يتساءل كثيرون كيف ان حزب الله منذ فترة اشهر واكثر وهو يتصرف بايجابية كبيرة ولا نقول بكلمة ايجابية بل نقول بكلمة هي الاعتدال وعدم التصرف وعدم الهجوم على اي طرف لبناني داخلي وفتح الخطوط باتجاه كل الاطراف اللبنانية، حتى ان خطاب سماحة السيد حسن نصرالله الاخير كان له وزنه وعمقه وكان في حد ذاته يحمل عبرة كبيرة من خلال ممارسة السياسة اللبنانية طوال 60 و70 سنة، ذلك ان حزب الله الذي تقاسمه احزاب لبنانية تقف ضد سلاحه ووجود سلاحه في الجنوب ضد العدو الاسرائيلي، فمع ذلك قال سماحة السيد حسن نصرالله ان المقاومة وحزب الله هم ضد عزل اي طرف لبناني او حزب لبناني في المعركة الانتخابية القادمة، وهو لا يؤيد فكرة قيام تحالفات نيابية بين كتل نيابية وكتل نيابية اخرى على قاعدة عزل اطراف او احزاب لبنانية لانه بات واضحا ان فكر المقاومة اللبنانية وفكرة حزب الله وبالتحديد فكر سماحة السيد حسن نصرالله الاستراتيجي بعد دراسة عميقة من سماحة السيد حسن نصرالله وبطبيعة الحال التشاور مع معاونيه من مجلس شورى او مكتب سياسي او غيره ولكن الفكرة الاساسية تعود لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي له الوزن الكبير وهو قائد تاريخي في تاريخ حزب الله والمقاومة اللبنانية.
ومع احترامنا الى كافة اعضاء حزب الله والمقاومة فان هنالك فرقا كبيرا جدا من ناحية الرؤية الاستراتيجية والتفكير ويظهر ذلك في كل خطابات سماحة السيد حسن نصرالله الذي يتكلم عفويا ودون كتابة ودون قراءة رسالة بل يقول بفكره عفويا ومباشرة وخطابيا، وبالتالي عندما يتحدث سماحة السيد حسن نصرالله دون ان يكون قد كتب رسالة يقرأها بل يتحدث خطابيا وعفويا فانه يمثل قائدا كبيرا استراتيجيا يملك في فكره المعطيات شبه الكاملة لانه سبحان الله وتعالى او غيره من كبار العظماء قد يكون يملكون معظم المعطيات لكن كامل المعطيات لا احد يملكها، انما سماحة السيد حسن نصرالله عبر خطابه الاخير بعدم عزل اي فريق سياسي يعني ان حزب الله لديه استراتيجية هي ان الوحدة الوطنية اللبنانية هي ضمانة المقاومة في وجه المخطط الصهيوني.
وفي كلام سماحة السيد حسن نصرالله رسالة الى حزب القوات اللبنانية والى حزب تيار المستقبل وحتى الى التيارات الاسلامية السنية المتطرفة وحتى احزاب مسيحية لا تقبل بسلاح المقاومة، ومع ذلك فهو يمد اليد ويقول تعالوا لا نقوم بعزل احد بل نخوض معركة انتخابية نيابية شريفة والشعب يقرر نتائج هذه الانتخابات وحجم الكتل التي ستدخل الى المجلس النيابي.
 

 

 

 نصرالله تخطى كل الخصومات


ورغم ان حزب الله هو على خلاف كبير مع تيار المستقبل خاصة في شأن اتهام تيار المستقبل حزب الله بأنه يمثل النفوذ الايراني في لبنان وانه يجب سحب سلاح المقاومة وان يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، كذلك فان موقف حزب القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع يرفض وجود سلاح المقاومة خارج اطار الدولة ويطالب بأن يكون هذا السلاح في عهدة الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، كما ان حزب الكتائب يأخذ ذات الموقف، وهنالك اطراف عدة لها هذا الرأي. وكما للمقاومة اللبنانية اي حزب الله حلفاء يؤيدون سلاحه والمقاومة التي يقوم بها ويعتبرون ان حزب الله ضمانة لحفظ قيادة لبنان وضمانة لردع اي عدوان اسرائيلي على لبنان، فان امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله تخطى كل الخصومات السياسية والمواقف خاصة في مواضيع جوهرية مثل سلاح المقاومة، وقال نحن لا نريد ان نعمل على الحاق الهزيمة الانتخابية بأخصامنا رغم انهم يطالبون بمواقف لا تتناسب واستراتيجية المقاومة.
ذلك ان استراتيجية تيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وبعض التيارات السنيّة لا تقبل بسلاح المقاومة خارج اطار الدولة لا بل تعتبر هذا السلاح هو ضمن نفوذ ايراني في لبنان.
 

