سيكون عام 2018 والاخطر عام 2019 اخطر سنتين على لبنان، وذلك بعد انهيار التسوية في سوريا ودخول عناصر خطرة على خط الحرب السورية اقليميا ودوليا.
ففي حين ان مجلس الامن الدولي قرر اعتماد القرار 2254 الذي يقول بـ 4 بنود:
 -1 تشكيل هيئة انتقالية متوازنة بين النظام والمعارضة.
2 -وضع دستوري جديد برلماني مدني في سوريا.
-3 انتخابات نيابية ورئاسية في سوريا بإشراف 5 الاف مراقب من ضابط وجندي من الامم المتحدة.
4 -تشكيل حكومة متوازنة بين النظام والمعارضة الا اذا جاءت نتائج الانتخابات النيابية لمصلحة النظام بقوة او لمصلحة المعارضة بقوة وعندئذ يتم تشكيل الحكومة مع مراعاة هذا الوضع.
القرار 2254 : حاول الموفد الاممي ديمستورا عبر 8 جولات في جنيف الوصول الى خطوات تبدأ بتنفيذه، لكن الحلاف بين وفد النظام السوري ووفد المعارضة كان دائما المسيطر حتى اعلن الموفد الاممي اننا لم نحقق اي تقدم.
وامس انعقد مؤتمر في فيينا برئاسة ديمستورا واجتمع مع كل وفد على حدة، فجلس مع وفد النظام الذي يرأسه السفير بشار الجعفري الذي اعلن رفضه لطلبات المعارضة معلنا ان المعارضة السورية تفسر القرار 2254 على هواها ووفق مصالحها وليس وفق القاعدة الدولية التي تم وضع القرار 2254 على اساسها.
اما بالنسبة للمعارضة السورية فقد اجتمع الموفد الاممي ديمستورا مع السيد نصر الحريري رئيس وفد المعارضة في حضور اعضاء الوفد المعارض. واصرت المعارضة على تنفيذ القرار 2254 من خلال حل الوضع كله في سوريا وابدال مقام رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس الشعب بإنشاء هيئة انتقالية هي التي تحكم، ولا مانع ان يكون الرئيس بشار الاسد رئيسها، لكن تكون مناصفة بين النظام والمعارضة.
وثانيا، ان لا يكون في الدستور ان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للجيش وهو يعيّن رؤساء اجهزة المخابرات.
وبنتيجة اجتماع الموفد الاممي ديمستورا مع وفد النظام ووفد المعارضة، خرج للقول اننا فشلنا وان اجتماع فيينا فاشل، والان ننتظر الذهاب الى مؤتمر سوتشي في روسيا اذا حضرته كل الاطراف وبعدئذ نعود الى جنيف، لانه ليس امام سوريا لايجاد حل سوى اجتماعات جنيف لتطبيق القرار 2254.
 

 

 

 لبنان في وضع خطر


لبنان في وضع خطر لان سوريا كانت على مشارف ايجاد الحل بعد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه بدعم روسي - ايراني واسترجاع النظام السوري لحوالى 80 في المئة من الارض السورية، وسيطرته على اكثرية المحافظات، لكن الوضع انقلب بمفاجآت في غاية الخطورة، فاذا كان الجيش الروسي قام بدعم النظام السوري بقوة مع الايرانيين وحزب الله والجيش العربي السوري وحقق انتصارات على داعش وجبهة النصرة والقوى التكفيرية، فان الولايات المتحدة اعلنت امس ان الجيش الاميركي ينتشر في سوريا ويحتل مساحة 28 في المئة مع الاكراد والقوى العربية المعارضة السورية المتحالفة مع اميركا.
والسؤال : كيف انتشر الجيش الاميركي في سوريا واحتل 28 في المئة من اراضيها؟ وكيف تمكن من الدخول الى محافظة دير الزور، ثم سيطرته على محافظة الرقة، ثم سيطرته على محافظة الحسكة ذات الاكثرية الكردية. لكن السؤال : كيف ذهب الجيش الاميركي مسافة 650 كلم من شمال سوريا التي احتلها مع القوى الكردية ومعارضة عربية ضد الرئيس السوري بشار الاسد الى منطقة ريف حلب التي تبعد ما بين 600 - الى 700 كلم، واي طريق سلك؟ ذلك ان الطريق ما بين محافظة الرقة والحسكة تفصلها محافظات عديدة، وفيها قوات معارضة تكفيرية، وفيها قوات ايرانية، وفيها قوات حزب الله، وفيها قوات الجيش العربي السوري، اضافة الى قوات روسية.
وهكذا فجأة قال الجيش الاميركي نتيجة اعلان تركيا انها ستحتل مدينة منبج على مقربة من حلب، وهي مدينة عربية قام الاكراد باحتلالها وطرد 90 في المئة من سكانها العرب، وان تركيا ستعيد السكان العرب الى مدينة منبج والى 23 قرية عربية ضمها الاكراد الى مدينة منبج وطردوا السكان العرب.
 

