عددهم 128، ومع وجود ثلاث مقاعد شاغرة بوفاة النائب بدر ونوس، واستقالة النائب روبير فاضل وتولي العماد ميشال عون موقع رئاسة الجمهورية، يتقلص عددهم إلى 125 نائباً.
بالكاد يعرف اللبناني إنْ كان ملمّاً بالسياسة 20 اسماً، ويتعرّف على وجوه 30 منهم. تلك الوجوه التي حفظها المواطن عن ظهر قلب كونها لا تغادر صفحات الصحف وشاشات التلفزة، وتتصدّر وسائل الإعلام تبعاً للأحداث وإلمامها بها، أو تبعاً للأدوار التي وزعتها الأحزاب عليها.
لكل حدث نائبه الخاص، الذي نجح في نقل مواقف كتلته التي تتوافق مع الجو العام للمناسبة، بينما وُضع البعض على الرف "غبّ الطلب" كنوّاب احتياط، يبرعون في التصفيق الأعمى على أنغام رئيس الكتلة المنتمين لها، وذلك تناغماً مع "النوتة" السياسية المطلوبة. أما ما تبقى فهم "كمالة عدد" لا أكثر، رضوا لأنفسهم أن يكونوا لاعبين كومبارس في مجلس النواب.
هناك نواب يكاد يُجمع الناس على عدم سماع أصواتهم على مدى عشرات السنين، إمّا خجلاً وإما رعباً من الأضواء، وإما لارتباطهم الدائم بمصالح خارج البلد، وإما لعدم إلمامهم بدروسهم النيابية أو ربما لأنهم "ما بيعرفو يحكو".
فما الذي يحدد حضور نائب أكثر من آخر، ومن الذي يصنع هذا الحضور (هو، عمله، كتلته، أم مواقفه)؟
جولة سريعة على النواب الذين شغلوا مقاعد مجلس النواب من العام 2009 للعام 2013 ويحتلونها منذ العام 2013 حتى العام الحالي، نرى أن حضور النواب في ذاكرة الشعب اللبناني مرتبطة بأمور عدة:
المواقف السياسية الحادة سواء الإيجابية أو السلبية، تجاه أحداث أو اشخاص أو بلاد معينة، ومن أبرزهم النواب أحمد فتفت، عقاب صقر، خالد الضاهر، ومحمد رعد.
وتبرز أسماء بعض النواب أيضاً عبر تدوالهم للسلطة على مدى دورات نيابية عدّة، أو تداول السلطة عليهم إن صحّ التعبير. وعميد هؤلاء النواب النائب عبد اللطيف الزين الذي يشغل مقعداً له في المجلس منذ العام 1962 أي منذ ما يقارب 56 سنة.
كما أن دور اللجان النيابية وحيويتها وفعاليتها تبرز كعامل أساسي بتسليط الضوء على بعض النواب الذين عادة ما يكونون رؤساء لهذه اللجان.
والجمع بين الزعامة والنيابة تجعل من بعض النواب أعلاماً لا يمكن أن تسهو الذاكرة عن أسمائهم ووجوههم، مثل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل. يضاف الى الزعماء زوجاتهم وشقيقاتهم كالنائب ستريدا طوق زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، النائب بهية الحريري شقيقية رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري.
والجمع بين الوزارة والنيابة يساهم بتعزيز حضور بعض النواب، كوزير الصحة السابق وائل بو فاعور، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، ووزير الزراعة غازي زعيتر، ووزير الشباب والرياضة محمد فنيش.أو ترؤس النواب لمواقع رئاسية مثل أن يكون النائب الحالي رئيس حكومة سابق كالنواب تمام سلام، وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي.
هؤلاء النواب الذين لا يعرف اللبنانيون أكثر من 10 في المئة منهم، يتقاضى كلٌ منهم راتبا شهريا بمبلغ 12 مليونًا و750 ألف ليرة لبنانية أي ما يعادل 153 مليونًا سنويًا. كما ويتقاضى 2 مليون و700 ألف ليرة شهرياً من ضمن صندوق تعاضد النواب ليصل المبلغ الإجمالي السنوي لكل النواب إلى 4 مليارات و147 مليون ليرة. ويخصص للنائب اعتماد سنوي بقيمة 100 مليون ليرة من وزارة الأشغال العامة، ليكون الاعتماد الإجمالي السنوي للنواب 12 مليارًا و800 مليون ليرة.
أيامٌ تفصلنا عن دورة نيابية جديدة نتمنى أن نرى فيها وجوهاً نيابية نحفظ اسماءها لنشاطها الفعلي وعملها الجدي في مجلس النواب لا لأسباب ٍ لا تغني عن هموم مواطن جلّ ما يريده من ممثليه تمثيلاً حقيقياً له، لهمومه، أوجاعه ولقمة عيشه.
ملاحظة: ساهمنا في هذا التحقيق بإعادة تسليط الضوء على أسباب بروز أسماء نواب على أخرى، تاركين لكم متعة اكتشاف أسماء ستتفاجؤون عند قراءتها أو السماع بها، وذلك عبر زيارة موقع مجلس النواب الإلكتروني، ولكم الحكم، قولاً اليوم، وفعلاً في 6 أيار المقبل.