جدَّد رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في مداخلةٍ له خلال الجلسة الثانية من مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس "استنكاره لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل"، معتبراً ذلك بمثابة "تشويه وتزويرٍ لتاريخ القدس الشريف ولرسالة مدينة السلام بأسره".
وقال: "نعلن ان هذه المدينة ليست ملك رجل ولا ملك دولة ليتم التصرف بها على هذا الشكل المرفوض، وانه كان حرياً برئيس الدولة التي تستضيف على أرضها جمعية الامم المتحدة أن يحترم المقررات الدولية بشأن القدس وفي مقدمتها القرار رقم /181/ (شهر تشرين ثان عام 1947)، الذي قضى بوضع القدس تحت نظام دولي بحيث تكون المدينة المقدسة جسماً منفصلاً له وضعه الخاص. وقد استمر العالم كله على هذا الموقف منذ هذا التاريخ، رافضا ان تعلن القدس عاصمة لاسرائيل ومتمسكا بحقوق جميع اصحاب الحقوق في المدينة المقدسة. وعندما قامت اسرائيل باحتلال الارض العربية في فلسطين كلها، وبدلت وضع الهدنة مع الفلسطينيين والعرب بالقوة ومن طرف واحد، بقي العالم متمسكا بحقوق العرب والفلسطينيين بالقدس وبضرورة التوصل الى السلام بالتفاوض والقبول المتبادل لاي وضع نهائي".
وقال: "اليوم يأتي قرار نشاز يصدر عن رئيس دولة متفرد، ضارباً به كل فرص السلام ومشوها تاريخ القدس ورسالتها الانسانية والروحية، ومطيحا بحقوق الفلسطينيين المشروعة كلها. فأثار هذا الموقف غير الموصوف ردود فعل عالمية تمثلت برفض غالبية دول الارض له في الجمعية العامة للامم المتحدة وتبرم دول مجلس الامن كلها حيال هذا التصرف غير المسؤول".
وختم: "فإننا امام مؤتمركم الكريم، وبالتضامن مع صاحب السماحة فضيلة شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي دعا اليه مشكورا، وهو الداعي الى خير الامة على الدوام، ومن على أرض مصر العزيزة وكبيرة العرب، نعلن رفضنا المطلق لهذا القرار، وندعو الشعب الاميركي الى تصحيحه بل الى إلغائه بالسبل المتاحة وباسم العدالة الدولية واحترام القيم الروحية العالية التي تحفظ لهذا الكون رونقه ومعناه. كما ندعو المسيحيين والمسلمين في العالم الى مزيد من التصافي والتضامن في ما بينهم، فهم وحدهم يشكلون نصف سكان العالم، وكل توافق بينهم يرجح في الدنيا غلبة الخير على الشر، ونصرة الحق على الباطل. ولا يغيبن عن ضمائركم ان الحق من الله وله الغلبة في النهاية وان الباطل كان زهوقا".