بعد معاناة دامت نحو أسبوعين من حروق بالغة نهشت جسدها من دون رأفة، أطبقت ابنة بلدة كفرا عينيها ورحلت إلى الأبد غير آبهة بحياة ألمتها كثيراً على مدى سنوات... بيديها كتبت ندى سبيتي الفصل الأخير من عمرها وهي في عزّ صباها، اختارت أصعب طريق للرحيل، ربما لم تكن تعلم انه معبّد بآلام تعجز الكلمات عن وصفها.
مشهد مريب
"عانت الفتاة الثلاثينية من أمراض نفسية، واظبت على تناول الأدوية إلى أن انتهى كل شي في لحظة، عندما قررت وضع نهاية لحياتها عن طريق إشعال النيران بجسدها"، بحسب ما قاله خال ندى أبو عبد لـ"النهار". مضيفاً "لا أعلم تفاصيل الحادث، لكن ما هو اكيد أن عائلتها خسرت نداها وعطرها". في حين شرح مختار كفرا عباس عبد الكريم في اتصال مع "النهار" أن "الحادث وقع قبل نحو أسبوعين عند حوالى الساعة الرابعة فجراً،. كانت والدة ندى غارقة في النوم عندما سكبت ندى المازوت على جسدها وأشعلت نفسها. استفاقت الأم على صراخ ابنتها، لتجد فلذة كبدها تحترق أمام عينيها".
نهاية الوجع
"سارع شقيق ندى الذي يسكن في منزل مجاور لبيت العائة لإنقاذها، جرى نقلها إلى مستشفى جبل عامل في صور، ومن ثم إلى مستشفى النبطية الحكومي. كانت في وضع صعب جداً بعد أن فتكت النار بعودها الطري. أيام عاشتها بين الموت والحياة إلى أن حزن الموت على حالها وقرر خطفها من وسط أوجاعها"، وفق ما قال أحد جيران عائلة سبيتي لـ"النهار"، قبل أن يضيف "يوم الأحد الماضي تركت ندى آلامها على السرير ورحلت إلى البعيد". وأردف "أبكت كل أبناء بلدتها وجميع من عرفها. فهي المعروفة بطيبة قلبها وابتسامتها، من المؤسف أن تكون نهايتها هكذا. كل ما نتمناه الآن الرحمة لها والصبر والسلوان لعائلتها التي فجعت عند احتراقها، ومن ثم عند رؤيتها في حالة يرثى لها، إلى أن تم إبلاغهم أن عدّاد حياتها توقف، لتوارى في الثرى على أمل أن تجد تحت التراب راحة عجزت عن العثور عليها وهي على قيد الحياة".