 رسالة السيد عبرة الى كل الاحزاب


ومع ذلك، كانت رسالة سماحة السيد حسن نصرالله على مستوى عال من الحكمة، وقدم عبرة كبيرة الى كافة الاحزاب والسياسات اللبنانية، عندما قال بتخطي حتى الخلاف الاستراتيجي وعدم محاولة عزل اي فريق حتى لو كان الخلاف استراتيجيا وعدم محاولة إلحاق الهزيمة بأحزاب هي ضد استراتيجية حزب الله لا بل ضد عمق استراتيجية المقاومة في الحفاظ على سلاحها ضد العدو الاسرائيلي.
 

 حزب الله فوق الصراعات


وكلام سماحة السيد حسن نصرالله جعل حزب الله فوق الصراعات السياسية اللبنانية الداخلية وقدم مصلحة وطنية عليا فوق كل مصلحة هي مصلحة وحدة الشعب اللبناني واعتماد سماحة السيد حسن نصرالله المبدأ الاساسي وهو ان الخلاف السياسي والاستراتيجي في شأن سلاح المقاومة لا يجعل حزب الله يسعى الى قيام معارك سياسية انتخابية تقوم بتقسيم الشعب اللبناني الى قسمين او عدة اقسام، منها من هو مع المقاومة ومنها ما هو ضد المقاومة، بل يقدم التضحية الكبرى ويقول لا يجب عزل اي فريق ويعلن مد اليد للجميع، وهذه السياسة التي يعلنها سماحة السيد حسن نصرالله هي في حد ذاتها ميثاق وطني عشية الانتخابات النيابية في لبنان، وان كلام سماحة السيد حسن نصرالله يضع اساسا كبيرا وحكيما ويقدم عبرة كبرى بأنه مهما كانت الخلافات السياسية وحتى الاستراتيجية وتعدد الاراء في هذا المجال بين الاحزاب اللبنانية فحزب الله لن يسعى الى محاولة عزل اي طرف لبناني في الانتخابات النيابية بل يطالب الجميع بالتضامن والتحالف وخوض الانتخابات ضمن الاطار الديموقراطي. 
 

 السيد يتحدث باعتدال كبير


كذلك فانه في ظل المسؤولية الكبرى التي تتحملها المقاومة عبر حزب الله ومقاتليه وقدرات حزب الله العسكرية والبشرية والعسكرية كذلك في اطار تحمله المسؤوليات الكبرى تجاه العدو الاسرائيلي، اضافة الى انتشار القوى التكفيرية الاسلامية المتشددة التي ترفض وجود الاخر وتقوم بذبح وقتل واعمال ارهابية وانتحارية وحزب الله يتصدى لها، ورغم كل هذه الاجواء نحن نرى في المقابل سياسة هادئة معتدلة يعبّر عنها سماحة السيد حسن نصرالله لا بل ان المقاومة التي يجب ان تكون مستنفرة وتكون في حالة طوارىء لخوض الانتخابات النيابية والحصول على الاكثرية ودعم استراتيجيتها في تكريس مبدأ سلاح المقاومة ووجوده وقيام حزب الله بالمعارك في بلاد الشام ضد القوى التكفيرية اضافة الى ارسال كوادر الى العراق، اضافة الى جهوزية المقاومة في وجه عدو شرس خبيث غادر هو العدو الصهيوني، فان سماحة السيد حسن نصرالله يتحدث باعتدال كبير لا تتحدث به احزاب سياسية ليس لديها المسؤولية الخطيرة التي يتحملها حزب الله. 
 

