دخل فضل سليم (40 عاماً) الى احد المستشفيات لإجراء جراحة تصغير المعدة، لم يمضِ اسبوع على الجراحة حتى بدأت صحته تتدهور، جلطات في المصران واشتراكات جعلته معلقاً بين الحياة والموت حتى فارق الحياة في عيد ميلاده. توفي فضل وترك خلفه ولدين وزوجة وعائلة مصدومة، حتى طبيبه "محروق قلبو عليه" وفق ما روت عائلة فضل لـ"النهار". فماذا جرى مع فضل سليم بعد جراحة "قص المصران" وماذا تقول عائلته؟
تتحدث عائلته بتأثر، يصعب عليها ان تصدق ما جرى. كل شيء مرّ بسرعة، إنتهت حياة فضل بعد اسبوع على الجراحة ليخطفه الموت من احضان محبيه. تستعيد عائلته الأحداث والمحطة الأخيرة قائلة "أجرى فضل جراحة "تصغير معدة" وخرج من المستشفى قبل ان يدخل الى الطوارىء ليلة رأس السنة بعد معاناته من آلام شديدة في معدته. حاول الأطباء التخفيف من آلامه بإعطائه حقنة إلا انها لم تجدِ نفعاً، وعند الساعة 4.30 فجراً تعب فضل كثيراً ونُقل الى العناية المشددة. تحدثنا مع مساعد الطبيب فأكد لنا ان وضعه مستقر لكنه يعاني من إلتهابات شديدة في المصران".
من غسيل كلى الى قلب ضعيف
في اليوم التالي، كشف عليه طبيبه وصارح عائلته "هناك انسداد في شريان مصرانه ونعجز عن فتحه. سنُضطر الى اجراء جراحة برغم خطورتها لمعالجة حالته. استأصل الطبيب بين المتر والنصف والمترين من المصران، لكنه في اليوم الثاني، ضعفت كليتاه كثيراً واصبح بحاجة الى غسيل كلى بصورة ملحة. لكن فضل لم يكن بوضع يسمح له بغسل الكلى لأن ضغطه منخفض. لكن سوء حالته الصحية دفعه الى الخضوع لجسلة غسل الكلى تفادياً لتسمم جسمه". وتستطرد عائلته بالقول "لقد سمحوا لنا برؤيته في غرفة غسل الكلى قبل عودتنا الى المنزل، لقد استغربنا كيف سمحوا لنا بالدخول لكننا فرحنا بالمقابل لأننا سنطمئن عليه قبل مغادرتنا".
عند الساعة الأولى ليلاً، رن هاتف احد افراد عائلته وتلقى الخبر الحزين "تعب قلب فضل كثيراً وتوفي. العوض بسلامتكم". وقعت المصيبة، رحل فضل وترك خلفه والدان وزوجة مفجوعة وعائلة مصدومة على رحيله. لم يفهم احد ما حصل فعلاً، قيل لنا انه عانى اشتراكات، وكما اكدت عائلته "بالآخر العلم عند الله والغالي مات في عيد ميلاده".
وتستذكر عائلته "مصارحة فضل لطبيبه عند اتخاذ قراره في اجراء الجراحة واخبره انه يعاني جلطات في ساقه نتيجة الروماتيزم، فأجابه الطبيب ان الجراحة لن تؤثر في ذلك بل على العكس سيرتاح من بعدها. ان الطبيب "مقهور ومحروق قلبو على فضل، كان بدو يريحه بس فل قبل ما يحقق هيدا الشي".
وفي هذا السياق، رفض مدير المستشفى الحديث "في الاسرار الطبية" في اتصال معه، وأكد انه لا يحق له الحديث عنها إلا لأربع جهات: "الاهل، نقابة الاطباء، شركة التأمين والنيابة العامة وتقديم كل التقارير الطبية"، مستطرداً :"لستُ مخولاً الحديث في هذه الامور من الناحية القانونية".
لكن يبقى السؤال الاهم :كيف يُفسر الطب ما جرى مع فضل وما هي المضاعفات الناتجة عن زيادة الوزن عند اجراء اي عملية جراحية؟
رداً على هذه السؤال، اكد الجراح المتخصص بعمليات خسارة الوزن الدكتور ناجي الصفا ان "كل شخص يعاني الوزن الزائد يكون مُعرضاً أكثر من غيره للاصابة بالجلطات، لذلك نقوم عادة بإعطاء المريض دواءً للسيلان كوقاية لتقليل من نسبة الجلطات لكن لا يمكن السيطرة عليها كلياً"، مشيراً الى ان "من ابرز المضاعفات الناتجة عن اي جراحة تتمثل بـ:
* التجلطات في الرئة والقلب
* تجلطات في المصران
وتؤدي تجلطات المصران الى وجود نقطة دم تسبب انسداداً في الشريان الرئيسي، مما يعوق وصول الدم الى المصران وبالتالي "موت المصران" بعد ايام.
وفي هذه الحال، يخضع المريض الى جراحة استئصال المصران الميت، واذا كان حجم المصران الميت كبيراً تزيد نسبة الخطورة وزيادة المضاعفات ومنها توقف الكلى (يضطر الى غسل الكلى).
وفي رأي الجراح المتخصص بعمليات خسارة الوزن ان "هناك بعض الاشخاص لا يتحملون هذه المضاعفات وآخرون يستعيدون عافيتهم وينجون من هذه الاشتراكات. كل شخص وفق صحته وجسده، ولا توجد قاعدة موّحدة فكل شخص هو حالة فردية خاصة".
ويشير الى انه "لا سبب لحدوث الجلطات، كل جسم معرّض لها، لذلك نعطي المريض دواءً للسيلان للوقاية منها. لكن من المهم ان نعرف ان الشخص الذي يعاني الوزن الزائد يواجه تجلطات بالساق بسبب وزنه، لذلك يجب ان يجري جراحة لانقاص الوزن حتى يتخلص من تجلطات الساق".