تحت عنوان والد الطفلة تيا يشكو طبيباً: كاد يقتلها، كتب موقع "المدن": كادت الطفلة تيا نجيب أن تكون ضحية جديدة للأخطاء الطبية. فإبنة الأربع سنوات تنتظر اليوم موقف نقابة الأطباء في الشمال من الشكوى التي رفعها والدها أحمد نجيب ضد الطبيب "د. ج"، المتخصص في طب الأطفال والدماغ.
ويروي نجيب أنه في بداية العام الدراسي الحالي استدعته مدرسة المطران لمعرفة حقيقة العارض الصحي الذي أدى إلى فقدان ابنته الوعي. عندها، توجهت العائلة إلى أحد الأطباء في مدينة طرابلس، الذي طالب بإجراء تخطيط للرأس مقابل 150 دولاراً وكشفيته 50 دولاراً. وبعد تشخيص دام 15 دقيقة وهي مستيقظة، جزم الطبيب بأن الطفلة تُعاني من مرض "الكهرباء في الرأس". ووصف حبوباً للعلاج.
وبعد أربعة أيام من تناول الدواء "بدأت ملامح تيا تتغير وتعاني من موجات صرع ووجع في الرأس". عندها، قامت العائلة باستشارة طبيب في مستشفى المشرق، الذي أكد أنها سليمة وأن تشخيص هذا المرض يحتاج إلى أن تكون الفتاة نائمة ويدوم لنحو 3 ساعات. ويجب تكرار الفحص للتحقق من صحة التشخيص.
ومن أجل تأكد العائلة من صحة تشخيص الطبيب الثاني استعانت بطبيب ثالث يداوم في مركز الحميدي الطبي في طرابلس، الذي أكد أن التشخيص الذي قام به الطبيب الأول كان غير مهني وخاطئاً. ووفق نجيب، فإن الأطباء أكدوا أن استمرار الطفلة بتناول الدواء كان سيؤدي إلى إصابتها إما بالصرع أو الشلل أو الوفاة.
ويتهم الوالد الطبيب بارتكاب ثلاثة أخطاء طبية لناحية سوء التشخيص واعطاء دواء مؤذٍ وتعريض حياة الطفلة للخطر. ويشكك في التزام الطبيب بالأخلاق المهنية، لأنه امتنع عن الرد على اتصالاته وقام بحظره بدل مواساته. ورفع عليه دعاوى قدح وذم وتشهير، وفق نجيب، الذي يؤكد أن الطبيب خسرها جميعها.
ويعتقد نجيب أنه يتولى مهمة ملاحقة الطبيب نيابة عن عدد كبير من الأهالي لاسترجاع حقوقهم، وأن ما يقوم به حالياً سيحمي كثيراً من الأطفال. ويتحدث عن قيامه بتقفي أخطاء الطبيب واكتشافه أكثر من 10 حالات "ارتكب فيها أخطاءً طبية فادحة".
وينفي والد تيا أن يكون قد تأخر في تقديم الشكوى إلى النقابة، مشيراً إلى مماطلة النقابة في الجواب منذ شهر تشرين الأول 2017. ويشير إلى تعرضه لضغوط من بعض الجهات السياسية للتراجع عن شكواه، متوعداً بفضح كل المعرقلين في حال تخلف النقابة عن التصريح بموقفها.
في المقابل، تدعو نقابة الأطباء في الشمال إلى عدم الإسراع في إصدار الأحكام، نظراً إلى دقة الموضوع وارتباطه بالعديد من الأشخاص. ويؤكد نقيب الأطباء في الشمال عمر عياش أن النقابة باشرت التحقيق، وأنها تتجه لاستدعاء نجيب لسماع ادعاءاته في هذا الموضوع.
ويوضح عياش أن النقابة تلقت طلبين للنظر في القضية من والد الطفلة تيا، ومن الطبيب ج. لإبداء الرأي، وفق الأصول. ويعد النقيب بالرد على نجيب خلال فترة وجيزة، وقد تكون في الأسبوع المقبل، وذلك بعد الاستماع إلى جميع الأطراف وفق الآلية المعتمدة في نقابتي بيروت وطرابلس. فالجواب لا يصدر عن النقيب شخصياً، إنما يتم اللجوء إلى خبراء لإبداء الرأي. وهذا ما يستغرق مزيداً من الوقت. وينفي عياش مماطلة النقابة، فهي ليست محكمة لجلب المدعى عليهم ساعة تشاء. ففي كثير من الأحيان يكون الأطباء خارج البلاد.
ويشير إلى أن رأي النقابة استشاري وغير ملزم. بالتالي، يمكن لنجيب أن يتقدم بدعوى جزائية ساعة يشاء، لأن الطبيب لا يتمتع بحصانة تجاه القضاء. لكنه يستدرك أن العرف جرى على استنارة القضاء برأي نقابة الأطباء وعدم تجاوزها، خصوصاً في القضايا الكبيرة التي تستوجب توقيفاً احترازياً كحالات الوفاة. وهذا غير موجود في حالة تيا نجيب.