 سياسة حزب الله ميثاق وطني كامل


ومن هنا، فنحن نعتقد ان السياسة اللبنانية التي يعلنها السيد حسن نصرالله هي ميثاق وطني كامل في شأن كيفية ادارة الصراع السياسي في لبنان، وادارة الصراع الانتخابي النيابي في البلاد، في ظل جو ديموقراطي ولم يعد حزب الله والمقاومة اللبنانية يتوقفان امام موقف هذا الفريق الرافض لسلاحه او الرافض لان يكون حزب الله جاهزا للقتال ضد العدو الاسرائيلي او يقوم بعمليات حربية في بلاد الشام او ارسال كوادر الى العراق.
وهنا لقد دخل لبنان عبر هذه الاستراتيجية التي قدمها سماحة السيد حسن نصرالله مرحلة الهدوء دخل مرحلة الاعتدال، دخل مرحلة الديموقراطية الحقيقية، فلا وجود لسلاح حزب الله في الانتخابات النيابية ولا تأثير له، بل خطاب هادىء معتدل عميق، له قواعده اللبنانية والانسانية والاخلاقية في حرية اختلاف الرأي، وعدم الانطلاق من خلاف الرأي لشن معارك عزل قوى سياسية موجودة على الساحة اللبنانية، بل على العكس جعل قاعدة الخلاف بين الرأي والرأي الاخر الانتخابات النيابية وتوجيه الرسالة الواضحة من الحزب التي قدم الاف الشهداء في سبيل القهر والظلم والاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان كما قدم الشهداء في العدوان الاسرائيلي سنة 2006 على لبنان، اضافة الى قيامه بتحمل مسؤولية اسقاط المؤامرة التكفيرية في بلاد الشام فان حزب الله وخاصة بالتحديد فكر وعقل واستراتيجية سماحة السيد حسن نصرالله مع مودتنا للقول وتقديرنا واحترامنا لكافة مستشاريه ومساعديه، لكن لا يمكننا ونحن نرى سماحة السيد حسن نصرالله انه رسالة مكتوبة نتيجة اجتماع مكتب سياسي او انها رسالة مكتوبة نتيجة اجتماع مجلس شورى انما سماحة السيد حسن نصرالله يتشاور مع الجميع ويأخذ في رأي الجميع ويقرأ التقارير ويطالع كذلك يتابع اخبار العالم ويتابع اخبار العدو الاسرائيلي ويتابع تفاصيل الاخبار اللبنانية والشامية والعراقية والعربية انما الاساس هو فكر سماحة السيد نصرالله، لذلك نحن قادمون على مرحلة استقرار سياسية ممتازة ورائعة اذا قامت بقية الاطراف السياسية بخطوات وملاقاة سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه على قاعدة الصراع الفكري على قاعدة الصراع الانساني الاخلاقي الديموقراطي النيابي، بدل توجيه اتهامات بعمالة هذا الحزب الى ايران او هذا الحزب لدولة اخرى، وترسيخ مبدأ لبنانية الصراعات الديموقراطية على مستوى الانتخابات النيابية وتأليف الحكومات وغيرها.
ثم هنالك التسوية السياسية التي قامت على مستوى الرؤساء الثلاثة، وهي ان الخطوة الاساسية كانت انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمنصب رئاسة الدولة اللبنانية، ومعروف وواضح ان حزب الله التزم منذ سنوات بتأييد الرئيس العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ولم يحد عن هذا القرار، ولربما حصلت مفاوضات كثيرة معه وتغيرت ظروف عديدة، ومع ذلك بقي عهد حزب الله بتأييد الرئيس العماد ميشال عون وعدا صادقا، بقي كلمة حق ودين لان وفق عقيدة حزب الله الوطنية والقومية وخاصة الناحية الدينية تعتبر ان اعطاء اي وعد او الكذب بوعد هو حرام ولا يسمح به الدين الاسلامي وبالتالي رغم كل ما حصل بقي حتى اللحظة الاخيرة حزب الله بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله على موقفه بتأييد الرئيس العماد ميشال عون لانتخابات رئاسة الجمهورية.
 

