ما إن كادت العاصفة الماطرة تصل إلى لبنان، حتى سبقتها النفايات إلى شواطئه، ومع وصول العاصفة والنفايات، يصل إنجاز لبناني إلى العالمية، فيظهر لبنان بصورتين:
الأولى، صورة لبنان الثقافي والفني، والتي تبرز من خلال وصول الفيلم اللبناني "القضية رقم 23" للفوز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي.
والثانية، صورة لبنان المخجلة المتمثلة بمشاهد النفايات المتراكمة على الشاطىء اللبناني إبتداءً من كسروان وبرج حمود وصولاً إلى عكار، بعد عاصفة الأمطار الأخيرة التي يشهدها لبنان.
وما بين الصورتين، يحتار اللبناني في لبنانه، فهل يفرح لنجاحه وبعالميته، أم يحزن على عقم بلده في حل أزماته الداخلية، وكيف لهذا البلد أن يتميز عالميًا، وهو عاجز عن حلحلة ملفاته السياسية داخليًا؟
هذا هو لبنان، متناقض في تميزه ومشاكله، كما يتنوع في تقلب سياسته ومناخه، ذلك المناخ الذي فضح عقول السلطة العاجزة عن وضع خطة لمعالجة النفايات التي لطخت الشاطىء اللبناني بسمها المميت، فغدا لبنان ومياهه صورة ملوثة عالميًا.
إقرأ أيضًا: البدانة مش جريمة... وهذه قصة نور
وبعيدًا عن الخلافات السياسية المماطلة حول أزمة النفايات، والتي طأطأت رأس لبنان أرضًا كرأس النعامة، وفي سابقة من نوعها للسينما اللبنانية، يُرفع رأس لبنان عاليًا أمام العالم، بعد أن تأهل الفيلم اللبناني "القضية رقم 23" للمخرج زياد دويري وبطولة عادل كرم، إلى المنافسة النهائية للفوز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، والتي ستُمنح في شهر آذار المقبل، حسب ما أظهرت الترشيحات التي أعلنتها الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها يوم أمس الثلاثاء.
ويتنافس الفيلم على هذه الجائزة مع أربعة أعمال عالمية هي:
- فيلم A Fantastic Women
- فيلم Loveless
- فيلم On Body And Soul
- فيلم The Square
وبعد هذا الإنجاز العالمي يأمل اللبناني أن تُنجز دولته إنجازًا "لبنانيًا" على الأقل، بدل وصمة العار المُخجلة التي فاحت رائحة نفاياتها إلى دول العالم!