ولفت الموقع إلى أنّه لم يسبق لـ"حماس" أن اعتبرت لبنان "أرضاً ينبغي لها أن تستثمر فيها مواردها العملياتية لخدمة جناحها العسكري في أوقات الحاجة"، متوقّفاً عند التدابير الأمنية الإسرائيلية التي صعّبت عمل الحركة في غزة والضفة الغربية.
وفي هذا السياق، ذكّر الموقع "بشهر العسل" الذي عاشته "حماس" مع دمشق لأكثر من عقد، مشيراً إلى أنّها امتلكت آنذاك مكتباً "كبيراً نسبياً" في بيروت أقامت من خلاله علاقات مع "حزب الله".
وأوضح الموقع أنّ هذه العلاقات تمحورت بشكل أساسي حول التعاون في مجال تطوير الأسلحة واستخدام طرق التهريب المشتركة واستخدام قواعد "حزب الله" من أجل تدريب عناصر "حماس"، مستدركاً أنّ الحركة لم تبدِ رغبة آنذاك في الاختلاط مع صفوف الحزب.
في المقابل، أكّد الموقع أنّ العاروري يجري تغييرات في مفاهيم قيادة "حماس" الاستراتيجية، مذكّراً بلقائه بكبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، ومسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان، وممثلها في لبنان، علي بركة، في بيروت في آب الفائت.
ورأى الموقع أنّ وصول العاروي إلى بيروت عزّز تمثيل "حماس" المحلي، التي سعت قبل ذاك إلى الحفاظ على حضور لها في لبنان بعد اندلاع الأزمة بين مكتبها السياسي والحكومة السورية إثر الحرب، مشدّداً على أنّ الأزمة مع سوريا وإيران أثّرت في العلاقة مع "حزب الله".
واستطرد الموقع بأنّ وصول العاروي إلى لبنان حسّن علاقة "حماس"-"حزب الله"، شارحاً بأنّه نجح في إعادة الدعم الإيراني للحركة بفضل العلاقات التي بناها مع مسؤولين كبار في الحزب، على رأسهم الأمين العام السيّد حسن نصرالله، ومسؤولين إيرانيين في لبنان.
وعليه، أكّد الموقع أنّ العاروي انتقل إلى المرحلة المقبلة المتمثلة بإقامة بنية تحتية عملياتية لـ"حماس" في لبنان، زاعماً أنّه يسعى إلى إقامة قاعدة عمليات في الجنوب، ومحذّراً من إمكانية "حماس" استخدامها لتدريب عناصرها في لبنان وتهديد إسرائيل.
إلى ذلك، اعتبر الموقع أنّ محاولة اغتيال محمد حمدان، العضو في "حماس"، تدل إلى أنّ أمر مكتب الحركة الكائن في صيدا- البعيدة 48 كليومتراً تقريباً عن الحدود الجنوبية- كُشف، ملمحاً إلى أنّه "واجهة البنية التحتية العملياتية التي تحدّث عنها ليبرمان".
ختاماً، حذّر الموقع من قدرة "حماس" على جر لبنان إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وذلك إذا ما اضطر قادتها إلى خوض مواجهة مع تل أبيب أو شعروا أنّ سيطرتهم على غزة مهددة.