 حزب الله احتفظ بحريته في قضية ترشيح فرنجيه


واذا كان الوزير سليمان فرنجية قد ابلغ حزب الله انه يتشاور مع الرئيس سعد الحريري في شأن ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية، لم يقف حزب الله في وجه الوزير فرنجية، ولم يطالبه كحليف بالالتزام بموقف حزب الله بتأييد الرئيس العماد ميشال عون لانتخابات رئاسة الجمهورية، بل ترك الحرية له، اي للوزير فرنجية كي يتصرف كما يريد، انما في ذات الوقت احتفظ حزب الله بحريته ايضا وهذا حق له، بأن يأخذ القرار ويتصرف على اساس قناعات حزب الله السياسية والوعود التي يعطيها ويحافظ عليها على القاعدة الاخلاقية والانسانية والدينية التي تعتبر اعطاء وعد وعدم الالتزام به هو حراما على المستوى الديني، الا اذا كان الوعد هو وعدا سياسيا سطحيا في مسألة سطحية ليس كما كان الوعد بأن حزب الله والمقاومة هما على قاعدة منذ ان وقع الرئيس العماد ميشال عون مع سماحة السيد حسن نصرالله ورقة التفاهم في كنيسة مار مخايل سنة 2005 قام عهد من التحالف مع الرئيس العماد ميشال عون، ثم في عدوان اسرائيل عام 2006 كان موقف الرئيس العماد ميشال عون كليا الى جانب المقاومة، ولذلك عندما اعلن حزب الله موقفا استراتيجيا واساسيا انه يؤيد الرئيس العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية كان صادقا في وعده والتزم به حتى اخر لحظة.
 

 موقف حزب الله صادق


ورغم ان الوزير سليمان فرنجية الذي قام تيار المستقبل بترشيحه ثم قامت السعودية بتبني ترشيح الوزير سليمان فرنجية، كذلك قامت السفيرة الاميركية في بيروت بالتدخل في الانتخابات لاقناع اطراف لبنانية بعدم انتخاب الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، كذلك قام الرئيس الفرنسي هولاند بالاتصال هاتفيا بالوزير فرنجية المرشح لرئاسة الجمهورية والتحادث معه على اساس ان الوزير فرنجية سيصبح رئيسا للجمهورية. 
وفي ذات الوقت كان الوزير وليد جنبلاط يستقبل الوزير سليمان فرنجية بعبارة فخامة الرئيس، اما رئيس مجلس النواب الحليف الاول والاساسي والاستراتيجي لحزب الله فهو الذي خاض معركة الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية، لكن كان موقف حزب الله حاسما كان موقف حزب الله واضحا، كان موقف حزب الله صادقا، كان موقف حزب الله دون اي احراج فقال للوزير فرنجية انه يعتبره حليفه ولكن ان حزب الله ملتزم بتأييد الرئيس العماد ميشال عون لانتخابات رئاسة الجمهورية وهو ليس حزبا يقوم بتغيير رأيه عند كل مناسبة، بل انما عندما في تاريخه يوم قال سماحة السيد حسن نصرالله انني اعطي الوعد الصادق بتحرير الاسرى، اخترق السيد حسن نصرالله كل الحواجز والمخاطر والصراع التاريخي فواجه عدوان اسرائيل واستطاع اخراج الاسرى اللبنانيين من سجون العدو الاسرائيلي.
لذلك كان وعد حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله ملتزما بانتخاب العماد ميشال عون ولم يحد عن هذا الوعد قيد انملة.
 

