أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، في حوار من المنتدى الاقتصادي في دافوس، "اننا أمضينا 3 سنوات من دون رأس لبلدنا شلت الحكومة والبرلمان، كل المؤسسات كانت مشلولة، ومنذ انتخاب رئيس للجمهورية بات لدينا فرصة لابعاد لبنان عن العواصف"، معتبراً أن "ما حصل في تشرين الثاني بات من الماضي وصدر عنه أمر ايجابي هو سياسة النأي بالنفس".
وأشار الحريري الى أن "الشيء الوحيد الذي يفيد لبنان هو سياسة النأي بالنفس"، مشددا على أن "علاقتي بالسعودية على أفضل ما يرام".
وأوضح أن "تركيزي هو على دولتي، ومن مصلحة لبنان المحافظة على العلاقات الجيدة مع الدول العربية"، لافتاً الى "اننا لدينا مصالح وروابط تاريخية مع هذه الدول"، مشدداً على أن "الاهم هو الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الجميع"، مشيراً الى أنه "لدينا عجز كبير جدا، واستطعنا تمرير الموزانة منذ 12 سنة ونريد تمرير موازنة 2018، ووقعت على تخفيض ميزانيات الوزارات".
كما نوه الى "أننا نعمل على صندوق برنامج للاستثمار بالتعاون مع باريس، ولا بد أن يخلقهذا البرنامج فرص عمل كثيرة جديدة، فنحن لدينا 1.5 مليون لاجئ وهناك ارهاق دولي من مساعدة الفقراء الذين يقتلهم عجز مجتمع الدولي عن الاتيان بحل، لذا قررنا أن نقوم بالخدمة العامة في لبنان باستضافة هذ العدد من اللاجئين".
وذكر الحريري "انني تحدثت مع كل حزب سياسي وتأكدت من موافقتهم على البرنامج ومتى حصلت على الموافقة سأطرح الموضوع على الحكومة ثم البرلمان الذي يعطي التفويض للحكومة لتذهب الى مؤتمر باريس على هذا الاساس"، معتبراً "أننا لا يمكن أن نتحمل هذا العدد من اللاجئين دون أن نخلق نموا في الاقتصاد، ونتحدث عن نمو متوسط ومع استمرار الاستقرار نتحدث عن نمو بعيد الأمد".
وشدد على أن "تركيز الولايات المتحدة هو على "حزب الله" وليس على الاقتصاد اللبناني، فهي لا تستهدف الاقتصاد اللبناني"، لافتا الى "اننا لا نستيطع أن نغير رأي أميركا ولكن نقول لهم ركزوا على حزب الله ولا يمكن لوم الشعب اللبناني بعجز المنطقة عن التعامل مع هذه المشكلة"، متسائلاً "هل يجوز أن نلوم لبنان على هذه المشكلة بأسرها"، موضحاً "انني أظن أن الاستراتيجية المناسبة هي مساعدة مؤسسات لبنان والجيش ومكافحة الفساد، فهذه هي الاستراتجية الصحيحة، وعلينا أن نتأكد أن اللاجئين سيحصلون على فرص العمل ريثما يعودوا الى اعادة اعمار بلدهم".
وأكد "أنني لا أظن أن هناك تهديد واحد على لبنان التهديد الوحيد الذي أراه هو أن تتخذ اسرائيل أي تدابير ضد لبنان بسبب سوء حساب معين، هناك تحديات أخرى نستطيع أن نديرها لأنه لدينا الارادة، ولكن اذا قررت اسرائيل شن حرب فهذا غير قابل للتفسير، اسرائيل شنت حرب على لبنان عام 2006 بهدف التخلص من هذا الهدف، أين نحن اليوم من هذا الهدف، اذا تريدون السلام فيجب أن تتقبلوا الاخر وحقوقه".
وتابع بالقول "موقفنا بشأن القدس واضح، ولكن اذا قررت أميركا أن القدس عاصمة اسرائيل فذلك ليس بالضرورة أن يكون صحيحا، الحل الوحيد هو أن تعقد اسرائيل السلام مع الفلسطينيين، والادارة الحالية في اسرائيل لا تريد السلام"، لافتاً الى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد السلام ولكنه يجرب طريقة أخرى لا أدري اذا كانت ستنجح".
كما عول الحريري على "مؤتمر باريس لأنه سيكون بالغ الاهمية وعلى اصدقائنا في العالم العربي مثل السعودية والامارات"، ذاكراً أنه "عندما أرى ما يحصل في السعودية من انفتاح، وما أحدثه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تغيير في السعودية والمنطقة وهو ينقلها من مكان الى اخر، أنا لطالما تمنيت هذا التغيير وهذا الامر جيد جدا للمنطقة بأسرها ونريد أن نرى الاسلام المعتدل حيث يجب أن يكون نريد أن نقهم بعضنا، ولا أريد أن اقول للاخر أنه خائن لانه لا يشارك نفس المعتقدات أو أن اقتله"، معتبراً أن "بن سلمان فهم ذلك بوضوح وهذا طبعا يبعث للأمل للشباب العربي".
وشدد على "اننا نريد أن يستثمر الاشخاص في لبنان وأن يبنوا شراكة حقيقية معنا، نحن بحاجة الى تشكيل شراكات جديدة في العالم العريب وأن نستثمر في مصر وأن نستثمر صمر بلبنان"، مشيراً الى أن "هذا أمر لم نشهد عليه من قبل ولكن بن سلمان يستطيع أن يحقق ذلك، أنظروا أين كنا في السعودية وأين نحن اليوم، عندما أرى ما يحصل أظن أنه ايجابي"، موضحاً أنه "طبعا هناك بعض الامور التي لا تعجب البعض وهذا طبيعي، وبعض القرارات ستتعرض للانتقادات".
أما عن ايران فأكد أنها "دولة يجب أن نتعامل معها، كل دولة يجب أن تأخذ مصلحتها بعين الاعتبار في التعمل مع ايران"، لافتاً الى "انني أريد أن تجمعني أفضل العلاقات بايران من دولة الى دولة وليس أن تقوم دولة بالاستثمار دون أن تطلعني على هذا الامر مثلما يحدث مع حزب الله".
وتابع بالقول أنه "لا يعرف أين سيتجه الاتفاق النووي، ولكن يجب حل حرب اليمن، فعلينا أن نفهم أهمية ما يحصل في المنطقة ولا بد أن تتوقف ايران من التدخل في اليمن وهذا سيفتح الحوار".
كما ختم الحريري بالقول أنه "على الشباب أن يعودوا الى لبنان نحن من اكثر الدول استقرار في المنطقة، استطعنا أن نهزم "داعش" ولم يتمكن من الدخول الى لبنان وأوقفنا عددا من الاعتداءات والهجمات"، مشيراً الى "اننا نريد أن يعمل الشباب لانشاء شركات جديدة.، الهيكلية القانونية تيسر هذا الامر وتحمي الشركات، وهذا البلد مليء بالفرص خاصة بعد مؤتمر باريس سترون الكثير من فرص العمل ونعمل على دفع المرأة لتصبح ناشطة في القطاع العام".