أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية ما كانت ذهبت إليه معلومات وتقارير سابقة على لسان سياسيين ودبلوماسيين على مدى سنوات من تعاون وثيق بين إيران وشبكة "القاعدة" الإرهابية .
وقال التقرير إن إيران عانت مؤخرًا من أسوأ اضطرابات ومظاهرات على الإطلاق، وهو ما يعود بشكل رئيسي، بحسب الصحيفة، إلى إعلان زيادة المخصصات العسكرية بهدف التوسع إقليميًا والسيطرة على مناطق أخرى في العالم العربي على حساب المواطن الإيراني البسيط الذي يعاني من ارتفاع شديد في أسعار المعيشة .
وتساءلت الصحيفة اللندنية في تقرير نشرته اليوم الأحد تحت عنوان "طهران في حلف مع الشيطان لإعادة بناء القاعدة" عن كيف سيكون رد فعل الشعب الإيراني عندما يعلم بالتحالف الشيطاني الذي بدأته الحكومة الإيرانية الشيعية لإعادة تشكيل تنظيم القاعدة أخطر تنظيم جهادي سني في التاريخ ؟
وتقول الصحيفة إنه حسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي أي) كان عدد عناصر القاعدة عندما شنت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 400 مقاتل، لكن التنظيم تعرض لضربات قاصمة من القوات الأميركية خلال الحرب في أفغانستان ومؤخرًا تعرض لهزة كبيرة وتضاءل في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتضيف الصحيفة أن "إف بي أي" يعتقد أن التنظيم أعاد بناء نفسه مؤخرًا لدرجة انه أصبح قادرا على استقطاب عشرات الآلاف من الجنود والمقاتلين.
ويتحدث التقرير عن تاريخ العلاقات بين إيران والقاعدة، مشيرة إلى أن قاسم سليماني القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني دعم أسرة زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في الحصول على اللجوء لبلاده عام 2001 ومنذ هذا الحين بدأت العلاقات بين الطرفين في التطور.
وأضاف التقرير أن التعاون حاليا بين إيران والقاعدة في أوجه خاصة في سوريا، حيث تنفق إيران أكثر من 4.5 مليارات دولار سنويا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفقًا للصحيفة، التي أوضحت أن قاسم سليماني يستخدم القاعدة في مناوراته للعب على جميع اطراف الصراع الجاري هناك .
وقد أشارت تقارير دبلوماسية سابقة ومن بينها تقارير وردت على لسان دبلوماسيين إيرانيين معارضين عن مثال هذا التعاون €الوثيق بين طهران والقاعدة، ومن بين هؤلاء الدبلوماسي الايراني المعارض "فرزاد فرهنيكان" المستشار السابق في سفارة إيران بالنرويج الذي كان كتب في يناير 2013 أنه اطلع على وثائق سرية من قيادي كبير في الحرس الثوري الايراني تفيد بأن تنظيم داعش صناعة إيرانية بتعاون روسي وسوري، وان مقر ادارة التخطيط والعمليات في مدينة "مشهد" والهدف الرئيس هو خلق فوضى كبيرة في العالم العربي .
كما كانت معلومات تواترت منذ 2001 عن دخول مئات من كبار الشخصيات في حركة طالبان إلى أراضي ايران، ومن بينهم أفراد من عائلة أسامة بن لادن .
وكان من بينهم على الأقل إحدى زوجات بن لادن، وولداه - خالد، الذي قتل مع بن لادن في الغارة الأميركية عام 2011 على بلدة أبوت أباد، وسعد الذي قتل عام 2009 - وابنته إيمان . وكان أيضا من بين الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة التي دخلت إلى إيران كل من :
1- سليمان أبو غيث، وهو مواطن كويتي الأصل وزوج ابنة بن لادن، وقد هرب إلى تركيا الشهر الماضي
2- سيف العدل، وهو مواطن مصري وقائد اللجنة الأمنية لتنظيم القاعدة .
3- محمد المصري، الذي يقال إنه العقل المدبر لتفجير السفارة الأميركية في شرق إفريقيا عام 1998 .