 لكتابة موقف السيد في التاريخ في كيفية معالجة الازمات على مستوى الحكم


وبعد انتخاب رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون كانت الخطوة الثانية هي تأييد وصول الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية، رغم ان حزب الله حصل في الماضي خلافا كبيرا مع الرئيس سعد الحريري وقام وزراء 8 اذار بتعطيل كافة جلسات حكومة الرئيس الحريري وعدم البدء بأي نقاش او بحث في الجدلسات قبل وضع بند شهود الزور ومناقشته كأول بند الى ان تم اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري.
اما الان وفي عز ازمة الرئيس سعد الحريري والضغط السعودي الهائل عليه، واستدعائه الى السعودية، والزامه بمواقف واقامة جبرية ظالمة لا تمارسها دولة تحترم نفسها ولا تمارسها دولة لها اعراق او تنطلق من مبادىء دينية او تنطلق من مبادىء انسانية ففعلت ما فعلته السعودية مع الرئيس سعد الحريري، وكان في المقابل خطاب رائع لسماحة السيد حسن نصرالله يجب ان يتم كتابته في تاريخ لبنان السياسي في كيفية معالجة الازمات الكبرى على مستوى الحكم، فأطلّ سماحة السيد حسن نصرالله بخطاب ايجابي حيث قال ان الحرب في العراق انتهت وليس لها قوى عسكرية في العراق بل كوادر وسيتم سحبها، اما بالنسبة الى حرب اليمن فلم نرسل مسدسا الى اليمن، اما بالنسبة الى بلاد الشام فنعم نحن خضنا معركة وما زلنا نخوض معركة ضد القوى التكفيرية الوحشية الارهابية، وانه عندما تتم التسوية وتسقط المؤامرة او تنتهي الحرب في بلاد الشام سينسحب حزب الله ويعود الى لبنان.
 

 رسالة من القيادة العسكرية


وكانت رسالة من قيادة اقوى قوة عسكرية حاليا في وجه العدو الاسرائيلي من الاردن الى بلاد الشام الى الجيش العراقي الى الجيش اللبناني وهي قوة حزب الله، ولم يكن في حاجة سماحة السيد حسن نصرالله لكي يقدم هذه المواقف الايجابية والمعتدلة لكنها المواقف الصحيحة، لكنها المواقف الصادقة، فعندما يقول السيد حسن نصرالله اننا ارسلنا كوادر الى العراق وانتهت الحرب وسنسحبها فهو يقول الحقيقة وان كان ذلك يصب في الايجابية باتجاه رفع الضغط عن الرئيس سعد الحريري، كما انه عندما يعلن صراحة انه لم يرسل مسدسا الى اليمن فيما شاشات التلفزة الخليجية تعلن عن انخراط قوى عسكرية ومدربين من حزب الله في حرب اليمن فقط في اطار حربها ضد ايران واخفاء فشلها في اليمن، فان حزب الله عندما يقرر القتال في اليمن لديه القدرة على ارسال كوادر وقوى عسكرية ويأخذ القرار ولا يتردد. لكن الحقيقة قالها سماحة السيد حسن نصرالله اننا نحن لسنا منخرطين في الحرب العسكرية في اليمن، اما بالنسبة الى بلاد الشام، فاعلن اشتراكه في الحرب وانه بمجرد انتهاء الحرب سينسحب حزب الله من هناك.
 

 الصهيونية تدبر للبنان مؤامرة


كل هذا الكلام الذي صدر عن قيادة المقاومة وعن حزب الله وبالتحديد شخصيا عن سماحة السيد حسن نصرالله أسس لميثاق تفاعل بين كافة القوى اللبنانية على قاعدة قول الحقيقة، على قاعدة عدم حصول احراج الى احد في قول الحقيقة واعلان موقفه على قاعدة ان يبقى كل طرف على رأيه وان يكون الخلاف ديموقراطيا وان يكون الخلاف او الصراع سياسي فقط من خلال خوض الانتخابات النيابية او منطق الحجة بالحجة ومنطق الوضوح في الاستراتيجية في وجه الاخطار التي تجتاح لبنان وبلاد الشام والعراق وفلسطين خاصة وان الصهيونية العالمية بالاتفاق مع الادارة الاميركية وبالاتفاق مع دول خليجية تدبر لنا اكبر مؤامرة واخر محطة ظهرت كان القرار الظالم والغاشم والذي هو من دون اي اساس حقوقي بل موقف سياسي سطحي لا يلزم الشعب الفلسطيني ولا يلزم شعبنا السوري كله على مدى المشرق العربي بالالتزام بأن القدس هي عاصمة اسرائيل. 
ومع ذلك، فان حزب الله اعتبر ان التسوية السياسية هي الاساس، ولذلك توجه بالكلام الصادق لينقذ موقف الرئيس سعد الحريري من الضغط السعودي، ولقد نجح في ذلك طبعا بالتعاون مع الرئيس العماد ميشال عون ومع الرئيس نبيه بري وقيادات وفاعليات سياسية لبنانية عديدة، اضافة الى ضغط دولي حتى اميركي وفرنسي واوروبي لاخراج الرئيس سعد الحريري من السعودية من الاقامة الاجبارية وعودته الى بيروت لاحياء التسوية السياسية القائمة على مبدأ التنسيق بين مقام وموقع رئيس الجمهورية للبلاد وهو الرئيس العماد ميشال عون اضافة الى دور الرئيس نبيه بري كرئيس للسلطة التشريعية، اضافة الى دور الرئيس سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء الذي عاد بعد الازمة التي حصلت معه وساهم حزب الله وخطاب سماحة السيد حسن نصرالله بالحد من الكثير من الاضرار فيها وتسهيل وانقاذ عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان وعودته عن الاستقالة.
 

