"بالرغم من رغبتي الشديدة، لم أعمل لإخراج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران وبدل ذلك وضعت طريقين: رفع النقائص الكارثية الموجودة في الإتفاق النووي أو خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي"، بهذه الكلمات إفتتح الرئيس دونالد ترامب خطابه الأخير ليعطي الفرصة الأخيرة لإيران.
وبينما تتوقع إيران موقفًا أوروبيًا قويًا تجاه خطاب الرئيس ترامب إلا أن الأوروبيين اكتفوا حتى اللحظة بتنويههم لبقاء الولايات المتحدة في الإتفاق النووي وفيما يتعلق بالمهلة الترامبية الأخيرة أكد الأوربيون على أنهم يدرسون الموضوع بدقة وعناية.
إقرأ أيضًا: ترامب يجَمدِد العقوبات
وإذ نعترف بالمقولة الشهيرة التي تقول أن السياسة الخارجية هي إمتداد للسياسة الداخلية فإن الأميركيين يستغلون الإضطرابات التي شهدتها مدن إيرانية قبيل خطاب الرئيس ترامب لفرض المزيد من الضغوط على إيران والحؤول دون تمتعها بالفرص التي هيأ لها الإتفاق النووي، واذا كانوا يتمترسون خلف الأمن والإستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب الإسلامي ودور إيران في زعزعة الأول ودعم الثاني فإنهم أضافوا دعم المعارضة الإيرانية الداخلية إلى لائحتهم بعد الإحتجاجات الإيرانية.
وهناك نواب أمريكيون يحذرون من إنتهاج الأساليب التعسفية وتحديد المهلة غير قابلة للتنفيذ ويرى إليوت أنغل العضو الديمقراطي في الكونغرس بأن "على أمريكا أن توفر أجواء ملائمة للحوار حول الشروط والبنود الجديدة".
ولكن أيا تكن تلك الشروط والبنود فإن إيران تؤكد على أنها تنازلت عن الكثير من حقوقها وجمدت الكثير من أنشطتها تنفيذًا للإتفاق النووي الناتج عن مفاوضات فيينا ولم يعد موضوع يستحق مفاوضات جديدة.
إقرأ أيضًا: لائحة المتحدثين بإسم الشعب الإيراني
فهل هناك أفق لنجاح ترامب في إقناع النواب الأميركيين بإدخال تعديلات في نص الإتفاق النووي؟ يبدو أن بعد تحسين العلاقات بين ترامب والنواب الجمهوريين وإزالة الخلافات بينهم على قانون أوباما للضمان من جهة وإستعادة قضايا حقوق الإنسان والحريات السياسية والإجتماعية في إيران من جهة أخرى نشأ مستوى من التنسيق بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس يوحدهما أمام ما يعبرون عنه بدعم الشعب الإيراني، وفي غضون ذلك يبدو أن الموقف الأوروبي لم يتغير تجاه الإتفاق النووي وأن لها مصالح إقتصادية كبيرة وكثيرة في الإحتفاظ بالإتفاق النووي.
ومن اللافت جدًا أن الدول التي لديها علاقات وتبادلات إقتصادية وتجارية مع إيران هي التي تدافع عن الإتفاق النووي أكثر من الآخرين.
وفرنسا من الدول التي لها مصالح قوية في إيران وعليه فهي حريصة في الدفاع عن الإتفاق النووي.
ويعود أحد الأسباب الرئيسية في الإتجاه المعاكس الذي تنتهجه أمريكا إلى غياب مصالح وعلاقات إقتصادية لها مع إيران.