أتحفنا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال خطابه يوم الأمس بجامعة ستنفورد بكاليفورنيا بأن الرئيس دونالد ترامب فور وصوله إلى البيت الأبيض وافق على مشاريع مكافحة الإرهاب على وجه السرعة ونشاهد اليوم أنه تم تحرير 98 في المائة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها داعش.
يوحي كلام الوزير تيلرسون بأن هناك علاقة منطقية ضرورية بين أوامر الرئيس ترامب والقضاء على داعش في العراق وسوريا ولكنه كان دقيقًا وذكيًا في اختيار الكلمات ولم يصرح بذلك حتى لا يقع في ورطة التناقض أو الكذب.
إقرأ أيضًا: الفرصة الأخيرة لإنقاذ الإتفاق النووي
فقد تفوه بقضيتين يمكن الفصل بينهما أو ربط بعيد بينهما وهي كالتالي: أن الرئيس ترامب منذ البداية كان حريصا على مكافحة داعش ولهذا وافق على مشروع القضاء عليها والقضية الثانية أننا نرى اليوم بأنه تم تحرير 98 في المائة من الأراضي التي إستولت عليها داعش، ومع أن تيلرسون لم يحدد تلك المناطق ولكننا نعرف أنها تقع في الموصل والأنبار وحلب وديرالزور والرقة ومناطق أخرى في سوريا.
الإيجاز الذي التجأ اليه تيلرسون أخل بكلامه وأثار أسئلة وتساؤلات عدة ربما تجاهلت سلفه كاندوليزا رايس التي أدارت قسم المداخلات بعد خطاب تيلرسون عن طرح تلك الأسئلة وبعض تلك الأسئلة وليس كلها كالتالي:
هل الرئيس ترامب لا زال يعتبر سلفه أوباما ووزيرة خارجيته الأولى هيلاري كلينتون هما خلقا داعش؟ وما هي مصالح الولايات المتحدة في نشأة تلك الجماعة الإرهابية؟ وإذا كانت هناك مصالح أميركية من خلق تلك الجماعة الإرهابية فهل انقضت تلك المصالح بنهاية ولاية أوباما أو أنها مستمرة حيث أن المصالح القومية لا تتبع مسؤولين وأن لها صلة بالبنية السياسية الداخلية أو الخارجية.
إقرأ أيضًا: ترامب يجَمدِد العقوبات
ثم هل شاركت القوات الأميركية في عمليات تحرير الموصل أو دير الزور أو تدمر أو ريف حلب على قدم وساق مع القوات التابعة لإيران؟ هل كان هناك تنسيق بين القوات الأميركية والقوات التابعة لإيران أو المتحالفة معها في العراق وسوريا؟
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل مكرون خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الإيراني حسن روحاني قبل أسبوع على أنه يقدر دور فيلق القدس ويثمن جهوده في القضاء على داعش. فهل للولايات المتحدة موقف مشابه أو معارض؟
وإذا كان للولايات المتحدة دور في القضاء على داعش فما هي نسبة هذا الدور؟ هل حجم دورها في القضاء على داعش، يفوق حجم دورها في خلق تلك الجماعة الإرهابية؟