منذ العام 1953 عندما منح مجلس النواب الحق للمرأة بالاقتراع وحتى اليوم لم يتغير إلا القليل في واقع المرأة النمطي في مجال العمل السياسي. والمفارقة الكبرى أن المرأة تشكل قوة ناخبة تخطت الرجل، كونها تشكل نسبة 53 في المئة بين أصوات المقترعين في الانتخابات اللبنانية بشكل عام. بينما لا تتجاوز نسبة تمثيلها في مقاعد المجلس النيابي 3,1 في المئة، أي ما يعادل أربع نساء على 128 مقعداً، ما يسجل أدنى المستويات في العالم، إذ يحتل لبنان المرتبة 184 على 189 بلد، بنسبة مشاركة النساء في البرلمانات.
ونظرة سطحية إلى النساء اللواتي وصلن إلى الندوة البرلمانية أو الموجودات في المجلس نرى أن معظمهن وصلن بالوراثة، لأنهن إمّا زوجات أو أرامل أو بنات أحد السياسيين... ومن هؤلاء المرشحات وبعضهن موجودات في المجلس الحالي:
النائب ستريدا جعجع زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ومرشحة عن المقعد الماروني في بشري.
النائب بهية الحريري شقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومرشحة عن المقعد السني في صيدا.
الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة ابنة رئيس مجلس الوزراء الأسبق رياض الصلح، وزوجة ابن رئيس مجلس النواب الأسبق صبري حمادة.
رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف زوجة الوزير الراحل إيلي سكاف، مرشحة عن المقعد الكاثوليكي في زحلة.
الأميرة حياة وهاب ارسلان زوجة أخ المير طلال ارسلان، مرشحة عن المقعد الدرزي في الشوف – عاليه.
أما النائبان جلبرت زوين ونايلة تويني، تتوجه الأولى للترشح من خارج غطاء التيار الوطني الحر عن المقعد الماروني في كسروان - جبيل، بينما أعلنت الأخيرة عدم نيتها للترشح للانتخابات المقبلة.
تشهد الساحة الانتخابية إقبالاً كثيفاً من النساء على الترشّح للانتخابات، فـ"حوالي المئة مرشحة حتى الساعة أعلنت نيتها للترشح" كما تشير جويل أبو فرحات، العضو المؤسس لنساء رائدات، بينما لم يتعدَ عدد المرشحات عامَي 2013 و2014 الـ44 مرشحة.
وتؤكد أبو فرحات لـ"ليبانون ديبايت" أن 20 في المئة فقط من هؤلاء المرشحات هنّ منتميات لأحزاب سياسية أو متحالفات مع أحزاب. بينما النسبة المتبقية 80 في المئة هنّ مرشحات مستقلات، هناك إمكانية لترشحهن مع أحزاب.
ولكن نسبة الترشّح الكبير لدى النساء لا تعني حتماً وصولهن إلى المجلس، لأن معركة النساء للوصول إلى مجلس النواب صعبة، ودونها عوائق كبيرة، منها تقاعس الأحزاب السياسية الكبير جداً، فـ"على مدى خمس سنوات حاولنا إقناعهم بتبني النساء كعنصر فاعل في لوائحهم، وادعوا جميعاً أنهم سيصوتون لإقرار كوتا نسائية، ويوم التصويت لم يقرّوها".
وما يزيد طين التمثيل النسائي في البرلمان بلّة، قانون الانتخابات الجديد، الذي لم يراعِ وجود كوتا تحفظ حق النساء في التمثيل، وهو مجحف بصوته التفضيلي الواحد بحق النساء. "علما أننا في اقتراحات القوانين التي تقدمنا بها للمجلس النيابي طالبنا بوضع صوتين تفضيليين صوت للمرأة وصوت للرجل، وعندها يضطر الناخب والناخبة لاختيار النساء وتضطر الأحزاب لتبني النساء في لوائحها"، على حد تعبير أبو فرحات. علماً أن الترشح المستقل في هذا القانون غير جائز، أي أن المرشحات المستقلات إذا لم ينتظمن بلوائح لن يتمكنّ من خوض الانتخابات النيابية.
