عرفتني الدنيا على رجال مؤسسين وقادة في حزب ولاية الفقيه يمسكون منذ نحو 25 سنة مطبخ القرار السياسي والأمني وحتى هذه اللحظة هم من أحفظ الناس للآيات والروايات والقصص الدينية والحكايات ، ولهم مواقف شجاعة في مواجهة أعداء الوطن والدين ، لا يتركون فريضة عبادية قط ، وعيونهم كأنها مفطورة على حب البكاء حين الدعاء وفي مجالس العزاء ، لم يشربوا خمرة ولم يزنوا ولم يلعبوا القمار بل لم يصافحوا يد امرأة من غير محارمهم منذ بلوغهم ، صورة وجوههم تشبه صور القديسين الأولياء كما رسمها المخيال الديني ، وفي بيوتهم لم يسمعوا أغنية لا لمطرب ولا لمطربة لأن الغناء يُعَدُّ عندهم من كبائر المحرمات كالزنا بكل ألوانه ويعتقدون بأنه باب يدخل منه الشيطان إلى البيوت ليفتح شهية أصحابها على حب الزنا وممارسة النفاق ( وفق اجتهادهم وتفسيرهم وفهمهم للدين ! ) وقلَّما تجد بينهم واحداً منهم يرغب بهواية من هوايات الدنيا المباحة لأنهم يرغبون تمضية أوقاتهم ببذل الجهد فيما تحتاجه المقاومة من تجسس ورصد ومراقبة كل شيء لتنجح كل مهمة من مهماتهم بالتفخيخ لأجل اغتيال العدو الخارجي أو الخصم السياسي الداخلي الأخطر ( وفق فقههم واجتهادهم بالدين ) لكن حينما اقتربت منهم ، ودخلت بيوتهم بوصفي صديقاً حزبيا من جنسهم ونظيراً لهم في طريقة التفكير عقائديا وسياسيا ، رأيت حينها بأُمِّ عيني ، ولمست بكل حواسي ، ما يبعث على الحيرة الشديدة في تفسير ما رأيت وما لمست ، ولقد رأيت العجب العُجاب رأيت حبهم لأمور الدنيا وملذاتها وشهواتها لا يختلف مطلقا عن حب سائر البشر لها الذين لا يهتمون كثيرا لواجبات الدين كما هم يهتمون بها !
( رأيتهم بأموال الخمس ، والزكاة ، والصدقات ، والكفارات ، والتبرعات للأيتام ، والفقراء ، وبأموال الشعب الإيراني الفقير الجائع المحروم ).
رأيتهم بهذه الأموال لا يحبون فحسب بل يعشقون عشقا لا حدود له البيوت الواسعة الفارهة بالحدائق الخلابة ، والأثاث الفاخر ، والمراكب الثمينة ، والتحف النفيسة ، والعقارات الغالية ، والأرصدة بالبنوك المتعددة بفوائد ربوية مباحة بمبررات مقتنعين بشرعيتها ، والملابس الأجمل في الأسواق ، وأطيب أنواع المأكولات والمشروبات ، ويأكلون فاكهة الصيف في فصل الشتاء وفاكهة الشتاء في فصل الصيف ، ويهتمون بكل متع الدنيا وملذاتها المباحة كما يهتم بها جماعة أهل الدنيا الذين لا يكترثون لمواعظ الدين وتعاليمه وإرشاداته .
ورأيتهم يتحايلون على النصوص الدينية تحايلا يمنحهم قدرة خارقة على تبرير الوصول والحصول على كل شهوات الدنيا المباحة من شهوة السيارات ،
وشهوة البيوت و العقارات والملابس والأحذية وشهوة النساء وشراء كل شيء جديد نفيس الثمن في الأسواق وشهوة السلطة والمنصب والشهرة و المال .
ورأيتهم غارقين في أخطر الآفات كآفة الحسد والكبرياء والغيبة والنميمة والغرور والعنصرية لعرقهم العائلي والتفاخر به بروحية جاهلية .
ورأيتهم يحملون قلوبا في صدورهم من أخبث القلوب على من اختلف معهم بقضية سياسية وموقف سياسي والأخطر من كل ذلك رأيتهم يُقَرِّبون إليهم أقذر البشر حينما يكون مؤيدا لهم سياسيا.
ويبتعدون ويُبْعِدون الطاهر النظيف حينما يكون مختلفا معهم سياسيا !
إقرأ أيضًا: هل يوجد فقير في دول السيدة أوروبا كما يوجد في دولة السيدة ولاية الفقيه؟
فالميزان عندهم للتقرب من الإنسان أو الإبتعاد عنه ليس الميزانُ قِيَمَ اللهِ ولا قيم الدين ولا قيم محمد وآل محمد ( ص ).
بل ميزانهم مصالحهم السياسية ومكاسبهم المادية من ورائها بشعارات دينية ماكرة خادعة وقع بضلالهم كثير من المؤمنين الطيبين .
وبعدما صنع بي هؤلاء القادة ما صنعوه في زنازين سوريا ولبنان من تعذيب وحشي تركني أعيش نصف مشلول ما تبقى لي من عمر ( وأتضرع إلى الله أن يكون قصيرا ) وبعدما سجنوني 4 سنوات في سجون سوريا ولبنان .
وبعدما نفوني 3 سنوات من قريتي حرموني فيها من زيارة أرحامي وقبور والدي ووالدتي وإخوتي الشهداء .
وبعدما بعت بيتي جنى عمري لأنفقه على أسرتي حينما كنت في غياهب جب السجون والزنازين والمحاكم .
وبعدما فرضوا علي العيش بين أهلي وشعبي ساكتا صامتا ممنوعا من الدفاع عن طهارتي وبراءتي أمامهم !
وبعدما خرجت من السجن فرأيت ورب الكعبة أولادي قد امتلأت رؤوسهم شيبا وبخاصة ولدي منتظر مواليد 1998 !
قسما بالله أقول لكم لا أتصور أنه بمقدوركم أن تجدوا قلبا في السماء أو الأرض يحمل حقداً مقدساً ، حقداً مشروعاً ، حقداً مباحاً ، على حزب ولاية الفقيه كقلبي .
وأنا مستمر بإذن الله في المواجهة مع هذا الحزب الإجرامي الوحشي الغادر الماكر القاهر حتى آخر لحظة من عمري وبدافع ديني وإنساني كاشفا عن مخاطر ثقافته ، ودينه ، ومذهبه ، ودوافعه وغاياته الشريرة التي لا صلة لها بعدالة محمد وآل محمد ، ولا بقسط محمد وآل محمد ، ولا بصدق محمد وآل محمد ، ولا بشفافية محمد وآل محمد (ص) .
وواهم وغبي وأحمق وجاهل من ظن أن حسن مشيمش يستوحش في طريق المواجهة لِقِلَّة سالكيه أو ييأس أو يُحْبَط أو يخاف من الموت فتاريخه لا يدل على ذلك مطلقا قال الله تعالى { لا يُحِبُّ اللهُ الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِمَ }.
ونحن ظُلِمْنا يا رب المظلومين وأنت تعلم ذلك بعلمك الذي أحاط بكل شيء وأنت تُهْلِك أحزاباً وتستخلف آخرين .