صدر عن منظمة العمل الشيوعي في لبنان البيان الآتي:
يشكل استحقاق الإنتخابات النيابية امتحاناً للطبقة السياسية الحاكمة. لقد أمعنت هذه الطبقة على امتداد سنوات بانتهاك أبسط الحقوق الديمقراطية عبر التمديد للمجلس النيابي لمرات عدة. وها هي اليوم تسعى إلى إلغاء متجدد للإنتخابات النيابية المحددة في شهر أيار المقبل، عبر افتعال سجالات وصراعات حول القانون وآليات تطبيقه، تمهيداً لتأجيل الإنتخابات. إن منظمة العمل الشيوعي في لبنان، إذ تدين مسلك الحكم في المس بحقوق المواطنين تؤكد على أهمية إجراء الإنتخابات ومنع البلد من الوقوع في الفراغ. وهي تشدد على الأمور الآتية:
1 ــ إن القانون الإنتخابي الذي أقره المجلس النيابي لا يلبي مطامح اللبنانيين في قانون يؤمن لهم تمثيلاً شعبياً صحيحاً. وجاء القانون حصيلة مساومات وصفقات بين أركان الحكم بهدف إعادة إنتاج السلطة نفسها. وحمل في الوقت نفسه التباسات تُفرغه من مضمونه الديمقراطي النسبي، كما تضمّن ألغاماً تهدد مصير العملية الديمقراطية بمجملها، وتفتح المجال لإمكانية الطعن بنتائجها.
2 ــ على رغم سلبيات القانون، فإن المنظمة ترى في الإنتخابات استحقاقاً وطنياً وديمقراطياً، وفرصة لكشف مخاطر سياسات الطبقة الحاكمة في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما تشكل مناسبة لفضح ممارسات أهل السلطة في نهب المال العام عبر الصفقات والفساد والتهريب. والإنتخابات مناسبة لمحاسبة المسؤولين، وخصوصاً النواب عن أدائهم.
3 ــ إن الإنتخابات محطة أساسية في مسار توليد كتلة سياسية ديمقراطية مستقلة عن أحزاب الطوائف وقوى الحكم، ويمكن لها أن تشكل نواة تجديد حركة شعبية، وإنتاج برنامج سياسي مشترك معبرًا عن مصالح الكتلة الشعبية الأوسع من اللبنانيين، يفتح الأفق أمام تجديد مسار التغيير الديمقراطي الشامل، بما يخرج البلد من الإصطفافات الطائفية والمذهبية.
4 ــ توفر الإنتخابات فرصة أمام قوى اليسار، ومعها القوى الديمقراطية والعلمانية من أجل المساهمة في تجديد الحياة السياسية وبناء حركة ديمقراطية معارضة مستقلة عن القوى الطائفية. وهي فرصة لتحديث برنامج التغيير الديمقراطي والإصلاح السياسي. كما تشكل الإنتخابات مناسبة للخروج من الإصطفافات الطائفية والمذهبية التي تستميت الطبقة الحاكمة وممثليها الطائفيين في تجييش الناس لصالحها في هذه المناسبة.
5ــ إن الإنتخابات النيابية القادمة تضع كافة قوى المعارضة والإعتراض أمام تحدي المشاركة في خوضها ومن موقع مستقل. كما تشكل تحدياً، أيضاً، لمدى القدرة على التنسيق في ما بينها وتكوين تحالف موحد يعكس حجم وجود تيار معارض، من أجل تحقيق نتائج وازنة. وهو أمر يتطلب تجاوز الحسابات الفئوية والرهانات الخاطئة.
6ــ إن منظمة العمل الشيوعي في لبنان، ترى في الإنتخابات النيابية محطة إستثنائية لاستنهاض قوى اليسار والحركة الديمقراطية. وهي تؤكد مشاركتها فيها ترشيحاً واقتراعاً، وتدعو أعضاءها وأصدقاءها إلى أوسع نشاط سياسي وشعبي، وبذل كل الجهود لتجميع القوى والتنسيق في ما بينها من أجل صياغة التفاهمات وتوحيد الشعارات والأهداف وبناء أوسع تحالف سياسي ديمقراطي ممكن وفق برنامج مشترك وشعارات موحدة لخوض الإنتخابات في مواجهة تحالفات قوى النظام الطائفي.
بيروت في 15 كانون الثاني 2018
منظمة العمل الشيوعي في لبنان