وبالإضافة إلى أسماء المرشحات السابقة الذكر والتي جاءت ترشيحاتهم من خلفيات سياسية عائلية، نذكر الأسماء التالية مع الخلفيات التي جاءت منها المرشحات:
خلفية إعلامية:
بولا يعقوبيان مرشحة عن المقعد الأرمني في بيروت أو زحلة.
ماغي عون مرشحة عن المقعد الماروني في البقاع الغربي.
كارولين بزي مرشحة عن المقعد الشيعي في بنت جبيل. وتخوض بزي الانتخابات حاملةً معها هموم الشباب اللبناني وأوجاعه، بشكل عام، والشباب العامل في المؤسات الإعلامية بشكل خاص كون أزمة الإعلام التقليدي أصابت لقمة عيش مئات العائلات وهددت مصير آلاف الشباب الذين حرموا من نعمة الاستقرار في المؤسسات الإعلامية، وفقاً لحديثها إلى "ليبانون ديبايت".
خلفية بلدية:
جوزيفين زغيب عن المقعد الماروني في كسروان.
هدى قصقص عن المقعد السني في بيروت الثانية.
خلفية حزبية:
رئيسة حزب الخضر اللبناني ندى زعرور عن المقعد الماروني في المتن. وتؤكد زعرور لـ"ليبانون ديبايت" أن حزب الخضر يخوض المعركة الانتخابية المقبلة بخمسة مرشحين، حاملاً إلى الندوة البرلمانية مشروع التنمية المستدامة، وفي مقدمتها حق اللبناني ببيئة وهواء وطعام ومياه نظيفة، وحماية البيئة عبر إحياء القوانين البيئية ومنها قانون حماية البيئة 444. وتبرز أهمية مشروع حزب الخضر في الوقت الذي يتخبّط فيه المعنيون بحلول أمر الواقع لأزمة النفايات التي تسيطر على المشهد اللبناني بين فترة وأخرى.
فيكي زوين مرشحة حزب سبعة في المتن.
الوزيرة السابقة ريا الحسن مرشحة تيار المستقبل عن المقعد السني في طرابلس.
ناشطات في المجتمع المدني:
نعمت بدر الدين الناشطة في حملة بدنا نحاسب، مرشحة عن المقعد الشيعي ولم تحسم خياراتها بعد بالنسبة للدائرة. وتؤكد في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" أنها ستختار أفضل معركة للانضمام إلى دائرتها، وستكون "حيث يكون هناك أوسع جبهة موحدة معارِضة للسلطة الحاكمة، لأن الترشح ليس استعراض بل مسؤولية".
المحامية نادين موسى، المرشحة عن المقعد الماروني في المتن.
خبيرة النفط والغاز لوري هاتيان (زوجة الإعلامي زافين قيومجيان) مرشحة عن المقعد الأرمني في بيروت.
سلوى الأمين مرشحة عن المقعد الشيعي في بيروت.
المحامية رانيا غيث مرشحة عن المقعد الدرزي في الشوف.
خلود وتّار قاسم مرشحة عن المقعد السني بيروت الثانية.
جينا شماس مرشحة عن السريان في بيروت الاولى.
الاستاذة الجامعية حليمة قعقور مرشحة عن المقعد الدرزي في الشوف.
الاستاذة الجامعية ألفت السبع مرشحة عن المقعد الشيعي في بعبدا.
رنا شميطلي مرشحة عن المقعد السني في بيروت الثانية، ويُتوقع أن تخوض الانتخابات على لائحة اللواء أشرف ريفي.
دلال رحباني مرشحة عن المقعد الانجيلي في بيروت.
فهل تصل إحداهن إلى المجلس خارقة جدار العزل الجندري الذي فرض نفسه على الحياة السياسية اللبنانية، بتوقيع دولةٍ لم تأخذ من التأنيث إلى تائه المربوطة بعُقَدِ ذكورٍ احتلوا مراكز السلطة وحرمّوها على النساء ؟!