بعد المؤتمر الحزبي الذي عقده سماحة الشيخ نعيم قاسم لكوادر حزب الله، المكلفين بالإعداد والإشراف على سير العمليات الانتخابية القادمة، وقد امتلأت القاعة بوجوهٍ مُكفهرّة جادّة، حادّة القسمات، لا تنوي للناخبين سوى الخير إن شاء الله، والسّوء لا سمح الله إن دعا داعٍ لذلك، وبعد طمأنة الشيخ الحضور والمواطنين بأنّ حزب الله وحركة أمل في مسلاخٍ واحد (المسلاخ يعني الجلد) ، وأنّهما "روحان حللنا بدنا" على قول رابعة العدوية، أو كما قالت "فوز"، حبيبة الشاعر العباس بن الأحنف له:
عباس، ليتك سربالي على جسدي
أو ليتني كنتُ سربالاً لعبّاس
أو ليته كان لي راحاً، وكنتُ له
من ماء مُزنٍ، فكُنّا الدهر في كاس.
بعد إعلان هذا الحلف الثنائي الشيعي المقدّس، بات علينا أن نُقدّم ثلاث بطاقات شكرٍ وتهنئة ومبايعة.
إقرأ أيضا : لا كهرباء في حي السلم منذ أسبوعين ... أين الحماية والبناء ؟!
أولاً: بطاقة شكر
استحقّت الثنائية هذه البطاقة عن جدارة لحقنها دماء أبناء الطائفة الشيعية، وحفظها امانتهم وصيانتها أعراضهم من كلّ سوء بإعلان الوفاق والجنوح للسّلم. إلاّ أنّ الشكر الواجب على كلّ واجب، هو على ما بُذل من جهودٍ مُضنية في سبيل إقرار قانون الإنتخابات النسبي (ولو مبتوراً) ، فبذلك يمكن أن يدخل جنان البرلمان نائبان (معارضان) شيعيّان على الأقل في دائرة بعلبك-الهرمل، ونائب واحد (بشقّ الأنفس) في دائرة النبطية-مرجعيون-بنت جبيل. وهذا ما يعطي للعمليات الانتخابية ألقها الديمقراطي، ويُظهر سماحة نفس الثنائية الشيعية وكرمها وأفضالها التي لا تُحصى.
إقرأ أيضا : نُواب لبنان في غضون خمسين سنة، مع الهيبة من ثلاثمائة دولار إلى ثمانية آلاف
ثانياً: بطاقة تهنئة
تهنئة مُسبقة للفوز القادم، صحيح أنّ الثنائية قد تُضحّي بمقعدين أو ثلاثة هنا أو هناك، إلاّ أنّها ستربح مقاعد عدّة هنا وهناك وهنالك، في مختلف المناطق، ومن مختلف الطوائف بموجب قانون النسبية المعتمد، ولعلّ هذا الاجتياح يُمكّنها من وضع اليد كاملةً على المجلس النيابي، والذي كان عصيّاً في المرحلة السابقة، لولا أن لطّف الله وقدّر ب"خيانة" القوات والمستقبل وانتخابهم مرشّح الثامن من آذار لمنصب رئاسة الجمهورية، وهذا أقرب ما يكون فعلاً للنّصر الإلهي (رغم أنف الذين لا يؤمنون بذلك).
إقرأ أيضا : الجنوب بلا كهرباء .. المهم الإنتخابات
ثالثاً: بطاقة مُبايعة
بحمد الله وعونه، وطالما أنّ المدد الإيراني ما زال قائماً، والوفاق التام والوئام المبارك بين الأستاذ والسيد مُرجّحاً، فإنّ الطائفة الشيعية بألف خير، وبما أنّ يد الله مع الجماعة، فباسمي وإسم معظم أبناء الطائفة المغلوبين على أمرهم، أعلن مبايعة شاملة للسيد والأستاذ، في السلم والحرب، وكل ما نرجوه أن يتمكّنا من كبح جماح الوزير جبران باسيل، الذي بات ينال من هيبة رئاسة المجلس النيابي، ومن هيبة الطائفة الشيعية ومكانتها عن بكرة أبيها. أمّا الكهرباء والنفايات وتنظيف الليطاني وسائر الخدمات فلها ربٌّ يرعاها.