ورأت الوكالة أـنّ التدخل التركي يهدّد بفتح جبهة جديدة في النزاع الذي تسعى روسيا إلى إنهائه، مؤكدةً أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سدّد ضربة ديبلوماسية إلى بوتين بإعلانه عزمه إرساء الاستقرار في سوريا؛ إذ تعتبر موسكو السوريين الأكراد الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الأراضي الممتدة بمحاذاة الحدود التركيية، حلفاء محتملين وأساسيين لأي تسوية في الوقت الذي تشدّد فيه أنقرة على أنّهم يشكّلون تهديداً إرهابياً.
من ناحيتها، قالت إيرينا زفياغيلسكايا، الخبيرة في السياسات الشرق أوسطية في معهد الدراسات الشرقية، "الأتراك يزيدون الأمور صعوبة"، موضحةً: "الأمور صعبة في الأساس، فنحاول المضي قدماً في عملية السلام في ظل تصرّف الأسد بشكل غير بناء ورفض المجموعات المعارضة المشاركة. وإذا حصل تصعيد عسكري كبير، سنجد أنفسنا في وضع خطير جداً".
في السياق نفسه، تطرّقت الوكالة إلى قرار الولايات المتحدة البقاء في سوريا بعد هزيمة "داعش" ونيتها مساعدة الأكراد على تشكيل قوة عسكرية يبلغ قوامها 30 ألف عنصر، ناقلةً عن أيهم كامل، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة "أوراسيا"، اعتباره أنّ "الوجود الأميركي" يُعدّ من "أكثر العوامل زعزعة للاستقرار"، نظراً إلى صعوبة تخيّل قبول الأسد بخضوع جيب سوري للسيطرة الولايات المتحدة على المدى البعيد.
وعليه، رجحت الوكالة أن تُبقي الاعتراضات التركية والأميركية اللاعبين الأكراد الأساسيين بعيدين عن سوتشي، لافتةً إلى أنّ للمعارضة- التي تتخذ أغلبيتها السعودية مقراً لها- أسبابها؛ إذ سَبَقَ ليحيى العريضي، المتحدث باسم هيئة التفاوض للمعارضة السورية، أن وصف الشروط الروسية المسبقة التي تشمل عدم ذكر الأسد أو الانتقال السياسي بـ"غير المقبولة".
في المقابل، ألمحت الوكالة إلى أنّ بيد "المعارضين المنفيين" ورقة ضغط، باعتبارهم كتلة المعارضة الوحيدة الممثلة في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ناقلةً مكسيم سوخوف، المحلل في موقع "المونيتور"، تشديده على قدرتهم "نسف" مساعي موسكو التوصل إلى اتفاق في سوتشي والحصول بعدها على موافقة رسمية في جنيف.
توزاياً، تحدّثت الوكالة عن ورقة الضغط الأخرى التي تملكها القوى الغربية، مذكّرةً بإعلان مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد أنّ بلاده وحلفاءها ستجمّد مساعدات إعادة إعمار سوريا في الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام، علماً أنّ تكاليف إعادة الإعمار تقدر بـ300 مليار دولار تقريباً.
ختاماً، نقلت الوكالة عن يوري بارمين، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي قوله: "ما زالت روسيا تتعامل مع الأحجية نفسها وليس لديها فكرة عن كيفية حلّها"، وتأكيده: "لا يقول أحد إنّ الحرب ستنتهي هذا العام وإنّ العمل بالتسوية السياسية سينطلق.. من شأن ذلك أن يستغرق سنوات".