 ماذا كشف الجيش الأميركي ؟


وقال الناطق باسم الجيش الاميركي ان لدينا 2000 جندي في مدينة منبج، والذين يعرفون خريطة ريف حلب يتساءلون كيف يؤمن الجيش الاميركي التموين في مدينة منبج وهي محاصرة من المعارضة والنظام والايرانيين وحزب الله والتكفيريين وجبهة النصرة وداعش.
ثم ان الجيش الاميركي اعلن انه ينتشر، اضافة الى مدينة منبج الهامة قرب العاصمة الثانية لسوريا في حلب، في 6 مدن في ريف حلب وصولا الى الحدود التركية، وان عدد القوات الاميركية يصل الى 12 الف جندي مع اهم دبابات ومدفعية واسلحة، اضافة الى ان الناطق الاميركي قال ان الطيران الاميركي في العراق الذي يصل عدد طائراته الى 450 طائرة هو جاهز لضرب كل من يقترب من الجيش الاميركي في سوريا.
اما في شمال سوريا، فقد اعلن الناطق العسكري الاميركي ان اميركا تسيطر على 25 في المئة من الاراضي السورية، اي ربع ارض سوريا، وقال لن يرحل الجيش الاميركي من سوريا قبل ايجاد حل سياسي كامل في سوريا.
 

 على موسكو التباحث مع واشنطن


واذا كانت روسيا اعتبرت نفسها هي التي تسيطر على الوضع في سوريا فالامر انتهى، فعلى موسكو ان تتباحث مع واشنطن في شأن مستقبل سوريا ومستقبل الرئيس بشار الاسد، لان واشنطن لن تقبل أن يبقى الرئيس الاسد في الرئاسة. لكنه استعاد عبارته وقال قد نقبل بقاء الرئيس بشار الاسد، ولكن تحت شروط التسوية السياسية التي تكون فيها سوريا دولة وبرلمانية ومجتمعاً مدنياً ولا يوجد فيها اي ديكتاتورية وتكون سوريا منفتحة في حرية كاملة، واحزاب جديدة ووسائل اعلام جديدة ومنفتحة على لبنان وعلى الاردن وعلى العراق ولا تتعاطى المخابرات السورية مع المواطنين السوريين، بل تقوم بذلك المحاكم المدنية السورية. كذلك لا يحق لرئيس الجمهورية تعيين رؤساء اجهزة المخابرات في الدستور الجديد المطلوب، بل يقوم مجلس الوزراء السوري عبر وزير الدفاع ووزير الداخلية باقتراح اسماء رؤساء اجهزة المخابرات في سوريا.
الكلام الاميركي الذي قال ان الجيش الاميركي مع حلفائه يحتل 28 في المئة من الاراضي السورية قلب المقاييس وقال ان الجيش الاميركي لن ينسحب من سوريا، والجيش الاميركي لم يدخل الى سوريا بقرار مجلس الامن ولم يدخل الى سوريا بطلب من القيادة الشرعية السورية برئاسة الاسد، بينما سوريا التي ما زالت دولة عضواً في الامم المتحدة وتشارك في اجتماعات مجلس الامن والامم المتحدة، تعتبر ان الشرعية في سوريا هي للأسد، بدليل ان الممثل السوري في الامم المتحدة هو السفير بشار الجعفري المعتمد من قبل الرئيس الاسد وحكومته ويعني ذلك ان الامم المتحدة تعتبر الشرعية هي الرئيس بشار الاسد وليس المعارضة. ولذلك فالجيش الاميركي دخل الى سوريا دون قرار من مجلس الامن ودون اتفاق مع الشرعية السورية برئاسة الرئيس بشار الاسد.
 

