اعلنت الادارة الاميركية وبشكل مفضوح وصارخ ان التحالف الدولي، وهذا التحالف لم يعد يوجد فيه الا اميركا لان اوروبا ترفض تدخل اميركا في سوريا كما يقوم به الان الجيش الاميركي من احتلال لـ 25 في المئة من الاراضي السورية ودعم الجيش الكردي، سواء حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني ام حزب ب. ك. ك التابع لاوجلان، انها قررت انشاء قوة جيش من 30 الف جندي لتسيطر على الحدود السورية ـ العراقية ـ التركية.
والمنطقة التي تحتلها اميركا والاكراد هي شمال سوريا هي اخصب منطقة في سوريا، واذا كانت سوريا في الماضي استطاعت تأمين الاكتفاء الذاتي من القمح فلأن السهول الخصبة في شمال سوريا وكانت تشكل 12 في المئة فقط من ارض سوريا كانت قادرة على انتاج القمح وتصديره ايضا من الخارج واكتفاء سوريا بمادة الطحين والقمح دون الاستيراد من الخارج، لا بل القيام بتصدير كميات كبيرة من القمح السوري الى دول اخرى.
لكن هذه المرة اختلف الامر، فان اميركا تقوم بالسيطرة على 25 في المئة من ارض سوريا في شمالها حيث اخصب منطقة وحيث مصادر الطاقة التي يوجد فيها نفط، ويوجد فيها غاز، وتعلم اميركا انها لن تنسحب من سوريا فيما اصبح واضحا ان المخطط الاميركي هو تقسيم سوريا الى كانتونات.
ولدى سؤال الناطق باسم الخارجية الاميركية عن سبب اعلان انشاء اميركا جيشاً من 30 الف كردي مدعوماً بقوات اميركية وحماية جوية من الطائرات الاميركية في شمال سوريا، قال ان سوريا مؤلفة من عدة تعدديات منها الكردية ومنها العلوية على ساحل سوريا ومنها السنّي في داخل سوريا، ولذلك لا يمكن اعادة سوريا الى ما كانت اليه، والجيش الكردي لن ينسحب وهو مكوّن الان من 30 الف جندي تم تدريبهم وتسليمهم حوالى 280 دبابة، اضافة الى 300 مدفع وعربات نقل جنود وذخيرة وثكنات عسكرية.
فيما سيكون سلاح الجو الاميركي ينفذ عمليات  الحماية فوق منطقة الاكراد سواء على الحدود السورية ـ العراقية ـ التركية ام على طول نهر الفرات، ولن تسمح الطائرات الاميركية بأن يقوم اي سلاح جوي روسي او سوري او تركي بقصف الاكراد.
انها اول اشارة واضحة الى ان اميركا قررت تقسيم سوريا وتعمل على ذلك، ولكن هل ستستطيع؟ فالشعب السوري سيقاتل جيش الـ 3-0 الف كردي والمدعوم من اميركا ولديه من القوة ما يصل الى مليون مقاتل وجندي سوري وحلفاء من ايران وحزب الله ووحدات نخبة من المقاتلين السوريين الذين خاضوا اعنف المعارك في حمص وحماه ودرعا والجولان وريف ادلب وادلب وحلب وصولا الى حدود اللاذقية واستطاعوا تدمير كافة القوى التكفيرية. ولذلك فان خطوة اميركا بانشاء قوة كردية من 30 الف جندي وتسليمهم احدث الاسلحة، تعني ان الحرب في سوريا ستستمر وان اميركا تقوم بمخطط خبيث وخطر لتقسيم سوريا الى كانتونات. وما الدليل على ذلك سوى ان اميركا تحتل ربع الاراضي السورية، اي 25 في المئة منها، وهي اهم اراضي خصب في الزراعة، اضافة الى وجود فيها موارد للطاقة هامة جداً من نفط وغاز.
وعندما تم سؤال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية عن موقف اميركا من مؤتمر سوتشي الداعي لحل الحرب في سوريا، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية ان التسوية السياسية يجب ان تشمل استقلال الكانتون الكردي ضمن الاراضي السورية، وان يكون الحق للاكراد في انشاء جيش لهم وحماية مناطقهم كلها.
جدير بالذكر ان الاكراد المدعومين من اميركا قاموا بطرد كافة القرى العربية الاسلامية والمسيحية، بخاصة المسيحية، حيث كان يوجد مليون ونصف مليون مسيحي في شمال سوريا في محافظة الحسكة ومدينة القامشلي وكل المدن شمال سوريا والتي كانت سريانية ولا يوجد فيها اكراد.
انما الاكراد قاموا قبل سنوات منذ عام 2014 بالهجوم على القرى السريانية المسيحية والعشائر العربية الاسلامية وقاموا بطردها من كافة المنطقة بدعم الجيش الاميركي وتزويده لهم بالسلاح والدبابات والمدافع والذخيرة والصواريخ.
 

