كشف مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية مارشال بيلينغسلي أنّه نقل الى المسؤولين اللبنانيين "معلومات استخباراتية محدّدة متعلقة بعدد من التهديدات الأمنية المرتبطة بداعش وبتمويل الارهاب"، لافتا الى انّه "وبعد القضاء على التنظيم الارهابي وفقدانه 95% من مناطق سيطرته، فان عناصره بدأوا يهربون من سوريا والعراق، ويتوجب علينا التأكد من ملاحقتهم وتوقيفهم كما ملاحقة أموالهم، ويمكننا التأكيد هنا أن الجيش اللبناني يتخذ اجراءات فعالة لحماية الوطن".
الا ان الزيارة التي قام بها بيلينغسلي الى لبنان والتي استمرت يومين، وان مرت على ملف "داعش"، الا انّها ركزت وبشكل أساسي على ملفّ حزب الله وتمويله. ففيما أكّد المسؤول الأميركي، خلال "طاولة مستديرة" شارك فيها عدد محدود من الصحافيين، بينهم مراسلة "النشرة"، أنّه لم يأتِ حاملا أي اجراءات جديدة او تغييرات في النظام المتبع لمكافحة تمويل حزب الله ومنعه من الولوج الى النظام المصرفي اللبناني، لم يتردد بتصعيد اللهجة كثيرا بوجه الحزب الذي وصفه أكثر من 5 مرات بـ"المنظمة الارهابيّة التي تأتمر من طهران"، معتبرا انّه "سرطان في قلب لبنان". وقال: "بدأت جولتي في بيروت بزيارة النصب التذكاري للمارينز الاميركيين الموجود في السفارة، وهم جنود اميركيون بالاضافة الى مواطنين اميركيين آخرين قتلهم حزب الله. وقد أنهيت جولتي بزيارة المكان حيث يرقد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري". وأضاف: "حزب الله منظمة ارهابية تلطخت ايديها بدماء الاميركيين واللبنانيين على حدّ سواء، ونحن مصمّمون على ضمان عدم قدرته على تقويض الديمقراطية الفريدة من نوعها في هذا البلد". ولم يتوانَ بيلينغسلي عن اتهام حزب الله بالتفجير الذي استهدف "بلوم بنك" في صيف العام 2016، لافتا الى ان هذا التفجير لم يكن رسالة للمصرف المذكور وحده بل لكل المصارف اللبنانية، ردا على طرده خارج النظام المصرفي اللبناني.
ووضع بيلينغسلي زيارته الى بيروت في اطار السعي لـ"تعميق العلاقة الممتازة مع المصارف اللبنانية، كما للتأكّد من اليقظة التامة في التعامل مع تصاعد عدوان حزب الله وايران في لبنان والمنطقة"، وهو أثنى على تعاون الحكومة اللبنانية كما المصارف، معتبرا ان "هذه المصارف لا تلتزم فقط بالمعايير العالميّة، بل تذهب أحيانا أبعد من ذلك حين تشك بأن حسابا ما تابع لحزب الله او حماس أو داعش، وهو ما يجعلنا مسرورون جدا".
واذ وصف النقاشات التي خاضها مع المسؤولين اللبنانيين بـ"الايجابية جدا"، لفت الى انّها ركزت بمعظمها على اهميّة العمل المشترك لمواجهة عدد من التهديدات الماليّة التي يتعرض لها لبنان. واضاف: "من المهمّ جدا بالنسبة لنا استمرار العمل للتأكد ان النظام المالي اللبناني محميّ وان حزب الله غير قادر على الولوج الى النظام المصرفي".
وركّز المسؤول الأميركي خلال الجلسة التي استمرت لأكثر من ساعة على الدور الذي تقوم به طهران في المنطقة، معتبرا انّها تهدد الحكومات العربية كما الاقتصاد في الدول العربية، مضيفا: "ما يقلقنا انّها تمول حزب الله لهذه الغايات، لذلك نحن هنا لضمان وقف هذا التمويل لمنع الحزب من مواصلة تنفيذ الأجندة الايرانية".
كذلك أكّد بيلينغسلي ان "واشنطن حريصة على التمييز بين حزب الله وشيعة لبنان، فنحن وان كنا لا نميز بين جناح عسكري وآخر سياسي لحزب الله ونتعاطى معه كحزب واحد ارهابي، لكننا لا شك نرفض ان يدفع شيعة لبنان ثمن ارتكابات وارهاب حزب الله". واضاف، "كذلك نعي تماما ان القطاع المصرفي جزء اساسي من الاقتصاد اللبناني لذلك آخر ما نريده هو ضربه او الضغط عليه، فمن يسعى لمعالجة السرطان فإنّ آخر ما يريده هو قتل المريض". وشدد بيلينغسلي على انّه "كان للاجراءات الاميركية المصرفيّة تأثيرا ايجابيا على القطاع المصرفي والاقتصاد اللبناني، بعكس ما يحاول البعض تصويره، باعتبار ان التزام لبنان بالاجراءات والمعايير أكد لكل المصارف العالميّة، ان النظام المصرفي اللبناني آمن، ولذلك واصلت التعامل معه ما انعكس نجاحا على الأصعدة كافة".
وبدا لافتا في النهاية، تمرير المسؤول الأميركي رسالة سريعة "لمن يعنيهم الأمر" بخصوص حركة "حماس"، اذ قال: "لبنان يعاني الكثير من المشاكل ولا ينقصه استيراد مشكلة حماس. فليتحمل أحد آخر هذه المشكلة. لماذا سيكون على لبنان ان يتحمل وزرها"؟!.