 حزب الله مع التسوية السياسية بين عون وبري


هنا نصل الى الصراع الحاصل بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري، وهذا الصراع يدور حول دستورية مرسوم منح سنة اقدمية لدورة ضباط 1994، والسؤال هو طالما ان المقاومة اللبنانية وطالما ان حزب الله وطالما ان امينه العام سماحة السيد حسن نصرالله قد تنكّب المسؤوليات الكبرى لتركيز التسوية السياسية ولتركيز الصراع السياسي ضمن اطر نيابية وسياسية فقط، فلماذا لم يتدخل حزب الله وامينه العام في ايجاد تسوية بين حليفه رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون وحليفه رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري؟
اظن ان حزب الله هو مع التسوية السياسية على قاعدة تفاهم الرؤساء الثلاثة، واعتقد ان حزب الله ليس راضيا عن مرسوم قام بتوقيعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة دون التشاور مع الرئيس نبيه بري، واعتقد ان حزب الله يعتبر ان التسوية السياسية بالنسبة الى تعاون السلطات على مستوى رئيس جمهورية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية تقوم بالتنسيق بين الرؤساء الثلاثة، لذلك فحزب الله ليس راضيا عن المرسوم الذي وقعه رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري دون التنسيق مع الرئيس نبيه بري.
وفي عمق اعماق وتفكير لحزب الله فهو غير راض عن هذا المرسوم ونصح بالاعتدال، وبمحاولة ايجاد حل، لكن حزب الله اراد ان يقول الى الرئيس العماد ميشال عون والى الرئيس سعد الحريري لا يمكنكم تجاهل رئيس السلطة التشريعية في لبنان، الذي هو الرئيس نبيه بري، ليس لانه الحليف الشيعي لحزب الله، بل على العكس هنالك حلف بين رئيس الجمهورية  الرئيس العماد ميشال عون وحزب الله بقوة التحالف بين حزب الله والرئيس نبيه بري وربما اكثر في بعض المواقف. لكن حزب الله يريد تركيز التسوية السياسية التي عمل كل جهده من اجل عودة الرئيس سعد الحريري الى مركز رئاسة مجلس الوزراء والعودة عن استقالته يريد ان يتم التنسيق بين الرؤساء الثلاثة.
 

 قرار السيد نصرالله عدم الدخول في خلاف مرسوم دستوري او لادستوري


وعندما وجد حزب الله ان مرسوم منح سنة اقدمية لدورة ضباط 1994 قد ارتكز على رأي قانوني ليس مقتنعا به حزب الله وفي ذات الوقت لا يريد ان يعلن المعركة الى جانب الرئيس نبيه بري ضد الرئيس العماد ميشال عون ، كما ان الامر اصبح صعبا للغاية، بالنسبة الى تفسير دستورية المرسوم لمنح سنة اقدمية لدورة ضباط 1994، فاعتبر حزب الله عدم تدخله وعدم خوض اي تحالف او اتخاذ اي موقف الى جانب الرئيس العماد ميشال عون او الرئيس بري سيؤدي الى ضرب التسوية  السياسية واهم من ذلك ضرب مصداقية وقوة حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله الذي لن يدخل في خلاف في شأن مرسوم دستوري او غير دستوري بل يترك هذه الامور الى السلطة التشريعية والتنفيذية ومقام رئاسة الجمهورية، على ان يركز حزب الله على جهوزيته في وجه العدو الاسرائيلي وعلى اسقاط المؤامرة في بلاد الشام، وعلى التحضير الى جو الانتخابات النيابية في جو هادىء ومعتدل كما اعلن السيد حسن نصرالله العبرة الاساسية والحكمة هو عدم عزل اي فريق على الساحة اللبنانية في الصراع الانتخابي النيابي.
 

