سليمان فرنجية رجلٌ تندرُ عملة وجوده في الظرف الحالي، باعه حلفاؤهُ بداعي الأخلاق، فويلٌ لأمة تبيع رجالَها.
ظهر فرنجية البارحة في كلام الناس مع الزميل مرسال غانم بدور الجلمود الذي يدخل وحيدًا في مطحنة الأحزاب ويحاربُ بسيفٍ واحد متلبّسًا شخصية الأسطورة جلجامش. لم يترك بحصة إلا وبقّها عن كل التسريبات التي تمر من هنا وهناك بدايةً بحلفائهِ ونهايةً بخصومه.
فرنجية لمْ يأبه بكل التعسّفات الاعلامية التي يتعرض لها الاعلاميون في عهد فخامة الرئيس ميشال عون، فبدأ الحديث متوجّهًا إلى مرسال قائلًا: "عشرين سنة وغازي كنعان بلبنان، وإنت كنت أكبر الاعلاميين المعارضين ولم يستدعيك يومًا واحدًا إلى القضاء".
فرنجية المتمرّد عاد من جديد ليفتح ألاعيب القضاء على مصرعيها فقال لوزير العدل سليم جريصاتي : "هيدا إسمو على مُسمّى". ثمّ تابع مؤكّدًا أنّه شخصيًا ليس ضد العماد ميشال عون ولا ضد عهده، فهو أوّل من فتح بيته لقياديي التيار الوطني الحر فور عودة الجنرال من المنفى عام ٢٠٠٥. فيما أكد أنّ هناك فارق كبير بين عون وبين من يحاول أن يورثه، فالشعب كان يعتبر أن الرئيس ميشال عون ملكه الحقيقي كقائد، بينما من يحاول أن يظفر بالإرث يعتبر أن العالم ملكه وتحت سيطرته. ووجه فيما بعد صفعة قاسية لباسيل قائلًا: " أوعا تفكر إنو السلطة بتجيبك رئيس، محبة الشعب هيي بتوطي وبتعلّي".
إقرأ أيضًا: الوزير فرنجية ... الطلاق البائن مع تيار الرئيس عون
وعلى الجملة، أكد سليمان بيك اصطفافه الدائم مع حلفائه منذ أن دخل المجلس النيابي في عمر ال٢٥، وأنه ملتزمٌ بالقضايا الوطنية أكثر من الحليف العوني إذا صحّ التعبير، ورأى أن الانتخابات ستجري في مواعيدها لا محالة، وأن لا مانع في التحالف مع أي فريق سواء كان صديق أو خصم، إنها لعبة الشاطر يربحْ.
وقد نفى أيضًا احتمال ترشحه في دائرة وطوني نجله في دائرة أخرى، وردًّا على سؤال الزميل مرسال عن احتمالية ترأّسه لكتلة المردى أجاب فرنجية: "ما بآمن بوجود رئيس ومرؤوس، قرارنا واحد والكل بشارك فيه".
وعودة على بدء، أدلى سليمان بيك برأيه في موضوع ترقية الضباط ومنح الأقدمية والخلاف الحاصل بين الرئيسين عون وبرّي حيث قال أن التيار الوطني الحرّ وبكل أمانة ليس همه الأقدمية ولا همه الضباط، التيار ورئيسه يريدان شحن العقل المسيحي للاصطفاف بكثرة وكثافة حتى موعد الانتخابات والقول لهم بطريقة غير مباشرة: إن هذا الرئيس الشيعي يريد أن ينتقص من صلاحيات الرئيس المسيحي فكفى.
في النهاية فرنجية صرّح أنّ التيار الوطني الحر كان على مدى سنين ضد الدكتاتورية إلى حين مجيئه إلى السلطة وأصبح هو الدكتاتور الحقيقي، وقال لباسيل: "للي بدو يخرب الدني مشان يعمل نائب، مش بس ضعيف أصوات، ضعيف نفس كمان".
وقال أيضًا أنه في حال كان باسيل رئيسًا للجمهورية فهذا يعتبر انتصارًا أيضًا لمحوره لكن المشكلة على حد قوله "أنّ سآلة باسيل لا تحتمل".
هكذا كانت رسائل فرنجية الواضحة والصريحة بالفم الملآن إلى العلن، فهل سيفاجئنا القضاء برفع دعوة على تصريحات الرجل الرجل الذي عودنا أنه لا يخاف شيئًا.
العلم عند الله.