فيلم "Beirut" إنتاج هوليوودي جديد بطولة دين نوريس ولاري باين، سيُعرض في الصالات ابتداءً من 13 نيسان المقبل ذكرى الحرب الأهلية في لبنان، كان يكفي لمُشاهد الإعلان الترويجي أن يستنتج أن الفيلم يسيئ لصورة بيروت.
قصة الفيلم تتمحور حول دبلوماسي أمريكي فرّ من بيروت في العام 1972 بعد حادث مأسوي، ثم يعود بعد عشر سنوات بطلب من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية إلى البلد الغارق حينها في الحرب في مهمة لإنقاذ صديق مخطوف من تنظيم متطرف.
مخرج الفيلم براد أندرسون صوّر المشاهد في المغرب، ويبدو من الإعلان تركيزه على مشهد بيروت المدمّرة، ومشاهد لمجموعات إرهابية وفتيان يركضون في الشوارع حاملين أسلحة بلاستيكية، وكل ما عرضه الاعلان الترويجي "الأبنية، الناس، الصوت، الأماكن، الأحداث" لا يمّت بصلة إلى لبنان.
الإعلان الترويجي أثار ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي إذ إعتُبر أنّه ينقل صورة بشعة عن لبنان، وينقل أحداثًا من فترة زمنية كانت الحرب سائدة فيها.
وقد أُطلق ناشطون عريضة على الإنترنت تدعو إلى مقاطعة الفيلم إذ أنه لا يشبه لبنان من قريب أو من بعيد، خصوصًا أن المشاهد لا تحاكي أرض لبنان والموسيقى لا تنسجم مع ثقافة شعبه، ويقول نص العريضة التي يجري تداولها: إن "الفيلم لا يمثّل لبنان"، "لم يشارك في صناعته أي ممثل لبناني"، "اللهجات المستخدمة غير لبنانية"، "موسيقى الفيلم وثقافته غريبتان عن روح لبنان".
إقرأ أيضًا: ترشيحات فنية إعلامية ستشهدها إنتخابات 2018
وقد دعت العريضة في هذا الصدد إلى جمع أكبر عدد من التواقيع واستخدام هاشتاغ BanBeirut لتسجيل الاعتراض، ونادت بـ "الحظر الكامل للفيلم على أساس التشهير الثقافي"، واعتبرت أنه "يجب وضع نهاية لتسخيف الشرق الأوسط".
من جهته، دان وزير الثقافة غطاس خوري تشويه صورة بيروت في فيلم مصور، وقال: "من المتعارف عليه، حين يقدم أي كاتب أو مخرج على تنفيذ عمل ما، فإن توثيق المكان والتاريخ والموقع هو من باب البديهيات، ليأتي العمل صادقًا ومطابقًا للواقع المُعاشوقال إن المخرج براد اندرسون، في فيلمه بيروت، فاجأنا بخروجه عن هذه الوقائع، بحيث جاءت صورة هذه المدينة العظيمة مشوّهة بطريقة متجنّية وظالمة".
في السياق ذاته، استهجن وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني "فيلم بيروت"، معتبرًا أنه "عمل عدائي لبيروت والبيروتيين ولبنان، فلا شبه لمدينتنا فيه ولا مقاربة سليمة البتة"، وأضاف إن "إظهار مدينتنا في هذا الشكل تشويه مقصود ومعلن لن نقبل به ونطالب وزير الثقافة غطاس خوري الذي أدلى بتصريح احتجاجي حول هذا المسخ السينمائي ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت أيضًا بدراسة إمكانية القيام بشكوى قضائية تمنع المخرج من استعمال عنوان الفيلم بسبب التشويه وسوء الإستخدام وتزوير الحقائق المتعمد دفاعًا عن بيروت الحبيبة مسقط رأسنا، هذه المدينة التي نمت من بضعة آلاف مواطن إلى ما يقارب مليون منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم"، وتابع: "إنها مدينة الوقار وسلامة العيش وحب الحياة، لذا نطالب بمنع عرض هذا الفيلم في لبنان ونحث على القيام بجميع الإحتجاجات الفنية والشعبية المضادة التي تقف سدًا منيعا لتشويه سمعتنا في العالم كله".
وختامًا، وعلى الرغم من أن هناك عدة أفلام ظهر التطبيع في بعض مشاهدها وبصورة واضحة، إلا أنها لم تشهد هذا الإستنكار الذي شهده الإعلان التروجي لفيلم " Beirut" الذي لم يُعرض أصلاً على الرقابة حتى الآن.