أكد رئيس الجمهورية ميشال عون حرصه على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها المحدد في شهر أيار المقبل، معتبرًا أن "إنجاز قانون انتخابات، وبعد جهود مضنية، يقوم على النسبية لأول مرة في تاريخ لبنان، سيؤمّن مزيدًا من الاستقرار السياسي، لأنه سيسمح بعدالة أكثر في التمثيل".
من ناحيته، أشار عون خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين في لبنان نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أن "الحكومة التي ضمت كل الأطراف، ساهمت في إرساء الإستقرار السياسي، وحتى لو علت داخلها الأصوات المختلفة أحيانًا، إلا أنها تبقى تحت سقف الاختلاف السياسي الذي يغني الحياة الديمقراطية"، ولفت إلى أن "حفظ الإستقرار الأمني وسط منطقة ملتهبة، وفي بلد كلبنان، ينفعل ويتفاعل مع محيطه إلى حد كبير، هو أمر بالغ الصعوبة، ولكننا تمكنّا من تحقيقه ومنع انتقال نار الفتنة إلى الداخل اللبناني، وذلك بفضل تضافر كل الإرادات، والتنسيق الكامل بين مختلف الأجهزة الأمنية بعد التعيينات الجديدة في قياداتها".
في السياق ذاته، جدد عون دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "العمل على العودة الآمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم"، لافتًا إلى أن "الاستراتيجية التي اعتمدت الفوضى الخلاقة لإحداث التغيير، قد أثبتت ليس فقط فشلها الذريع بل كارثية نتائجها، وصارت هناك حاجة إلى استراتيجية دولية جديدة تقوم على الحوار أولًا وعلى مقاربة جديدة تحترم حقوق الشعوب والدول، كبيرة كانت أو صغيرة، غنية أو فقيرة، قوية أو ضعيفة"، معتبرًا أنه "لا ضرورة للتذكير بأن هذه هي الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة، فتضع حدًا للدمار وللدماء، وتلتفت إلى معالجة التداعيات، وأولاها مشكلة الملايين الذين اضطروا إلى ترك أوطانهم وأرضهم وشدوا رحالهم نحو المجهول".
من جهة أخرى، تطرق عون إلى اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل مقر سفارة بلاده إليها، منبهًا إلى أنه "يعمّق الفجوة ويبعد السلام ويزيد النار استعارًا في الشرق"، مشددًا على أن "السلام لن يكون ما لم تُبحث جديًا مشكلات هذه المنطقة، من منطلق العدالة لا القوة، وعبر الاعتراف بالحقوق لا الاعتداء عليها".