فتحت ملاعب كرة القدم أمام النساء لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي وهذا ربما شجع المرأة الإيرانية إلى اختبار حظها في الدخول الى تلك الملاعب في مدن إيرانية عدة وأهمها العاصمة طهران حيث نشرت يوم الأمس فتاة إيرانية صورة لها تظهرها ملتحية ومتزية بزي رجالي داخل ملعب آزادي لكرة القدم لتشاهد مباراة فريق إستقلال وفريق بارس جم.
إقرأ أيضًا: هل تنهي إيران تمويلها لحزب الله؟
وبينما دخول ملاعب كرة الطائرة مسموح للنساء في إيران إلا أن ملاعب كرة القدم بقيت مغلقة أمامهن بفضل عدد من المراجع التقليديين بمدينة قم الذين يفتون بحرمة دخول النساء ملاعب كرة القدم تحديدًا وليس ملاعب كرة الطائرة أو كرة السلة وهذا ما يثير استغرابًا وأكثر، ذلك لأنهم يستندون إلى أجواء الشتم والسب المتبادل بين مناصري الفريقين أثناء المباريات حيث أن الشتائم تتجاوز حدودها المألوفة والصحية وتمس الأعراض عادة، إلا أن هؤلاء الفقهاء يتجاهلون أو يجهلون حقيقة بديهية وهي أن تلك الشتائم التي تمس الأعراض هي وليدة خلو الملاعب من النساء وحكر الحضور في الملاعب للرجال.
وإذا أراد أحد أن يضع حدًا لتلك الأجواء غير النزيهة فعليه السماح لدخول النساء الملاعب ويرى بأن دخولهن كفيل لهيمنة أجواء نظيفة ونزيهة على الملاعب.
إقرأ أيضًا: أمريكا تضع أوروبا أمام خيارين إتجاه إيران ... ماذا ستختار؟
ناهيك عن أن هذه الحجة أو الدليل الذي يتمسك به هؤلاء الذين يعبر عنهم الشيخ محمد عبده بسدنة هياكل الوهم لا عبرة له ولا يصلح دليلا لحكم الحرمة، حيث أن المرأة ليست مسؤولة عن أعمال الرجال وجرائمهم وإذ يعتبر الشتائم المتبادلة في ملاعب كرة القدم هي جريمة، فلا شك في أن الذين يرتكبونها هم يستحقون العقوبة وليس النساء.
أما موضوع حرمة نظر المرأة إلى ساقي الرجل فانه موضوع تجاوزه الزمن ومن الفتاوى التي أصدرها الفقهاء القدامى وتثير الضحك في عصرنا فكيف عن فتاوى معاصرة لها نفس المفعول؟!