لن نزيد ولن نُزايد في موقع الرئيس بري الذي حمى الدولة وحمى التعايش وقد دفع فاتورة غالية في هذا المجال
 

عند كل عاصف مجنون و أزمة متعددة الوجوه يبرز الرئيس نبيه بري استثناءً في سلطة منحازة للعنف والقوّة والقسوة ومحاسبة من يخطىء عن غير عمد بأحد من أبطال السياسة ممن لا تجوز الإشارة اليهم ولو بإبهام صغير كونهم فوق الشُبهة وغير معنيين بما يتقوله البعض ممن يرون فيهم مشكلة في موقف أو أداء .
ليس ببعيد يوم تمّ مهاجمة برنامج على لغيه المنتقد لرمز لا يُطال بالألسنة لسماكة العازل بينه وبين الناس المنتقدين لرجال سياسة ودين وليس ببعيد أيضاً إستحضار إعلاميين وبطرق شتى للمساءلة نتيجة اعتبارهم خارجين عن قانون الشخص المسؤول ونتيجة لانتقادات باتت طبيعية في لبنان الذي يتغنى به السياسيون قبل غيرهم ويرسلون إشارات يومية الى الغرب على أن لبنان واحة الشرق في الديمقراطية ولكنها ,و للأسف كما يصفها البعض ديمقراطية مقنعة وباتت اليوم وجهاً من وجوه الاستبداد عندما يُستدعى من لا ظهر له و لا يُمس من له حظوة الزعيم أو الحزب النافذ تماماُ كما حصل بالأمس .تصوروا لو أن أحداً قال ما قاله رئيس التيّار بحق دولة الرئيس لتحركت كل الأجهزة المعنية وغير المعنية , كما لو أن أحداً  من غير التيّار قال ما قاله بحق رموز " مُقدسة " فماذا كانت النتيجة ؟

إقرأ أيضا : مصادر عين التينة : إذا اتّصل بنا كيم جونغ اون، يكون قد اتّصل بنا أحد من «حزب الله» لأجل الوساطة


سؤال لا يحتاج الى إجابة لمعرفتنا العميقة وخبرتنا الأكيدة في هذا المجال وخاصة مع قوى و أطراف كانت تتغنى بالديمقراطية وتندد بسلطة منتدبة من قبل الوصاية وعندما أمسكت بطرف خيط السلطة أمست ممارستها في الحكم أسوأ بكثير من ممارسات قوى السلطة وهذا ما أضعف من امتدادها الوطني و عاد بها مجدداً الى حضن نصف طائفة لتعليب الانتخابات وتحويلها الى سلعة موضبة بغلاف عصبوي كيّ تأتي أُكُلها جيداً .
في العودة الى حدث الحدث يتبين تسامح الرئيس بري في قدرته على العفو عند المقدرة ويتبيّن مسعاه الجاد لوضع حد لخلاف يفترض أن يبقى في إطاره السياسي لهذا بادر رئيس الحكومة الى إكبار رجل الدولة نبيه بري في لحظة يمكن أن ينهار فيها البلد كما جاء في بيان لحزب الله المختفي عن الأنظار منذ أزمة  المرسوم مخافة أن يتصدع التحالف الذي بناه بشق الأنفس .

إقرأ أيضا : إتصال عالي النبرة بين الحريري وخليل ...لا احد يُصغّر هذه المسألة
لن نزيد ولن نُزايد في موقع الرئيس بري الذي حمى الدولة وحمى التعايش وقد دفع فاتورة غالية في هذا المجال ولولا تضحيات حركة أمل لكان الوضع الديمغرافي للبنان مختلف جداً عما هو عليه الآن ولكان مشروع أميركا وغيره من المشاريع منجز على حساب التواجد المسيحي الذي اعتبره مؤسس الشيعية السياسية في لبنان الإمام موسى الصدر ثروة يجب التمسك بها . لذا تمسك الرئيس بري عندما كان مجاهداً في صفوف المحرومين بهذه الثروة الوطنية وضمن بقاءها عندما صار دولة الدولة الضامنة للمشاركة الوطنية لكل مكونات الثروة الطائفية التي ألزمه بها سيده وسيد الوطن والمقاومة الإمام موسى الصدر .