند وجود اي خلل".
ردمت الحفرة، لكن من يردم الفراغ الكبير الذي سكن قلب عائلة فقدت شاباً كان بالنسبة إليها كل حياتها؟!