 الموقف الروسي


اما موسكو ووزارة الخارجية الروسية فقالت نحن دخلنا سوريا بطلب من القيادة الشرعية السورية برئاسة الرئيس بشار الاسد، وقمنا بعمليات محدودة لمنع التكفيرين والارهابيين من اسقاط النظام، وان يكون في سوريا حكم تكفيري ارهابي يؤدي الى عدم الاستقرار في كامل المنطقة  في الشرق الاوسط كلها، لكننا حصرنا وجودنا في قاعدتين : واحدة بحرية في طرطوس والاخرى جوية في حميميم. وستكون لنا قاعدة جوية ثالثة قرب دمشق اما جيشنا الروسي فلا ينتشر في سوريا، بل ذلك متروك للجيش العربي السوري، على خلاف ما تقول اميركا انها تسيطر وعمليا تحتل 28 في المئة من الارض السورية.
واذا كان نظام الاسد قد سيطر على 80 في المئة منذ 6 اشهر على كامل الاراضي السورية، فانه خسر الان نسبة منها، بعد اعلان الجيش الاميركي توسيع انتشاره في محافظة الحسكة والرقة ودير الزور وريف حلب وريف حماه. مع العلم ان بين ريف حلب وريف حماه اودية وجبالاً وطرقاً كلها تسيطر عليها احزاب تكفيرية هي جيش الشام وفتح الاسلام وجبهة النصرة، وهذه الطريق التي تربط ريف حماه بريف حلب حاول الجيش العربي السوري مع حلفائه السيطرة عليها، الا انه لم يستطع وبقيت الطريق مع كامل القرى المحاذية لها بعمق 60 كلم من كل جهة تحت سيطرة الاحزاب التكفيرية، فكيف ينتقل الجيش الاميركي بين ريف حلب وريف حماه؟
 

 فشل الهجومين التركيين على عفرين


العنصر الخطر الجديد هو قيام الجيش التركي بالبدء باحتلال اراضي سوريا، والمعركة الاولى جرت في مدينة عفرين او لنقل منطقة عفرين، وهي مدينة كبيرة تضم 60 الف نسمة اضافة الى 78 قرية تحيط بمدينة عفرين، وهي مقر عقر دار الاكراد. وهاجم الجيش التركي مدينة عفرين حيث جيش حماية الشعب الكردي، لكن الجيش التركي اصيب بصدمة اثر فشله مرتين في اقتحام مدينة عفرين رغم استعماله الطيران الحربي ورغم استعماله الدبابات الحديثة والمدفعية وراجمات الصواريخ بكثافة كبيرة، لكن طبيعة مدينة عفرين ومنطقتها الكاملة مع القرى صعبة لانها كلها تلال ووديان وتضاريس صخرية صعبة، اذ لا تستطيع الدبابات وناقلات الجنود بل فقط سيارات الدفع الرباعي المرور بطرقات صغيرة لاجتياز اقتحام مدينة عفرين.
لكن الجيش التركي الذي هاجم مدينة عفرين اصيب في اول هجوم بخسارة 11 دبابة تركية واكثر من 16 ناقلة جنود مدرعة ووقوع 45 قتيلاً وجريحاً من الجيش التركي. كما سقط للجيش السوري الحر المنشق 65 قتيلاً واكثر من 104 جرحى. فيما قامت القوات التركية بقتل 29 مقاتلاً من جيش حماية الشعب الكردي، اضافة الى اسر حوالى 32 مقاتلاً من جيش حماية الشعب الكردي.
وتقول معلومات ان الجيش التركي قام بإعدام المقاتلين الـ 32 من جيش حماية الشعب الكردي فور اسرهم، ودون نقلهم الى محاكمة او سجن. وتم اعدامهم في ميدان المعركة.
ثم تحضر الجيش التركي الى هجوم ثان، انما الطقس لم يساعده، لان الغيوم تسيطر على الاجواء والطقس ماطر جدا. ولم تستطع الدبابات التركية وناقلات الجنود المدرعة التقدم من جراء الوحول الناتجة من المياه والامطار نتيجة الطقس وهبوط الثلوج في المنطقة، والعاصفة التي تهب عليها، ومع ذلك قام الجيش التركي باستعمال قاذفات صواريخ اميركية الصنع اقوى من صواريخ كاتيوشيا، واستعمل حوالى 100 راجمة ودمر نصف مدينة عفرين عبر اصابات المباني والمنازل وغيرها. وقال الناطق باسم جيش حماية الشعب الكردي ان اكثر من 150 مدنياً قتلوا واصيبوا وجرحوا نتيجة القصف التركي الوحشي، وبعد ذلك هاجم الجيش التركي مجددا مدينة عفرين، وهذه المرة انسحب جيش حماية الشعب الكردي من امام الجيش التركي وتركه يدخل على الطرقات الرئيسية باتجاه ساحة عفرين. لكن بعد دخول الجيش التركي قام حوالى 3 الاف مقاتل من جيش حماية الشعب الكردي بقصف القوافل العسكرية التركية بالصواريخ المضادة للدروع وادى ذلك الى تدمير العديد من الدبابات والعديد من المدرعات التركية.
ووفق مراسل تلفزيون الـ ام. بي. سي، فانه لم يستطع احصاء عدد الدبابات التركية التي اصيبت ولم يستطع احصاء عدد ناقلات الجنود، انما الجيش التركي اعترف بتدمير 6 دبابات له و9 ناقلات جنود، لكنه قال انه دمر كامل خط الدفاع لجيش حماية الشعب الكردي في عفرين.
 

