ولفتت الى أنّ الردود الأوليّة تراوحت بين مواجهة المعتصمين وإلقاء المسؤولية على دول أخرى، لكنّ القيادة الإيرانيّة نظرت فيما بعد الى طلبات المعتصمين، وهذه دلالات مهمّة عن رغبة في القيادة للإنفتاح، للبقاء في السلطة.
وأضافت أنّ التظاهرات بدأت بعد ضائقة إقتصاديّة، وانتشرت بسرعة في 80 مدينة، وأسفرت عن توقيف ألف متظاهر ومقتل حوالى 20 آخرين. والجدير ذكره أنّ التظاهرات ليست جديدة في إيران، خصوصًا منذ استلام الرئيس حسن روحاني سدّة الحكم.
وتابعت أنّه خلال سباق الإنتخابات، إستعرض روحاني خطّة طموحة للدفع بالإقتصاد الإيراني، وناقش فيها الإتفاق النووي الإيراني، الذي اعتبر أنّه سيخلّص إيران من العزلة، لكن التطبيق كان فيه الكثير من التعقيدات، والآن تدفع الإدارة الإيرانيّة الثمن.
ولاحقًا، بدأ بعض رجال الدين وأعضاء السلك القضائي ومسؤولون بالتساهل مع المعتصمين، بحسب الصحيفة. ومن جانبه، قال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري إنّ على وسائل الإعلام أن تمثّل صوت الشعب. والمفاجأة كانت بالمرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي، الذي اعتمد نبرة رضائيّة وأقرّ بحقوق الشعب.
وشدّدت الصحيفة على أهمية الإعتراف بأنّ المعتصمين لديهم أسباب شرعيّة للخروج الى الشارع، والتغيير في الرؤية هو نتيجة البراغماتيّة التي يتبعها النظام. فلا يمكن لإيران أن تستمرّ بالنهج القديم، ولكي يبقى النظام في السلطة، عليه أن يقدّم تنازلات لبعض الطلبات بما يتناسب مع المجتمع الإيراني.
ولكن على الإدارة الإيرانيّة أن تنجز هذه التغيرات بهدوء وتمهّل، برأي الصحيفة التي ختمت بالإشارة الى أنّ التظاهرات في إيران لن تغيّر مَن هم في السلطة، ولكنّها ستُطلق شرارة التغييرات في النظام.