 

 

 تركيا غاضبة جدا


في تركيا حصل غضب كبير اثر اعلان اميركا عن انشاء جيش من 30 الف جندي كردي يتمركزون على الحدود السورية - التركية - العراقية، واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان هذا الامر غير مقبول وتركيا لن ترضى به، وان تركيا تقيم علاقات تحالف مع واشنطن، لكن واشنطن لم تنفذ وعدها بوقف دعم الاكراد وتسليحهم، بل قامت بتسليحهم والان تعلن عن خطوة وقحة هي انشاء جيش من 30 الف جندي كردي والسيطرة على شمال سوريا، وتركيا تعتبر ان الاحزاب الموجودة في شمال سوريا الكردية هي احزاب ارهابية.
واعلن الرئيس التركي اردوغان ان الجيش التركي سيحتل مدينة عفرين عقر دار الاكراد في ريف ادلب، كما انه سيحتل مدينة منبج الكردية حيث ان الاكراد طردوا العشائر العربية من مدينة منبج والقرى المحيطة بها، وان الجيش التركي سيسحق الاكراد في مدينة منبج ومحيطها.
ثم اضاف الرئيس التركي اردوغان قائلا كيف تدعم اميركا قوات ارهابية مثل حزب الـ ب. ك. ك. وهو حزب قام بعمليات ارهابية على مجمل الاراضي التركية وادى الى قتل المئات من الجنود الاتراك، اضافة الى المئات من المدنيين الاتراك، وقام بعمليات تفجير سيارات وكمائن ووضع قنابل في الشوارع وامام الابنية المدنية. ولذلك فتركيا لن تقبل ابدا هذا الوضع التي تريده اميركا حتى ولو اختلفت مع واشنطن وحصل خلاف كبير. وان تركيا تقول لواشنطن ان الجيش التركي سينسحب من الحلف الاطلسي ولن يكون حليفا للجيش الاميركي مطلقا اذا استمر في دعم الاكراد واذا لم تقم الولايات المتحدة بإلغاء جيش الـ 30 الف جندي كردي.
وان تركيا لديها جيش قادر على سحق كل الاتراك في شمال سوريا. كما ان تركيا منذ الان تقول للادارة الاميركية ولترامب ولقيادة الجيش الاميركي ولقيادة الحلف الاطلسي افهموا علينا جيدا ان المليون جندي تركي لن يكونوا في الحلف الاطلسي ولن يكون لاميركا والحلف الاطلسي اي قاعدة الى الاراضي التركية، بل ان تركيا قد تذهب الى تحالف عسكري مع روسيا وتقدم الى روسيا قواعد جوية على الاراضي التركية. كذلك ستقدم ثكنات ومناطق عسكرية الى الجيش الروسي ردا على الخطوة الاميركية، وستترك تركيا الحلف الاطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، وان الجيش الروسي والجيش التركي سيكونان جيشين حليفين في اقليم الشرق الاوسط وفي اقليم اسيا من الحدود الروسية الى حدود تركيا الى حدود ايران الى حدود المنطقة كلها وصولا الى افريقيا.
كذلك الى التمركز في البحر الاحمر، وان اي دولة ستقف الى جانب الولايات المتحدة من الدول العربية ستكون دولة عدوة لتركيا وستقطع علاقاتها التركية معها التجارية وفي كل مجالات التعاون. وفي نهاية المطاف قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سوف نسحق الاكراد في شمال سوريا سحقا لا مثيل له حيث سأعطي الاوامر الى الجيش التركي بتحضير العمليات العسكرية لان امن تركيا القومي هو فوق كل اعتبار وهو فوق اعتبار الولايات المتحدة وفوق اعتبار الحلف الاطلسي. واننا ذاهبون الى حلف تركي - روسي سيقضي على القوات الكردية وغيرها، ونقول للادارة الاميركية ان قرارها بانشاء جيش كردي من 30 الف جندي على حدود تركيات سيشعل حربا لا يستطيع الجيش الاميركي اطفاءه، واذا اقتضى الامر وقام الجيش الاميركي بحماية الاكراد فان الجيش التركي سيصطدم بالجيش الاميركي وتحصل حرب بينهما. وعندئذ فان الجيش التركي سينتصر على الجيش الاميركي، وسيسحق الجيش الكردي كليا، واذا كانت اميركا تريد الانتصار على تركيا بريا وفي الجو فلن تستطيع تنفيذ ذلك، وليس امام اميركا سوى استعمال القنبلة النووية ضد تركيا كي توقف الجيش التركي عن القرار الذي قد اتخذه الشعب التركي بكامله ونحن 80 مليون نسمة من الشعب التركي قررنا سحق الاكراد الارهابيين ونعمل على الحفاظ على الامن القومي التركي وسنسقط القرار الاميركي كما سنخترق المناطق الكردية ونسحق كافة المنظمات الارهابية فيها.
 

