انتظر قدومه من عمله، قصد منزله مع شابين من الزعران، وقفوا تحت المبنى الذي يقطنه، ندهوا له، أطل من الشرفة، طلب منه قاسم صقر النزول لمواجهته، رفض عارضاً عليه الصعود، كان جواب قاسم: "اذا طلعت رح اقتلك". وبالفعل هجم ومن معه على المبنى، حاول أبناء الحي تهدئتهم، لكن تمكن صقر من الإفلات منهم، صعد الى بيت ايهاب حمود حرب، وفي لحظة طعنه بسكين في قلبه.
"قتلته طلعوا لمّوه"
"أنهى ايهاب (23 سنة) عمله يوم الاثنين الماضي في كافيه في منطقة زقاق البلاط، ليعود بعدها الى منطقة وطى المصيبة حيث يسكن، لم يكن شقيقه أدهم واعمامه الذين يقاسمونه السكن قد وصلوا من عملهم، حضّر نرجيلته والمتّه، سمع قاسم يناديه من الشارع، يطلب منه النزول، رفض، فصعد قاسم وقتله من دون ان نعلم حتى الآن دوافع الجريمة التي خطط لها بعناية مع العلم انه صديقه وجاره في الحي وابن مسقط رأسه محافظة السويداء. وقبل يومين زاره في منزله حيث تناول واياه الكستناء" بحسب ما قاله عم الضحية حرب حرب لـ"النهار"، مضيفاً "في اقل من دقيقة ارتكب قاسم جريمته، نزل بعدها على الدرج بكل برودة اعصاب، وجد شريكيه معتصم عماشة ويامن عامر يتعاركان مع الجيران الذين حاولوا صدهما ومنعهما من الوصول الى منزل ايهاب، عندها قال للموجودين: "اسعفوه وسأدفع فديته". كذلك اكد صديق ايهاب مجد مصعب لـ "النهار" ان "قاسم مرّ بعد ارتكاب جريمته على شبان الحي منهم صديق الضحية السمان عهد ابو فاعور، وقال لهم: "قتلته طلعوا لمّوه".
تخطيط قبل التسليم
"بعدما طعن ايهاب ابن قرية عراجة الذي نقل الى مستشفى الزهراء حيث لفظ فيها آخر انفاسه، اختفى قاسم وهو من قرية حزم وشريكيه لساعات، قصدوا منطقة عاليه، ليسلموا بعدها انفسهم الواحد تلو الاخر الى سرية درك فردان" قال حرب، شارحاً "من المؤكد انهم اجتمعوا بعيداً من المنطقة لكي يخططوا لما سيقولونه امام القوى الامنية". لكن مصدر في قوى الامن الداخلي أكد لـ"النهار" أن "اشكالا وقع بين قاسم وايهاب على خلفية تشهير الاخير بفتاة على علاقة مع قاسم بحسب ما افاد في التحقيق فما كان منه الا ان هاجمه ومعه شابان وقع اشكال بينهم وقام بطعنه بسكين 6 طقات". وأضاف المصدر الامني "تم توقيف الشبان وقد اعترف قاسم بجريمته".
رفض وتشديد
رفض حرب ان يكون الدافع خلف ارتكاب صقر لجريمته تشهير ابن شقيقه بفتاة، وقال: "لم يطلعنا ايهاب عن وجود خلاف بينه وبين قاسم كما انه ليس من عادته ان يشتم احداً او يتكلم عن الاعراض ويفتعل اشكالات". وعن تعاطي قاسم للمخدرات كما قال البعض، علّق "نرفض هذه الشائعة واي محاولة لتخفيف الحكم عن المجرم، فهو في كامل قواه العقلية وقد ارتكب الجريمة ومن معه عن سابق تصور وتصميم". وشدد على ضرورة ان "ينال صقر وشريكيه نفس العقاب لكونهما حرضاه على جريمة راح ضحيتها شاب هادئ وعصامي، محبوب من جميع من عرفه، تغرّب عن وطنه منذ نحو 8 سنوات، كان خلال هذه الفترة يتردد بين سوريا ولبنان الذي قصده آخر مرة منذ نحو اربعة اشهر".
منذ نحو الثلاثة اشهر خطب إيهاب من ارادها ان تكون شريكة حياته، حلم واياها بمستقبل مشرق، قبل ان يهدم مجرم كل ما بناه في لحظات، ليعود الى قريته في الامس جسداً بلا روح ويزف اليوم الى مثواه الاخير عريساً بحضور الاحباب!