مقتل 15 نازح سوري أمس كانوا يحاولون الدخول خلسةً إلى الأراضي اللبنانية بسبب الثلوج
 

تسبّبت العاصفة التي ضربت لبنان ليل أمس الأول، بالقضاء على 15 نازح سوري في جرود منطقة الصويري - المصنع خلال محاولة دخولهم خلسة إلى الأراضي اللبنانية، حيث قضى 9 منهم نتيجة العاصفة الثلجية، فيما أنقذ الجيش 6 أشخاص آخرين توفي أحدهم لاحقًا في أحد المستشفيات متأثرًا بالصقيع، كما أوقف سوريَين متورطَين في محاولة التهريب، واستمرّ الجيش بالبحث عن نازحين آخرين عالقين بالثلوج، لإخلائهم وتقديم المعالجة الطبّية لهم. 
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "الجمهورية" أن وحدات من الجيش أنقذت ليل أمس الأول وفجر أمس الجمعة، 10 مواطنين في منطقتي اللقلوق وجرود بعلبك، كانوا محتجزين داخل سياراتهم بسبب تراكم الثلوج، حيث تمّ إخلاؤهم وتقديم الإسعافات الأوّلية لهم، ونقل سياراتهم من الأماكن المذكورة، ودعت قيادة الجيش المواطنين لدى حصول حوادث مماثلة، إلى الإتّصال بأقرب مركز عسكري إذا أمكن، أو بغرفة عمليات قيادة الجيش وغرف عمليات المناطق العسكرية.
وألقت العاصفة بثلوجها على مختلف المناطق اللبنانية، حيث غطت كافة المرتفعات الجبلية في محافظة عكار اعتبارًا من ارتفاع 1250 مترًا وما فوق، وعملت الجرافات على فتح الطرقات العامة في هذه المناطق لا سيما منها التي تربط بين محافظتي عكار والهرمل.
أما في زحلة، أنقذ عناصر من الدفاع المدني عند الثامنة من صباح أمس، وبعد جهود استمرت منذ الساعة الحادية عشرة من ليل أمس الأول، ثمانية مواطنين حاصرتهم الثلوج في أعالي صنين، وقد واجه العناصر صعوبات عدة لإنقاذهم، منها اشتداد العاصفة، صعوبة الرؤية، إنخفاض درجات الحرارة إلى حدودها الدنيا، سماكة الثلوج التي لامست المترَين في بعض الأماكن، والطبيعة الجغرافية للمنطقة التي احتجز فيها المواطنون والتي تحفل بالمنحدرات البالغة الخطورة.
وفي المحصّلة، تمّ سحب خمس سيارات كانت عالقة في الثلوج، وتمّ نقل المواطنين بواسطة آليات الدفاع المدني إلى مدينة زحلة.
أمّا في بعلبك، فتساقطت الثلوج التي بلغت سماكتها 5 سنتيمترات، وغطت الطرق والسهول، وتدنّت درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، إلّا أنّ الحركة الخفيفة بسبب البرد لم تحل دون فتح المؤسسات والإدارات العامة، فيما أقفلت معظم المحلات والأسواق كعادتها أمس، وتأخّر فتح البعض الآخر بسبب البرد.

من جهتها، شهدت منطقة الشوف طقسًا عاصفًا، تساقطت خلاله الثلوج منذ فجر أمس بدءًا من ارتفاع 900 متر وما فوق، وقُطعت الطرق في القرى التي ترتفع عن 1200 متر السالكة فقط للسيارات المجهّزة بسلاسل وذات الدفع الرباعي، فيما قُطعت طريق معاصر الشوف - الأرز- كفريا بالكامل.
أما في المناطق الساحلية، فأدّت الرياح القوية التي ضربت المنطقة الى انهيار عدد من اللافتات المرفوعة على الطرقات والى تمزّق عدد من البيوت الزراعية البلاستيكية وألحقت الأمطار والسيول أضرارًا بالمزروعات فيها.
ففي صيدا، تسبّبت العاصفة بتوقّف حركة الملاحة في مرفأ صيدا بسبب الأنواء وسرعة الرياح، فيما أجبرت الصيادين على البقاء في منازلهم وعدم الإبحار بعدما شدّوا وثاق شباكهم عند رصيف الميناء.
وكانت الرياح ليل أمس الأول الخميس والتي وصلت سرعتها الى نحو مئة كيلومتر في الساعة تسبّبت في اقتلاع أغصان الأشجار وسقوط بعضٍ منها في صيدا، فيما تساقطت الأمطار بغزارة ما أدّى الى تشكّل السيول عند جوانب الطرق وسط تدنٍّ ملحوظ في درجات الحرارة، وقد استنفرت بلدية صيدا فرق الطوارئ لديها بإيعاز من رئيس البلدية المهندس محمد السعودي لمواجهة أيّ تداعيات للعاصفة وبقيت على جهوزية تحسّباً لأيِّ طارئ.
الى ذلك، عزلت الثلوج العديد من قرى العرقوب خصوصًا شبعا وكفرشوبا وكفرحمام بعدما وصلت سماكتها في شبعا الى حدود الـ13 سم وفي كفرشوبا الى 7 سم، وباتت طريق شبعا - حاصبيا وشبعا كفرشوبا سالكة لسيارات الدفع الرباعي، فيما عملت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال والبلديات على إعادة فتحها، في حين قُطعت طريق شبعا راشيا الوادي عبر عين عطا بعدما تجاوزت الثلوج الـ40 سم واعتُبرت مواقع «اليونفيل» العائدة للكتيبة الهندية في تلال شبعا وكفرشوبا معزولة، وأُقفلت المدارس في حاصبيا.
من جهتها، توقّعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون الطقس اليوم السبت قليل الغيوم إجمالًا وتكوّن الجليد على الطرقات الداخلية والجبلية التي تعلو عن الـ1200 متر خلال ساعات الصباح الأولى، ترتفع درجات الحرارة بشكلٍ ملحوظ خلال النهار خصوصًا على الجبال والداخل، كما يتكوّن الضباب على المرتفعات خلال الفترة المسائية، أما غدًا فمن المتوقع أن يكون الطقس غائمًا جزئيًا الى غائم بسحب مرتفعة مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة.