بحجة عدم تحقق "التوازن الطائفي"، ينتظر 55 ناجحًا في مباراة مجلس الخدمة المدنية منذ عامين تقريبًا توقيع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على مرسوم تعيينهم بوظيفة محاسب ـ فئة رابعة في ملاك الإدارات العامة.
التوازن الطائفي:
لأسباب "طائفية" بحتة لا يزال الناجحون في مجلس الخدمة المدنية المدنية لوظائف حراس الأحراج ومهندسي المعلوماتية والمحاسبين يبحثون عن حقهم في استلام وظائفهم، فالوزير باسيل ما زال يعمل منذ عامين حتى اليوم على عرقلة تعيينهم تحت عنوان "الإختلال الطائفي".
وعلمًا أن هذه الوظيفة هي من درجة الفئة الرابعة، فإنها لا تخضع لنظام التوزيع الطائفي المعمول به في الدولة اللبنانية أو لنظام التوظيف فيها، ما يعني أن ايقاف تنفيذ القرار الصادر عن مجلس الوزراء من قبل الوزير باسيل مخالف للقانون، والسبب هو "أن الأكثرية من هؤلاء الناجحين هم من المسلمين".
إقرأ أيضًا: فيلم بيروت يسىء إلى لبنان فكيف ستواجهه الرقابة؟
الفئة الرابعة في الدستور اللبناني:
"إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية" هذا ما جاء في مقدمة الدستور اللبناني بموجب القانون الدستوري.
وبالعودة إلى ما نص عليه الدستور في المادة 12: أن "لكل لبناني الحق في تولي الوظائف العامة لا ميزة لأحد على الأخر إلا من حيث الإستحقاق والجدارة حسب الشروط التي ينص عليها القانون".
أما المادة 95 منه تنص: "على أن مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية، مهمتها دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقديمها إلى مجلسي النواب والوزراء، ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية.
وفي المرحلة الإنتقالية: أ- تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة.
ب- تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد الإختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات.
العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والمختلطة وفقًا لمقتضيات الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة الأولى فيها، وفي ما يعادل الفئة الأولى فيها وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص أية وظيفة لأية طائفة مع التقيد بمبدأي الإختصاص والكفاءة".
إقرأ أيضًا: مالك مكتبي يفعلها من جديد ... حلقة جسدت إنسانية برنامجه أحمر بالخط العريض
حقوق المسيحيين:
حتى الآن إن معظم خطابات باسيل تقوم على مبدأ الشحن الطائفي والإستنفار المسيحي، إصرارًا منه على ترويج الخطاب المذهبي والطائفي تحت عنوان وهمي إسمه "حقوق المسيحيين".
وعلى الرغم من ترداده جملة "حقوق المسيحيين" في خطاباته، إلا أن الهوة التي بينه وبين مختلف الأطراف السياسية اللبنانية، لا سيما المسيحية منها أصبحت كبيرة، وذلك بفعل سلوكه الذي تعتبره هذه الأطراف فوقي وسلطوي، يهدف إلى تهميشها إلى حدود الإلغاء من جهة وتحقيق غايته الإنتخابية من جهة ثانية.
وأخيرًا، وقبل أن يحوّل جبران باسيل معاركه الوهمية حول حقوق المسيحيين عليه أن يقوم بدوره أولًا كمواطن لبناني مسؤول يستخدم موقعه لصالح الوطن والشعب بغض النظر عن الطائفة أو المذهب أو الحزب، وإلا فإنه لم يعد مؤهلًا للإمساك بوظيفته السياسية أو الحزبية، فهذا الوهم الذي يبني عليه باسيل أحلامه النيابية كلّف اللبنانيين ولبنان الكثير من الخراب.