 موقف واشنطن


اما في واشنطن فبعد سماع خطاب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اصيبت القيادة العسكرية الاميركية بصدمة كبيرة، بخاصة عندما توقفت عند كلام الرئيس التركي اردوغان ان جيش المليون جندي التركي لن يكونوا بعد الان في الحلف الاطلسي، كما ان الجيش التركي سيخوض معركة مع الاكراد واذا تدخل الجيش الاميركي سيقاتل الجيش التركي الجيش الاميركي، ونحن سنهزم الجميع بريا، وسنسيطر على كامل المنطقة الكردية التي هي تحت حماية الجيش الاميركي وليس امام اميركا كي تهزمنا سوى استعمال القنبلة النووية، وهذا يعني ان تركيا ذهبت الى اقصى حدود التحدي لاكبر دولة في العالم، هي الولايات المتحدة والتي ترتكز على انشاء قواعد اميركية في تركيا، حيث الطائرات الاحربية الاميركية تتحرك من تركيا فوق منطقة اسيا والشرق الاوسط، كما ان جيش المليون جندي لن يكونوا بعد الان في حلف شمال الاطلسي.
اما الصدمة الثانية والكبرى فقد جاءت عند التوقف على كلام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الجيش التركي سيقيم حلفا عسكريا مع الجيش الروسي بعد تركه الحلف الاطلسي، وان الجيش الروسي والجيش التركي قادران على حكم منطقة اسيا من روسيا الى كامل اراضي اسيا حتى تركيا وصولا الى ايران واسيا حتى افغانستان، اضافة الى منطقة الصومال والسودان ومصر واضافة الى الشرق الاوسط سواء سوريا ام العراق ام لبنان او اي دولة اخرى.
 

 واشنطن تبحث التهديد التركي


وهذه الصدمة التي تلقتها القيادة العسكرية الاميركية، دفعت برئيس اركان الجيوش الاميركية البالغة 3 ملايين جندي اميركي من سلاح جو وسلاح بر وسلاح بحرية وكافة الجيوش الاميركية المنتشرة في العالم الى اجتماع قادته يوم الاربعاء في واشنطن لبحث التهديد التركي بترك الحلف الاطلسي وانشاء حلف عسكري بين تركيا وروسيا حيث ان الجيش الروسي عديده 4 ملايين مسلح بصواريخ نووية وصواريخ عابرة للقارات واحدث انواع الاسلحة، بخاصة الصواريخ المضادة للطائرات، وبخاصة البحرية الروسية الضخمة، اضافة الى الجيش التركي الذي يصل عدده الى مليون جندي، وهو مؤلف من 5 جيوش حيث الجيش الاول والجيش الثاني والجيش الثالث والجيش الرابع والجيش الخامس الذين يؤلفون الجيش التركي، وكل جيش من الجيوش الخمسة يضم 200 الف جندي، مع 19 الف دبابة و40 الف ناقلة جنود، اضافة الى صواريخ مضادة للدروع، اضافة الى نخبة من جيش المغاوير في الجيش التركي حيث ان تركيا اقامت اكبر قوة عسكرية من المغاوير او القوات الخاصة او قوات النخبة ووصل عددها الى 250 الف جندي هم نخبة المقاتلين في الجيوش ويفوقون قوة جيوش النخبة في اوروبا واميركا، ولديهم تدريبات قاسية في جبال تركيا وبحيراتها والاودية والتلال والطبيعة التركية الصعبة اضافة الى الساحل التركي الكبير، واضافة الى جبال الثلوج في تركيا حيث ان قوة المغاوير التركية قادرة على سحق اي قوة تقف في وجهها اذا تم تأمين صواريخ مضادة للطائرات.
وفي هذا المجال، لا بد من ذكر ان تركيا اشترت من روسيا منظومات الدفاع اس ـ 400 القادرة على اسقاط اي طائرة او هدف جوي يهاجم الجيش التركي، ولكن الاتفاق كان هو ان تستلم تركيا سنة 2020 كامل منظومة الدفاع اس ـ 400. انما نتيجة التوتر الحاصل الان بين تركيا واميركا، وبخاصة خطة تركيا بضرب الاكراد، فان روسيا ستسحب من جيشها منظومات الدفاع اس ـ 400 وتسلمها الى تركيا خلال 15 يوما كي تبدأ العمل بها فورا وتستغني روسيا عن هذه المنظومات الدفاعية اس ـ 400 لتستلم بديلا عنها سنة 2020 مع العلم ان روسيا تملك كمية من منظومات الدفاع اس ـ 400 بشكل ضخم جدا وهي لا تحتاج الى الكمية التي ستقدمها الى تركيا خلال 15 يوم او شهر كحد اقصى كي تمنع روسيا اي هدف جوي اميركي من صواريخ او طيران من قصف الاراضي التركية او قصف الجيش التركي البري او قوات المغاوير النخبة التركية.
 

