كتب هادي وهاب نجل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب رسالة مطولة على صفحته على الفايسبوك وصفها المتابعون بأنها تحذيرية للحلفاء على أبواب الإنتخابات النيابية .
وجاء في رسالة هادي ما يلي : " إلى الحلفاء..
للمستجدّين الذين لا يعلمون، وئام وهّاب بدأ العمل السّياسي عام ١٩٩٢ وشقّ طريقه بأصعب معاقل الزعامات المقفلة سياسيّا وشعبيّا لفريق سياسي واحد دون دعم من أحد على الإطلاق حينها لكنه أخذ قرار المواجهة السياسة انطلاقاً من قناعته التّامة بضرورة التّغيير مهما كلّف الأمر. منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا تعرّض لعدّة محاولات منع، قمع، تهجّم، وقتل.. لكنه لم يتوقّف، أو بالأحرى لم يستطيعوا إيقافه.
عندما عُيّن وزيراً لم يكن الفضل لأي مكوّن لبناني دون استثناء إنّما حورِب من قبل كثيرين. أتت التّحالفات منذ ذلك الحين انطلاقا من مبادىء لم تتغيّر ولن تتغيّر وهي الوقوف إلى جانب المقاومة بوجه العدو الإسرائيلي.
أي أن الحلف مع ٨ آذار والدعم لاحقا لم يكن سبب إنطلاقتنا.
أمّا للذّين هم أضعف من فهم اللّعبة السّياسية، أود أن أقول أن أي دعم من أي طرف هو لحساباته السّياسية وليس حسنةً منه، وذلك يتَّضِح عندما يرتاح من الضغط السيّاسي قد يبيع ويشتري دون الأخذ بعين الإعتبار المبادىء والوفاء وأشياء كثيرة.
عندما أتت المحكمة الدولية إلى لبنان لم يبق أحد من ٨ آذار إلّا وتلكّأ، ذلك إن لم يختبئ خوفاً، إلّا وئام وهّاب! ومن هناك وصولاً إلى ما واجهناه ما قبل وما بعد ٧ أيّار ٢٠٠٨. لن أعدّد المواقف جميعها لأنّنا لسنا بحاجة إلى شهادةٍ من أحد.
أمّا بالنّسبة لي شخصيّا منذ سن الرّابعة عشر أي عام ٢٠٠٦، كان والدي مهدّدا بالقتل وكنت أفكر دائما عن كيفيّة أخذ الثّأر اذا قُتِل. منذ ذلك الحين تعرّضت شخصيا لكثير من محاولات التّخويف وتهديدات بالخطف وغيرها. أمّا كل همّي كان حياة والدي التّي كان قد يدفعها ثمنا لموقِفه.
أكثر من ذلك لقد كلّف وقوف أشخاص كثر معنا في القرى إلى الإضطهاد. منهم من ضُرِب ومنهم من تَرك خطيبته فقط لأنه ينتمي إلى حزب التّوحيد والكثير من تلك الأخبار.
أمّا الفرق؟ أننا لم ننسَ من وقف حينها معنا وضحّى، ولكن يبدو أن غيرنا نَسيَ.
في غُرقتي صوَرٌ مع ٤ أشخاص: الرئيس بشّار الأسد، السّيد حسن نصر الله، الرئيس ميشال عون والوزير سليمان فرنجيّة. إنتزعت صورة فرنجيّة إنفعالا وأعدتها لاحقاً.
منذ بدء الصّداقة مع الرّئيس عون جعلنا أبي نُحبّه بسبب الطريقة التي كان يتكلّم عنه بها، وعن قناعة خضنا في لقاءاتنا معركته كما خاضها والدي على الشّاشات وتخاصم مع صديقنا الوزير فرنجيّة وشُتمنا من الكثيرين بسبب ذلك. ولن أجود هنا لأن الكلام كثير ولا أريد فتح جروح مرّة.
بعد ذلك، لنكن واضحين، أحبّائي، تعلمون أنّنا اذا تكلّمنا عن قلّة الوفاء لدينا الكثير في جعبتنا ونحن كنّا أوفياء لخطّنا وأنتم تبيعون وتشترون حسب السّعر أمّا نحن لا نَعرِض أنفسنا في الأسواق وهنا يكمُن الفارق.
لكن إعلموا أننا لسنا جمعيّة خيريّة وفضلنا سياسيّا على الجميع ووصلنا دون منّةٍ من أحد فاذا بِعتُم نبيع. أقّلها نعرف خصومنا ونضع يدنا بيدهم كرجال ويبدو أنهم أوفى تجاه محيطِهم أكثر من كثيرين مِن مَن هُم في محيطِنا. إذاً خياراتنا السّياسية مفتوحة ولا نُغلق الباب أمام أحد.
وكما يقول المثل "لمّن توقع البقرة بيكتروا سلّاخينها"، أوّل وقعاتٍ ساعدنا على النّهوض أما من تطيّبون خاطرهم اليوم وتضحكون على النّاس معهم هم من حاولوا سلخها، ولكن الحياة كالعجلة كما يقولون، وعندما تقع البقرة في المرّة المقبلة إحذروا من الجلّادين، فالطريق طويلٌ في السّياسة و"البكي عراس الميّت"..
بمحبّة.."