 الرئيس التركي زار غرفة عمليات الجيش الثاني


وبعد هذا الفشل الثاني للجيش التركي، ظهر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في بلدة هاتايا التركية القريبة من الحدود مع سوريا في غرفة عمليات الجيش الثاني من الجيش التركي. وهنا يجب القول ان عديد الجيش التركي هو مليون جندي، وهو مؤلف من 5 جيوش الاول والثاني والثالث والرابع والخامس، وكل جيش مؤلف من 200 الف جندي مع كامل عتاده ودباباته ومدافعه وحتى الطائرات التابعة له، وان الذي يقود معركة عفرين هو الجيش الثاني التركي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه قرر اقالة الضباط الاتراك الذين فشلوا في الهجوم على عفرين، وقام بتغييرهم. وقال اذا كان البعض يعتقد ان الجيش التركي خسر المعركة او فشل فهو مخطىء، فنحن لدينا قوة تستطيع ابادة وتدمير كل من يقف في وجهها انما نحاول الحفاظ على عدم قتل الاف المدنيين اثناء الهجوم في المعركة، وان جيش حماية الشعب الكردي يأخذ المدنيين ويضعهم متراسا بشريا امام هجوم الجيش التركي، لكن بعد الان لا رحمة وسنهاجم مدينة منبج وسنعيد سكانها العرب اليها ونقول لاميركا اسحبي جيشك من مدينة منبج. ونقول لاميركا بصراحة، نحن عضو في الحلف الاطلسي الذي يضم 20 دولة في العالم بقيادة الولايات المتحدة وان الجيش الاول في الحلف الاطلسي هو الجيش الاميركي الذي يضم 3 ملايين جندي. اما القوة الثانية في الحلف الاطلسي فهي الجيش التركي المؤلف من مليون جندي. وعلى القيادة العسكرية الاميركية ان تختار وعلى الرئيس الاميركي ترامب ان يختار اما التحالف مع تركيا واما التحالف مع الاكراد. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان اميركا خانت تركيا، وان الدبابات التي حصل عليها الاكراد وجيش حماية الشعب الكردي طلب من نوع هذه الدبابات الجيش التركي ولم تقم الولايات المتحدة ببيع الجيش التركي هذا النوع من الدبابات، بينما الجيش الاميركي سلم حماية الشعب الكردي اكثر من 150 دبابة من هذا النوع وهي موجودة في محافظة الحسكة وفي شمال سوريا، كما ان هنالك 25 دبابة من هذا النوع موجودة في منطقة عفرين، وفي ريف حلب لكنها مختبئة تحت اتربة ومغطاة بشوادر بيد ان الطيران التركي فور انفراج الطقس وبعد ان اصبحت السماء صافية، ستقوم طائرات سلاح الجو التركي بتدمير الدبابات الاميركية التي اعطتها اميركا لجيش حماية الشعب الكردي.
 