 معارك في ريف ادلب الجنوبي والشرقي


هذا وتستمر في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي معارك شرسة بين قوات الجيش السوري وحلفائه من جهة، ومسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والفصائل المتحالفة معه من جهة أخرى. 
وأفادت خلية «الإعلام الحربي المركزي» الموالية للحكومة بأن المسلحين شنوا ليلة أمس هجوما عنيفا جديدا على مواقع للجيش في محوري المشيرفة عطشان، واصطبلات ربيعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مؤكدة أن الجيش قد صد الهجوم، وكثف الغارات الجوية والضربات المدفعية على المسلحين ونقاط انتشارهم.
وأكدت الخلية أن محاور القتال في المنطقة تشهد خلال الساعات الـ72 الماضية معارك كر وفر، مشيرة إلى تصفية عدد من القياديين البارزين بين المسلحين، بمن فيهم قسورة ملاحم القيادي السابق في جماعة «جند الأقصى» المبايعة لتنظيم «داعش» والملتحق بـ»هيئة تحرير الشام»، والمدعو أبو محمد سحال المسؤول العسكري في جماعة «جند الملاحم».
كما نقل موقع «دمشق الآن» الموالي للحكومة عن تنسيقات المسلحين تأكيدها القضاء على القيادي في تنظيم «فيلق الشام» المدعو «صالح يوسف عجيني» بعبوة ناسفة انفجرت بسيارته في الطريق الواصل بين المسطومة وأريحة في ريف إدلب الجنوبي، وأفاد موقع «المصدر نيوز» بأن عملية الاغتيال دبّرها ونفذها عنصر نائم من الجيش السوري.
هذا ويتابع الجيش السوري تقدمه باتجاه الحدود الإدارية مع محافظة إدلب من ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر حسب الإعلام الحربي على جميع القرى والبلدات الواقعة شمال شرقي الطريق الممتد من خناصر إلى تل الضمان وصولا إلى جبل الأربعين.
وأكد النشطاء أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على 79 قرية في ريف حلب الجنوبي خلال الساعات الـ24 الماضية لتوسّع بذلك نطاق سيطرتها في المنطقة لأكثر من ثلاثة أضعاف، مع انسحاب مسلحي «هيئة تحرير الشام» منها.
وافاد نشطاء معارضون من «المرصد السوري لحقوق الانسان» بارتفاع حصيلة القتلى من الجانبين جراء المواجهات الدائرة في المنطقة بين قوات الحكومة من جهة، و«هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري و«الحزب الاسلامي التركستاني» والفصائل المتحالفة معهما من جهة اخرى، الى 177 شخصا على الاقل منذ مساء الاربعاء المنصرم».
واكد نشطاء «المرصد»، ان المعارك مستمرة على محاور في ريف ادلب واطراف ريف حماة، حيث استطاع المسلحون منذ الليلة الماضية استعادة السيطرة على 17 قرية ومنطقة، وهي تل سلمو وطلب والدبشية وسروج والخوين وتل مرق ومشيرفة شمالي والجدعانية والوبيدة وأم الخلاخيل وخريبة وربيعة وتل خزنة والزرزور ومزارع الحسين واصطبلات ورسم الورد».
ونشرت قناة Directorate المختصة بمراقبة التطورات الميدانية في سوريا على «تلغرام» صورا تؤكد ان المسلحين في ريف ادلب يستخدمون اسلحة ثقيلة، بما فيها دبابات «تي ـ 52» و«تي ـ 72» ومدرعات «بي ان بي».