دخلت عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا بمشاركة فصائل من «الجيش السوري الحر» لطرد المقاتلين الأكراد من عفرين وبعدها منبج في شمال سورية، منعطفاً جديداً أمس، مع دخول قوات تركية برية المعركة. وفي وقت تواصلت الغارات التركية العنيفة على المنطقة، استهدف قصف صاروخي الأراضي التركية ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
واتّضحت أمس ملامح عن الأهداف التركية من المعركة، إذ اعتبر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أن بلاده تهدف إلى «إعادة ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري إلى بلادهم»، فيما كشف رئيس وزرائه بن علي يلدريم أن أنقرة تسعى إلى إنشاء «منطقة آمنة تمتدّ نحو 30 كيلومتراً» داخل سورية. وأكد الرائد ياسر عبد الرحيم قائد «فيلق الشام»، وهو مكون رئيس في «الجيش السوري الحر»، أن المسلحين لا يعتزمون دخول مدينة عفرين إنّما «محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على مغادرتها»، معلناً أن حوالى 25 ألفاً من قواته يشاركون في العملية العسكرية.
وبرزت مؤشرات عن سعي تركي إلى عدم إطالة أمد العملية العسكرية، أهمها إعلان الرئيس رجب طيّب أردوغان انتهاء المعركة «في أقرب وقت» وذلك في ظلّ تصاعد المخاوف الدولية من توسّع المعارك. وفي هذا الإطار، دعت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين و «ضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها»، فيما طلبت باريس عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التدهور العسكري في سورية، ودعت أنقرة إلى وقف هجومها.
وفي أول إعلان رسمي لبدء مشاركة القوات البرية في العملية، أكد رئيس الوزراء التركي دخول قوات برية إلى سورية انطلاقاً من بلدة غول بابا الحدودية، كما نقلت عنه وكالة دوغان للأنباء، فيما أعلن الجيش التركي إصابة 153 هدفاً تابعة للأكراد في محيط عفرين تشمل مخازن أسلحة. وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية بتقدم القوات التركية التي لم تحدد عديدها إلى جانب قوات من «الجيش السوري الحر»، وتوغلها خمسة كيلومترات داخل سورية، فيما وصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مدينة عفرين بأنها «شبه محاصرة» من جانب القوات التركية وفصائل مشاركة في عملية «غصن الزيتون»، باستثناء ممرّ يوصلها بمدينة حلب عبر مناطق سيطرة النظام في نبل والزهراء.
وقتل ثمانية مدنيين بقصف تركي أمس، كما أكد الأكراد و «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» في عفرين بروسك حسكة: «ارتكبت الطائرات العسكرية التركية مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي». وتسبب القصف التركي في يومه الأول بمقتل عشرة أشخاص بينهم سبعة مدنيين، وفق حصيلة للوحدات الكردية في حين أكدت أنقرة أن الخسائر في صفوف المقاتلين الأكراد.
في المقابل، أعلن رئيس بلدية مدينة الريحانية التركية المجاورة للحدود مع سورية، أن قصفاً من الأراضي السورية استهدف المدينة أدى إلى مقتل شخص وإصابة 32 آخرين بجروح، غداة سقوط قذائف عدة ليل السبت- الأحد في مدينة كيليس التركية، واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويتش أوغلو «وحدات حماية الشعب» بالوقوف وراء هذا القصف.