انطلقت في العاصمة المصرية، صباح اليوم الأربعاء، فاعليات "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس"، بمشاركة أكثر من 86 دولة. ويضم المؤتمر نخبة من "المهتمين بقضية المسجد الأقصى والقدس وكل محبي السلام من جميع أنحاء العالم"، بما في ذلك عدد من الحاخامات اليهود المعارضين للسياسات الإسرائيلية والأميركية بشأن المدينة التاريخية المقدسة. ويهدف المؤتمر الى "البحث في آليات عملية، وأساليب جديدة تنتصر لكرامة الفلسطينيين، وتحمي أرضهم، وتحفظ هوية المقدسات الدينية، وتصد الغطرسة الصهيونية التي تتحدى كل القَرارات الدولية، وتستفز مشاعر أكثر من أربعة مليارات من المسلمين والمسيحيين حول العالم".
ويعقد المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين في رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبرئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب. ويأتي المؤتمر ضمن خطوات تصعيدية للرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.
وأعقب القرار حالة غضب واسعة النطاق في العالم العربي، واتخذت مؤسسات دينية ورسمية وسياسية مواقف رافضة للقرار الذي أثر سلبا على صورة الولايات المتحدة كوسيط نزيه لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
جدول الأعمال
وبدأت الجلسة الافتتاحية بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، في الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم، وهي تتضمن كلمات: شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.
كما يتحدث خلال الجلسة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، ووزير الشؤون الإسلامية السعودي الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور أولاف فيكس تافيت.
ويشارك مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بكلمات خلال الجلسة.
وتستمر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لمدة ساعتين، يعقبها استراحة قصيرة، ثم تبدأ أعمال الجلسة الثانية، ويترأسها رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة.
وعقب انتهاء الجلسة، ترفع أعمال المؤتمر، لتستأنف في اليوم التالي (الخميس)، والذي يتضمن جلستين، يعقبهما إعلان البيان الختامي.
محاور رئيسية
وحسب بيان رسمي من الأزهر فإن المؤتمر سوف يناقش عدة محاور رئيسة تركز على استعادة الوعي بقضية القدس، والتأكيد على هويتها العربية، واستعراض المسئولية الدولية تجاه المدينة المقدسة باعتبارها خاضعة للاحتلال، والتأكيد على أن القانون الدولي يلزم القوة المحتلة (إسرائيل) بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض.
ويستعرض المؤتمر الدولي، الذي ينظمه الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، العديد من أوراق العمل عبر ثلاثة محاور:
المحور الأول تحت عنوان "الهوية العربية للقدس ورسالتها"، وتندرج تحته عدة عناوين فرعية تتناول المكانة الدينية العالمية للقدس، والقدس وحضارتها في التاريخ والحاضر، وأثر تغيير الهوية في إشاعة الكراهية، وتفنيد الدعاوي الصهيونية حول القدس وفلسطين.
ويحمل المحور الثاني للمؤتمر، عنوان "استعادة الوعي بقضية القدس"، ويتطرق إلى قضايا المركز القانوني الدولي للمدينة المحتلة، والدور السياسي في استعادة الوعي، والدور الثقافي والتربوي في قضية القدس، وأهمية الدور الإعلامي في استعادة الوعي.
ويناقش المحور الثالث للمؤتمر "المسئولية الدولية تجاه القدس"، ويتناول موضوعات تدور حول مسئولية المؤسسات الدينية تجاه القدس، وكذلك مسئولية المنظمات الدولية، ومسئولية المجتمع المدني العالمي تجاه قضية القدس .
ومن المنتظر أن يسفر المؤتمر عن عدد من التوصيات المهمة التي من شأنها دعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة العتيقة، إضافة إلى عدد من الإجراءات والقرارات التي من شأنها العمل على توعية النشء بقضية القدس وتاريخها ومقدساتها.
اهتمام إعلامي
وأشارت اللجنة المنظمة للمؤتمر إلى أن الحدث يغطيه أكثر من ٨٠٠ صحفي وإعلامي، يمثلون مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية، لتغطية فعاليات المؤتمر. وتحظى أخباره منذ الإعلان عنه بانتشار واسع في وسائل الإعلام المحلية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ودشن منظمو المؤتمر هاشتاغ #الأزهر_لنصرة_القدس للترويج له على مواقع التواصل الاجتماعي، ولتسهيل الوصول إلى المحتوى الذي تبثه الصفحات الرسمية للأزهر، خاصة على موقعي "فايسبوك" و"تويتر".
وخصصت جريدة "صوت الأزهر" الأسبوعية، التي توافق موعد صدورها مع انطلاق المؤتمر، عددا خاصا عن القدس بمناسبة المؤتمر. وجاء العنوان الرئيسي للعدد: "بالأديان.. بالتاريخ.. بالقانون.. بالسكان القدس عربية". وفي الصفحة الأولى منها، أبرزت الصحيفة عنوانا آخر بخط عريض وباللون الأحمر: "حتى تاريخ الرياضة والفنون يقول: القدس عربية".
كما تضمن العدد تصريحا للرئيس المصري يؤكد فيه أن القاهرة "ستواصل مساعيها لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية". كما أجرت الصحيفة حوارا خاصا مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن يشيد فيه بالحدث، ويقول إن "مؤتمر الأزهر الشريف خطوة محورية في تحريك الشارع العربي والإسلامي لنصرة القدس".
ياسر خليل