وتوقّف الكاتب عند التحذير الذي وجّهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقادة الأكرادـ متوعّدًا القوة الجديدة على الحدود السورية والتي يقدّر عددها بـ30 ألف عنصر بالقول "مهمّتنا خنق هذا الجيش حتى قبل أن يولد"، في رسالة مباشرة للبيت الأبيض، لأنّ الولايات المتحدة هي من قامت بتدريبها وتمويلها. وأشار الى أنّه "الآن، بعدما تمّت هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا، ومع تراجع حدّة الحرب، يريد الأكراد الإستمرار بالسيطرة على المناطق التي تحررت من "داعش" وإلحاقها بمنطقة الحكم الذاتي التي أقاموها في شمال سوريا".
وتأتي القوة الحدودية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة في الوقت الذي تخطّط الأخيرة لترك ألفي مستشار ومدرّب في سوريا. وبحسب الكاتب فإن القرار الأميركي أخاف تركيا التي تصوّرت أنّ حدودها الجنوبية قد تحوّلت الى كيان كردي مستقل، ولديه جيش خاص.
وشبّه الكاتب الإسرائيلي نظرة تركيا إلى الأكراد في سوريا، بالطريقة التي تنظر فيها إسرائيل الى الوجود الإيراني على الحدود السورية، موضحًا أنّه إذا لم يجر التوصّل الى حلّ لهذه الأزمة قريبًا، فستشهد سوريا حربًا ديبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة.
من جانبه، حذّر إلنور سيفيك، المستشار السياسي لأردوغان، من أنّ الغرب لا يأخذ التحذيرات التركية بجدية، لافتًا الى أنّ أنقرة قويّة، ولديها موارد كبيرة، فيما تواجه أميركا الخسائر عالميًا. ورأى الكاتب أنّ تركيا قادرة عسكريًا على اجتياح مناطق الأكراد في عفرين ومنبج، القريبتين من الحدود التركية.
ولفت الى أنّه من ناحية روسيا فقد دعت الأكراد للمشاركة في المؤتمر السوري المزمع عقده في نهاية الشهر الحالي، كما أنّ النظام السوري، وبدعم روسي أيضًا، توصّل الى إتفاق مع الأكراد لإقامة منطقة آمنة حول منبج، وذلك بعدما هدّدت تركيا بمهاجمة تلك المنطقة.
وتطرّق الكاتب الى زيارة رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان الى موسكو وعقدهما اجتماعًا مع رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسموف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ولفت الى أنّهما أرادا أن يعرفا كيف ستردّ روسيا على الإجتياح التركي لسوريا، وربّما للحصول على "سماح" روسي لقتال المجموعات الكرديّة، كما حصلت إسرائيل سابقًا على إذن روسي من أجل استهداف أهداف لـ"حزب الله" في سوريا.
وختم بالإشارة الى أنّه من المرجّح أن موسكو غير راضية على الإجتياح التركي لسوريا، ومن غير الواضح حتى الآن إذا كانت تركيا تعمل من دون إذن روسي.