امضى سهرته في منزل أهله، نام في كنفهم على امل ان يستيقظ صباحاً كي يوصل شقيقه الى بيروت، دخلت والدته غرفته حاولت ايقاظه، لكن للمرة الاولى لم يلبِ ندائها، لم يرد عليها، اذ لم يكن الامر في يده بعد ان فارقت الروح جسده... هو مصطفى محمد عسكر ابن بلدة قب الياس عريس الشباب الذي فاجأه الموت صباح امس.
انذار... ولكن!
شاء الحظ ان يمضي مصطفى (25 سنة) الليلة الاخيرة من حياته وسط والديه واشقائه، قصدهم مساء الثلاثاء فيما كانت زوجته وطفلته تبيت ليلتها في بيت اهلها، سهر واياهم، تبادلوا الضحكات والاحاديث، لكن كما قال عمه بسام لـ"النهار" "قبل ان يرقد للنوم، اطلع شقيقه انه يشعر بضيق في التنفس وكأن شيئا يطبق على صدره، مكملا طريقه الى الغرفة من دون ان يولي الموضوع اهمية تذكر، اذ لم يسبق ان عانى من اية عوارض صحية او امراض" واضاف "عند حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح الاربعاء الماضي، دخلت والدته الى غرفته لايقاظه كي يصطحب شقيقه الى بيروت لاجراء مقابلة، وجدته نائما على وجهه ولونه مزرقاً، ضاقت بها الدنيا، اذ كيف لها ان ترى فلذة كبدها في هكذا حالة، لم تكن تتوقع ان الروح قد فارقته".
عريس الارض والمساء
اتصلت عائلة عسكر بالاسعاف،" ما ان وصل المسعفون حتى تم ابلاغها ان قلب مصطفى متوقفا عن النبض، سارعوا به الى مستشفى شتورا، حاول الاطباء انعاشه من خلال الصدمات الكهربائية، لكن للأسف كل مساعيهم باءت بالفشل، وبحسب تقرير الطبيب الشرعي كان قد توفي قبل ساعة من نقله الى المستشفى والسبب حالة اختناق خلال النوم لا نعرف لما اصابته"، قال بسام مشيرا" منذ نحو السنتين زفّ مصطفى عريساً الى زوجته، فرح كثيرا عندما رزق بطفلته التي تبلغ من العمر اليوم السبعة اشهر"، ولفت" لم تسعه الدنيا بما فيها عندما علم انه اصبح ابا، حلم كيف سيؤمن مستقبل زاهر لمولودته، لكن شاء القدر ان يرحل قبل ان يكمل طريق مع عائلته، ترك الجميع في غفلة ورحل، وفي الامس زفّ الى مثواه الاخير ليكون عريس السماء كما عريس الارض".