نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية تقريرًا للكاتب آرون شتاين، تطرّق خلاله إلى عملية غصن الزيتون العسكريّة التركية في عفرين ومستقبل الولايات المتحدة في سوريا
 

وقال الكاتب في مقالته: "الأسبوع الماضي، أطلقت تركيا هجومًا في عفرين، شمال سوريا، حيث تسيطر "وحدات حماية الشعب" الكرديّة، ما أثار الجدل حول الإستراتيجيّة الأميركيّة في سوريا، وخصوصًا إذا ما كان باستطاعة واشنطن إقامة توازن في علاقاتها بين تركيا وبين الأكراد السوريين، الذين كانوا مرتبطين بواشنطن خلال قتال تنظيم "داعش" في سوريا".

وأضاف: "يحمل هذا النقاش في طيّاته أسئلة من دون أجوبة حول الوجود الأميركي في سوريا. والآن، يبدو أنّ انتصار الرئيس السوري بشار الأسد حتمي، فكيف ستتعامل الولايات المتحدة مع هذا النصر وكيف ستخرج من سوريا؟".

وأشار الى أنّ "قوة أميركية خاصّة في سوريا تركّز الآن على قتل قادة تنظيم "داعش" مع تراجع حدّة الحرب ضده، وتعمل للسيطرة على الأراضي التي كان استولى عليها في الصحراء السورية". ولفت الكاتب الى أنّ الولايات المتحدة وتركيا لا تعملان في الفراغ في سوريا، كذلك فاللاعبين الآخرين مثل روسيا وإيران سيستمرّون بدعم الأسد في محاولاته للسيطرة على غرب وشرق سوريا.

ويبدو في الواقع أنّ قوات سوريا الديمقراطيّة هي محور الإتفاق الروسي الأميركي حول سوريا. ففي الظاهر تُعلن موسكو معارضتها لأي وجود أميركي غير واضح في سوريا، ولكن عليها أن توازن في أهداف سياستها الكبرى، مع بقاء الأسد في السلطة. وقوات سوريا الديمقراطية بعكس المعارضة السورية، لم تكرّس نفسها أو تلتزم بالعمل من أجل تغيير النظام.

وإنطلاقًا ممّا تقدّم، رأى الكاتب أنّ التوصّل الى إتفاق دائم بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري لن يأتي بسهولة. فهذه القوات تسعى الى تطبيق اللامركزيّة وحكم ذاتي، وهو الأمر الذي لا يريده الأسد، كما أنّها باتت تسيطر على أراضٍ على الحدود السورية التركية.

والقضية البارزة الآن، هي أنّ القوات الأميركيّة لن تبقى في سوريا الى الأبد، ويشير مسار الحرب إلى أنّ النظام السوري متجه للإنتصار في المنطقة الغربية من البلاد، وفقًا للكاتب الذي أضاف: "لدى الولايات المتحدة طريق واضح للإنسحاب، تسوية بين قوات سوريا الديمقراطيّة والنظام السوري. وتشاركها موسكو في هذا الإهتمام، إلا أنّ الطرفين مختلفان على مسألة بقاء الأسد في السلطة".

ومع إستمرار الحرب السورية، تبقى المسائل معقدة، ولكن في المدى البعيد، الواضح هو أنّ النظام السوري سيربح الحرب، وسيبقى التحدّي أمام الولايات المتحدة متمثلاً بالإعتراف بهذا النصر ومغادرة سوريا بشروط مقبولة.