كلماتها المعبّرة لفتت رواد العالم الافتراضي بأكمله، فتركت صدىً إيجابياً في قلوب فاقدي الأمل تحديداً. وأنت تخاطبها، تحتار.. لا تدري هل تشفق عليها، هل تشكرها على كلماتها أو هل تواسيها على مصيبتها. لكن بعد لحظات تكتشف أنك لست أمام إمرأة منكسرة أو مصابة بـ "هيداك المرض"، بل أمام إمرأة انتصرت على الألم بالأمل، وعبرت الطريق نحو النور.. ونجت.
حازت "ميسا" من خلال منشوراتها في وسائل التواصل الاجتماعي على مكانة مرموقة ضمن أقوى الشخصيات اللواتي واجهن مرض السرطان في العالم، من قبل المتابعين. "لم أقتنع أني مصابة به حتى حلقت شعري لاتجنب الدراما قبل وقوعها، لكنني حصلت على New Look"، بعد قراءة هذا المنشور، تشعر بأن الحياة غير عادلة وظالمة، لتجيب هي نفسها عن كل أسئلتك، عن ما ورائيات الحياة وأسرار الكون بالقول: "أؤمن بعمق أن الله اختار لي الأفضل".
هذه المرأة الحديدية تدعى ميسا رعد (32 عاماً)، نجت من سرطان الثدي قبل 10 سنوات لتكتشف حالياً أنه عاود الظهور مرة أخرى بعد هزيمته في المرة الاولى، لكن هذه المرة من باب آخر، الكبد!!
وفي حديث لها تقول ميسا: "في عمر الـ21 صدمت بحقيقة مرضي بالسرطان، انتزعوا مني أهم جزء من جسدي، صدري، لكن صدقيني تجربتي كانت أقل وجعاً من العذاب الذي عشته خلال رحلة علاج وموت أمي من المرض ذاته". وتضيف: "عندما توفت أمي، كنت أظن أن الله لن يوجعني بنفس المرض، شعرت وقتها انني اكتفيت من الألم، لكن هذا ما حصل"، وتتابع بعزم وإصرار "قررت أني لن أكون مجرمة بحق كل أولئك الناس الذين يضحكون لأجلي وهم في باطنهم يتعذبون، يجب أن أكون قوية لأجلهم.. ولأجلي".
وعن الرسالة التي توجهها الى كل المرضى، وعن كيفية تقوية العزيمة وعدم الاستسلام، تشير رعد الى أهمية أن يضع المريض هدافاً له ليعيش من أجله، "بالنسبة لي إبني كان السبب الذي جعلني أتمسك بالحياة، فأنا لا أريده أن يتخرج من الجامعة أو يتزوج ويصبح عريساً ولا أكون متواجدة معه، هو لن يكون سعيداً".
هكذا شغلت ميسا المتابعين من خلال طريقتها في هزيمة المرض، "سيسقط شعري"؟ لا باس، سأبتسم مهما حصل وأنا "COOL". وخلال اليومين الماضيين، أصبحت نجمة في سماء التصدي للسرطان وقدوة لكثرين يعانون من المرض الخبيث، وقد "تابعها" على وسائل التواصل العديد من الناس الذي أثنوا على قوتها وإيمانها وإرادتها، من بينهم رئيس الحكومة سعد الحريري. تضحك ميسا حين نذكره وتقول: "شعرت بالصدمة وفرحت كثيراً".
تشكر ميسا كل الذين يرسلون لها رسائل مشجعة، وتقول "لن تستطيعي أن تعرفي مدى قوتك إلا من خلال ردة فعل العالم وتقديرهم لك".
في فيديو من قلب الحدث، أي قلب رحلة العلاج، تقول مستطردة إنها حولت رحلتها مع العلاج الى فرصة أمل: "المرض بمثابة آلة تنبيه قد يسمعها أي إنسان.. أنا أراها فرصة جديدة".
تتأنى ميسا في اختيار عباراتها فتشعر أنها ليست هي التي تتحدث، بل الوجع الذي يسكنها، تصف نفسها بالناجية، الأم، المحبة للحياة، أما الصفة التي تليق بها، فهي المقاومة. القدر لا يتغير، ربما، أما مسيرة الإنسان ونظرته إلى الأمور فنعم.