"من أجل 600 دولار"، كما اعترف في التحقيقات، تناسى محمد ح. صلة الرحم التي تجمعه بوالده علي، وسنوات العمر التي ضحى بها من اجل تربيته، انقض عليه، ضربه على رأسه حتى كسر جمجمته، ليصارع الموت في المستشفى اللبناني الإيطالي، بعد ان دخل في غيبوبة علّها تنسيه لحظات الرعب التي عاشها على يد اقرب الناس الى قلبه.
بين المال والسكن
عند نحو الساعة الثانية من بعد منتصف الليلة الماضية انتهز محمد (24 عاما) وجوده مع والده ( 65 عاما) الخادم في مساجد قانا الجنوبية وحدهما في المنزل، تجادل واياه والسبب "الحقيقي"، كما قال شقيقه من والده حسين "أنه يريد الزواج والسكن مع عروسه التي ارتبط بها قبل نحو ثلاثة أشهر في بيت والدي، حيث رفض مصراً عليه ان يستأجر شقة". وعما اعترف به محمد من ان السبب مادي تساءل حسين بتهكم "هل والدي مجبر على اعطائه المال وهو رجل كبير في السن وظروفه المادية ضيقة، ومع ذلك وعلى الرغم من ان محمد يعمل ممرضا في مستشفى قانا والمستشفى الايطالي، عدا عن عمله الجانبي لدى بعض المرضى، إلا انه اعتاد ان يأخذ مصروفه من أبي الذي لم يقصر يوماً تجاهه، بل على العكس، ضحى بحياته من اجل تربيته وتعليمه، لا بل لم يكن يتناول الطعام من دونه، ومع ذلك ردّ له الجميل بطريقة دموية".
تضليل وتوقيف
في تلك الليلة كان حسين نائماً عندما طرق محمد باب منزله الكائن في الطبقة الثالثة من المبنى، في حين كما لفت حسين "والدي وشقيقاي من زوجته الثانية التي انفصلت عنه سابقا يسكنون في الطبقة الارضية، طلب مني الاسراع لأنقل أبي الى المستشفى مدعياً انه وجده ممدداً على الأرض غارقاً بدمائه بعدما ضرب رأسه بخزانة المطبخ، سارعت لأجده مسحوبا الى المدخل، فنقلته الى المستشفى". وأضاف: "حاول محمد تخبئة فعلته، وضع صور والدي على الفايسبوك طالبا من الجميع الدعاء له، لكن بعد التحقيقات التي اجرتها القوى الامنية تم توقيفه اثناء وجوده في المستشفى حيث اعترف بفعلته".
اعترافات الجاني
فتح مخفر جويا تحقيقاً بالحادث بالتنسيق مع مخفر قانا. وبحسب ما لفت مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار"، "اعترف محمد بفعلته، والسبب بحسب ما ادلى به مالي يتمحور حول وعد والده بإعطائه نحو 600 دولار، وعندما لم يفِ بعهده تشاجر معه". وأضاف: "التحقيق لم ينته بعد، لا يزال محمد يتكتم عن الكثير من الامور، لا سيما الآلة التي ضرب بها والده، ننتظر تقرير المختبرات الجنائية للكشف عنها، مع العلم انه بحسب ما قاله إنه ازاح والده بقوة فضُرب رأسه بالخزانة". اما حسين فقال: "أعتقد انه ضربه بقطعة بلاط موجودة في حمام المنزل ما تسبب بكسور في جمجمته استدعت خضوعه لعملية تكللت بالنجاح حيث تم ايقاف النزيف، وضعه الآن مستقر وان كان لا يزال في غيبوبه".
غُدر علي من فلذة كبده، ضُرب بوحشية من اليد التي قبّلها في صغرها من دون ان يتوقع أنها ستكون يوماً "قاتلته"!