 اردوغان : سنصل الى منبج


ثم قال اننا لم نعد نلتزم بمسافة 30 كلم من الحدود التركية واحتلالها ضمن الاراضي السورية، بل اصبحت المسافة مفتوحة وسنصل الى منبج التي تبعد 60 كلم عن الحدود التركية، وسنصل الى الحدود السورية -التركية - العراقية، قد اعطيت الاوامر للجيش الرابع والجيش الثالث بالتوجه الرابع نحو الحدود التركية - العراقية والجيش الثالث نحو الحدود السورية - التركية في شمال سوريا، واقول لكم لن تنتهي الحرب الا بعد القضاء على اخر ارهابي في سوريا، واعني الاكراد الذين هم تابعون الى حزب الـ ب. ك. ك. الذي يريد تدمير الامن القومي في تركيا، ونحن لا نفرق بين حزب الـ ب. ك. ك. والاكراد كافة الذين في نفسيتهم وقرارهم يؤيدون حزب الـ ب. ك. ك. الارهابي. ولقد خسر الجيش التركي طوال 25 سنة 9 الاف و600 شهيد من ضباط وجنود نتيجة عمليات تفجير باصات للجيش التركي واعمال ارهابية من حزب الـ ب، ك. ك الى ان انتهينا من هذا الحزب عندما هددنا سوريا، ثم اعتقلنا رئيسها اوجلان. لكن الان بعد تولي شقيق اوجلان قيادة حزب الـ ب. ك. ك. وانضم اكثرية الاكراد من العراق وتركيا وسوريا ومن ايران الى المنطقة الشمالية في سوريا وانتشارهم على مسافة الحدود السورية - التركية التي مسافتها 800 كلم، فلن نقبل الا حرباً شاملة وسنأخذ من الاراضي السورية ما بين 15 في المئة الى 22 في المئة وسنحتلها ولن نرحل ولن يعود الجيش التركي الى تركيا الا بعد القضاء على كامل الارهابيين
واقول للرئيس الاميركي ترامب للمرة الاخيرة، عليك الخيار بين الحلف مع تركيا ضمن الحلف الاطلسي وكون تركيا هي الجيش الثاني وبين الاكراد، فاذا قررت الاكراد فان تركيا ستعقد معاهدة عسكرية مع روسيا وتخرج من الحلف الاطلسي وتقيم حلفا عسكريا مع ايران وستكون جبهة ايران - تركية - روسية هي بداية حلف عسكري ضخم ضد الحلف الاطلسي الذي ترأسه اميركا ويكون الحزب الاطلسي برئاسة الولايات المتحدة والجيش الاميركي قد خسر الجيش الثاني في الحلف الاطلسي.
 

 سقطت التسوية في سوريا وانعكاسها على لبنان


ازاء احتلال تركيا وتخطيطها لاحتلال 22 في المئة من الاراضي السورية واحتلال اميركا لمساحة 28 في المئة من الاراضي السورية، يبقى امام النظام السوري نحو 40 في المئة لان هنالك 10 في المئة هي تحت سيطرة قوى تنظيمية تكفيرية في ريف حماه وفي جزء من ريف حلب. وهكذا سقطت التسوية في سوريا ودخلت سوريا تدويلا كبيرا خطرا ومواجهة روسية - اميركية.
من هنا سينعكس الوضع على لبنان، وبعدما كان لبنان في وضع مريح وخرج من خطورة انفجار وضع سوريا وسقوط النظام عاد الامر الى نقطة الصفر، ولا يعرف احد ما المواجهة التي ستحصل في سوريا بعد وجود الجيش الروسي والاميركي والجيش التركي والجيش الايراني وبطبيعة الحال الجيش العربي السوري، اضافة الى التنظيمات التكفيرية الاسلامية، واضافة الى قوات حزب الله وقوات ايران وقوات من العراق في سوريا.
ولذلك، فان القوى التكفيرية سترى انه في ظل الحرب الدائرة على مستوى ضخم من قبل الجيش التركي والجيش الاميركي والجيش العربي السوري والايراني، اضافة الى القوات الروسية، فان القوات التكفيرية والتنظيمات سترى ان افضل ممر لها يكون بالانتشار باتجاه العراق مجددا. لكن الرئيس التركي اعلن ارسال الجيش الرابع الى الحدود العراقية - التركية، وهو مؤلف من 200 الف جندي وقادر على سحق داعش.
 