 حزب الله اعطى الاشارة


ان على رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون وان على رئيس مجلس النواب نبيه بري كذلك على الرئيس سعد الحريري ان يفهموا تماما ان حزب الله لديه امكانات وطاقات ضخمة جدا في العمل السياسي في لبنان لكن لا يقوم بتسخيرها في مجال صراعات قرارات او مراسيم حكومية، بل هو اكتفى بإعطاء الاشارة دون ان يقول ذلك الى رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون والى رئيس الحكومة لا يمكنكم عزل رئيس السلطة التشريعية الاستاذ نبيه بري عن مرسوم يقوم بتوقيعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لوحدهما، لان لهذا المرسوم تفسيران اثنين، وليس تفسيرا واحدا وتفسيرا قاطعا، واعتبر حزب الله ان المؤسسة العسكرية يجب الحفاظ عليها ولا يجب الدخول في معركة ترقية ضباط على حساب ضباط آخرين. واذا كان البعض يريد ان يكون لبنان في وضع مستقر فان خطاب سماحة السيد حسن نصرالله ومواقف المقاومة اسست للبنان الجديد اسست لمرحلة صراع انساني اخلاقي فكري ثقافي، نيابي ضمن النظام الدستوري في لبنان، وعلى الجميع اتخاذ العبرة من كلام سماحة السيد حسن نصرالله.
 

 موقف صلب لقيادة حزب الله


اما اذا قررت اطراف اعتماد السياسة الكيدية ولا احد يريد التراجع قيد انملة، فلن يجد له مكانا في طلب دعم حزب الله لصالحه، بل سيجد موقفا صلبا لقيادة حزب الله وبالتحديد لسماحة السيد حسن نصرالله، ان حزب الله يرتكز الى قواعد ثابتة لا يحيد عنها لانها تنطلق من قواعد فهم التركيبة اللبنانية وفهم المخاطر الصهيونية، وفهم تحصين الواقع اللبناني في وجه اخطار العدو الاسرائيلي، كذلك لدى حزب الله قناعات وقواعد عمل ضد المؤامرة التكفيرية وهو مستعد الى ارسال الاف المقاتلين الى مسافة 600 كلم و700 كلم من داخل الاراضي اللبنانية حتى محافظة دير الزور وريف ادلب وصولا الى الحدود الشامية - العراقية والحدود الشامية - التركية. كما ان للحزب قواعد عمل ضد الموساد الاسرائيلي واعماله وتحركاته والتي كادت تستهدف الساحة اللبنانية من خلال عملية الاغتيال القاتلة لمسؤول حماس في صبرا محمد حمدان وثبت ضلوع الموساد الاسرائيلي فيها وهذا يتطلب اقصى درجات التضامن والوحدة لشحن الساحة الداخلية ومواجهة الموساد.
 

 حزب الله قدم افضل مثال في العمل السياسي


في النتيجة نقول، لا يوجد حاليا مرسوم منح سنة اقدمية للضباط ولا الترقية، ونقول ان حزب الله قدم افضل مثال في العمل السياسي اللبناني وقام بترسيخ قواعد لخوض الانتخابات النيابية او تشكيل الحكومات او حصول اي خلافات سياسية بين الاطراف.
وان التسوية السياسية في لبنان قائمة على تنسيق مقام رئاسة الجمهورية الذي يمثله الرئيس العماد ميشال عون مع رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري مع رئيس مجلس الوزراء رئيس الحريري.
واذا قرر احد من الاطراف الثلاثة الرئيس عون او الرئيس بري او الرئيس الحريري اعتماد الثنائية في توقيع مراسيم او في اتخاذ قرارات ضمن مجلس الوزراء، فان حزب الله لن يوافق على اية ثنائية من هذا النوع بل يعتبر التسوية السياسية قائمة على التنسيق بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة السلطة التنفيذية في مجلس الوزراء.