رأى وزير الخارجية والمغتربين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أنّ "مقارنة لبنان ببعض الدول في أزمة النّزوح السوري هو أمر غير صحيح"، مشيراً إلى أنّ "الأردن أو تركيا أو العراق هي دول بطبيعة تكوينها مختلفة عن لبنان".

واعتبر أنّ "المسؤول الأول هو الحكومة اللّبنانية وتقع عليها مسؤولية مواجهة هذه الأزمة"، مؤكّداً أنّ "دستور لبنان ينصُّ على رفض التَّوطين، وإطالة أزمة النزوح السوري ستؤدِّي إلى توطين يبدأ مقنعاً ثمّ يتحول إلى قائم ودائم بحكم الواقع".

كلام باسيل جاء في خلال رعايته افتتاح مركز الأبحاث والدراسات في "التيار الوطني الحر" مؤتمره السنوي السابع بعنوان: "النزوح السوري في لبنان: تداعيات وحلول"، في فندق "بادوفا" - سنّ الفيل.

وقال باسيل: "من الناحية السياسية، الأضرار والتداعيات هي على هذا المستوى، أما اقتصادياً فحدث ولا حرج، حيث تبلغ الكلفة المباشرة 18 مليار دولار إضافة إلى خسارة اللبنانيين لفرص العمل والضغط الموجود على المدارس الرسمية التي تستوعب 200 ألف طالب سوري، حيث أن أعداد الطلاب السوريين في بعض المدارس الرسمية فاق أعداد الطلاب اللبنانيين، وهذا يتطلب خدمات صحية واجتماعية إضافة إلى البنية التحتية التي لم تعد تكفي اللّبنانيين أصلاً، فكيف سيكون حالها مع مليون ونصف نازح إضافي".

أضاف: "على الصعيد الأمني، فإنّ التَّهديد الأمني الذي شهدناه أدى إلى احتلال أرض لبنانية بمساحة 450 كيلومتراً مربعاً أوصلتنا إلى عملية فجر الجرود لتحريرها، وهذا الضرر كله لا يستطيع شعب واحد وبلد واحد ان يتحمله، خصوصاً وأنّ المساعدات التي تأتينا من المجتمع الدولي غير كافية".

وأشار باسيل إلى أنّه "إذا كان المجتمع الدولي يعتقد أنّه ببعض المساعدات التي يقدمها للنازحين السوريين، والتي لا تلبي حاجاتهم يكفر عن ذنوبه الجسيمة التي ارتكبها في سوريا، فبضعة مليارات الدولارات لا تمحو هكذا خطيئة دولية ارتكبت بحقٍّ بلد وبحق شعب وبشكل مباشر على سوريا وبشكل غير مباشر على لبنان والأردن والدول المجاورة وكل المجتمعات التي تضررت بشكل مباشر أو غير مباشر من هذه الأزمة".

واعتبر أنّ "المسؤول الأول هو الحكومة اللّبنانية وتقع عليها مسؤولية مواجهة هذه الأزمة، لأنّ لبنان بلد سيد، فهو الذي يحدِّد سياساته ويحمي أرضه وشعبه، ولا يمكن لاحد ان يملي عليه هذه السياسات".

وقال: "الحلّ واحد وهو عودة النازحين السوريين الى ارضهم ولا حل آخر، لان لبنان أعجز من أن يتعاطى مع هذه الأزمة بحلول متنوعة يمكنه أن يتدرّج بتطبيقها وان ينفذ سياسات العودة على مراحل، إنّما لا يمكن أن يفكر بحلّ آخر، لأنَّ أيّ حلٍّ آخر هو مسكِّن يزيد المرض وهو حلّ منقوص، وهو شكل من أشكال الاندماج واثره الطويل الأمد معروف".