 الاردن وردع القوى التكفيرية


كذلك الاردن لديه جيش من 130 الف جندي قادر الى حد كبير على ردع القوى التكفيرية. ويبقى ان تقوم القوى التكفيرية بالانسحاب نحو مناطق في لبنان، والعودة الى جرود الجبال في السلسلة الشرقية من البقاع الشمالي والشرقي، كذلك التسلل والانتشار في مناطق سنية مثل عكار والضنية والمنية وطرابلس وصيدا والبقاع الاوسط حيث عنجر وبر الياس وغيرهما، اضافة الى وجود جبهة النصرة في قسم من جبال على حدود هضبة الجولان واتصالها جغرافيا بالقرى السنية في قضاء العرقوب الذي سكانه كلهم من السنة، وهناك لا يوجد جيش لبناني بل يوجد جيش سوري بقوة قليلة. اما الذي يسيطر على الوضع عسكريا فهو جيش العدو الاسرائيلي الذي قد يسهل لداعش وجبهة النصرة الانتقال من هضاب تحت الجولان باتجاه العرقوب في لبنان، حيث القرى والمدن السنية. ولذلك فان لبنان سيكون امام وضع خطر سنة 2018، رغم ان الجيش اللبناني قوي، لكن غياب المنحة السعودية بقيمة 3 مليارات لتسليح الجيش اللبناني ادى الى ابقاء سلاح الجيش اللبناني القديم. كذلك فان الدعم الاميركي بإرسال اسلحة بصورة مستمرة الى لبنان قد انخفض كثيرا بسبب سياسة الرئيس الاميركي ترامب وضغط السعودية، على اعتبار ان الاسلحة التي ترسل للجيش اللبناني قد تقع تحت ايدي حزب الله في اي معركة تحصل في لبنان. ولذلك فحجم الدعم الاميركي غير معروف حاليا بإعطاء اسلحة الى لبنان.
 

 ليس أمام لبنان الا اللجوء الى فرنسا


ومن هنا فالامر خطر على المستوى الاستراتيجي، وليس امام لبنان الا اللجوء الى فرنسا كدولة عظمى لحمايته والاتصال بالجيش الروسي والاميركي والتركي والقوات السورية، كذلك دعوة مجلس الامن للانعقاد من اجل حماية لبنان وبعض الجهات اللبنانية تفكر في طلب وحدات من الامم المتحدة تنتشر على الحدود بين لبنان وسوريا مثلما هي تنتشر على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. لكن هذا الطلب مرفوض على مستوى احزاب داخلية لبنانية.
كما ان الامم المتحدة لن ترسل قوة ضاربة لمحاربة تنظيمات ارهابية كما فعلت فعلها في العراق وفي سوريا، ذلك ان العراق طالب بقوات من الامم المتحدة ورفض مجلس الامن، كذلك سوريا رفض مجلس الامن ارسال اي قوات من دول الامم المتحدة اليها لانهاء الحرب. واستمرت حرب سوريا حتى الان 7 سنوات.
اما بالنسبة الى قوة الجيش اللبناني المؤلف من 75 الف جندي تقريباً ولديه اسلحة، فانه يحتاج الى اسلحة حديثة كان سيحصل عليها لو وفت السعودية وبقت على عهدها بشراء اسلحة بقيمة 3 مليارات من فرنسا لتقديمها الى الجيش اللبناني، فلم تلتزم السعودية وتسلمت هذه الاسلحة وارسلتها الى حرب اليمن.
ولم يعد من الممكن تصنيع مجددا هذه الاسلحة التي بدأ تصنيعها في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان واخذت 3 سنوات لانهاء تصنيعها. واما اليوم فلا يمكن للجيش الفرنسي سحب اسلحة من مخازنه التابعة لجيشه وتسليمه للجيش اللبناني، كذلك اميركا لن تفعل هذا الامر.
ومن هنا، فان الوحدة اللبنانية ووحدة الحكم وقوة الجيش وقوة  المقاومة هي القادرة على حماية امن لبنان عبر وحدة وطنية بين الاحزاب والفاعليات كافة ودور الجيش اللبناني في حماية الامن، اضافة الى الاجهزة الامنية في حماية الاستقرار على المستوى الداخلي كي لا تحصل تفجيرات سيارات وغيرها، لان الخلايا النائمة لداعش واحزاب تكفيرية قد تكون موجودة وبداية اول حادث تفجير منذ فترة طويلة حصل في صيدا ضد احد كوادر حماس وذلك في قلب مدينة صيدا، ولم يتم اكتشاف فعليا الشبكة والجهة رغم اتهام الموساد، لكن التحقيق الفعلي لم تظهر نتائجه.