انضم الرئيس سعد الحريري إلى الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي بالتأكيد على ان «الخلافات لن تعطل اجراء الانتخابات».
واعتبر خلال جلسة مجلس الوزراء التي كادت ان تتسبب بأزمة حكومية، غداة مغادرة وزير الزراعة غازي زعيتر الجلسة، اعتراضاً على عدم وضع ملفات وزارته على جدول الأعمال، اننا «في شهر أيّار المقبل سنذهب إلى الانتخابات مهما كانت الظروف، وكل كلام عن تأجيل وتمديد وتعطيل ليس له مكان في قاموسي شخصياً ولا في قاموس الحكومة».
وبصرف النظر عن حقيقة موقف الوزير زعيتر الذي جاء على خلفية تأزم رئاسي، هو الأوّل من نوعه في عهد الرئيس ميشال عون، فإن مغادرة الرئيس الحريري الجلسة، ثم العودة إلى ترؤسها بعدما لحق به الوزراء يكشف عن أوّل هزّة «لحكومة استعادة الثقة» وصفت بأنها بمثابة جرس إنذار.
ومع ان الرئيس الحريري أبلغ الوزراء ان لبنان سيستضيف القمة العربية المقبلة في العام المقبل، ورقمها سيكون 30، على ان تعقد القمة لهذا العام في الرياض، في وقت يرجح ان يكون أواخر آذار، استناداً إلى القمة 28 التي عقدت في عمان نهاية آذار الماضي، فإن مطالبة الخارجية الأميركية مواطنيها، الذين يصرّون على السفر إلى لبنان تجنّب التوجه إلى مناطق بعينها، أو احتمال نشوب اشتباكات مسلحة أو التعرّض للخطف أو احتمال نشوب اشتباكات مسلحة لا سيما قرب الحدود اللبنانية الجنوبية والشرقية، مع الإشارة، وفقاً للبيان الأميركي، إلى أن «الحكومة اللبنانية لا تضمن حماية المواطنين الأميركيين ضد حالات التفشي المفاجئ للعنف»، طرح أكثر من علامة استفهام، في ظل استمرار الضغط الأميركي على لبنان، سواء في ما يتعلق بالاجراءات ضد «حزب الله» أو الضغوطات الاقتصادية والمالية الأخرى.
في ملعب مَنْ؟
وقبل ان تتوضح أين سترسو مسألة «دور البوسطجي» الذي تبرع له النائب وليد جنبلاط، عبر ايفاده النائب وائل أبو فاعور إلى السراي، حاملاً مشروع اقتراح من الرئيس برّي لتسوية مرسوم «اقدمية ضباط 1994» غادر الرئيس الحريري الذي استقبل أبو فاعور قبل بدء جلسة مجلس الوزراء إلى باريس في زيارة عائلية خاصة، على ان يعود إلى بيروت مطلع الأسبوع.
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان السمة الرئيسية للوضع السياسي الراهن هي التبريد، ولجم التصعيد، بانتظار نضوج المعالجات، متوقعاً ان يزور رئيس الحكومة قصر بعبدا بعد عودته للتداول مع الرئيس عون في كيفية التعامل مع اقتراح رئيس المجلس لمعالجة أزمة توقيع وزير المال على مرسوم اقدمية ضباط دورة الـ1994.
وكان الرئيس الحريري، تداول مع الوزير علي حسن خليل مطولاً على هامش مجلس الوزراء، كما تحدث لوقت قصير مع الوزير جبران باسيل في المواضيع نفسها.
وعلقت مصادر مطلعة قريبة من بعبدا على فكرة الاقتراح، بالتأكيد ان مسألة التراجع عن المرسوم الموقع من رئيسي الجمهورية والحكومة خارج إطار التداول، وان الكرة لا تزال حيث هي.
أبعد من مناكفات
وبالعودة إلى مجلس الوزراء، عدا مغادرة الوزير زعيتر احتجاجاً على ما اسماه عدم وضع بنود تتعلق بوزارة الزراعة على جدول الأعمال، حدث سجال بين الرئيس الحريري والوزير خليل على الخلفية نفسها، من زاوية ان الوزير «ليس تلميذاً في مدرسة» وهو مسؤول امام مَن يمثل، وفقا لوزير المال.
ولكن الرئيس الحريري رفض هذا المنطق، وأكّد ان وضع جدول الأعمال هو من صلاحيات رئيس الحكومة، وهو حريص على كل الوزارات ومصالحها.. الا ان زعيتر رفض، وقال موقفه لا صلة له بمرسوم اقدمية الضباط، وهو يتعلق فقط بالقطاع الزراعي ليس إلا..
وهنا، تدخل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، الذي طالب بإدراج بنود تتعلق بوزارة التربية على جدول الأعمال، وليس فقط الاهتمام بالطاقة وبواخر الكهرباء والنفط..
والأمر نفسه تكرر مع وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبي عاصي، الذي اثار ايضا موضوع تلفزيون لبنان.
وهنا غضب الرئيس الحريري وخرج، فلحق به الوزير حمادة، وتدخل الوزير خليل ووزراء حزب الله لاعادته، واعداً بتخصيص جلسة للشؤون التربوية.
ومع عودة الرئيس الحريري إلى الجلسة تحوّلت النقاشات إلى هادئة، علماً بأن الحريري كان أكد ان الخلافات حول الإصلاحات في قانون الانتخاب تستنزف الوقت وانه مع الاصلاحات، معتبراً ان الخلافات لن تعطل الانتخابات التي ستحل مهما كانت الظروف وكل كلام عن تمديد أو تعطيل ليس له مكان في قاموسه.
وفتح مجلس الوزراء ملف النفايات على مصراعيه على مدى ساعتين ونصف الساعة، فتم إقرار خطة إدارة النفايات المنزلية الصلبة وتوسعة مطمر الكوستابرافا وإنشاء معمل تسبيخ جديد فيه وتطوير معملي الفرز في العمروسية والكرنتينا. وحول مكب طرابلس اتخذ حل على مرحلتين.
وأكّد مصدر وزاري ان التفاهم الذي تمّ حول موضوع النفايات يُشكّل خطوة كبيرة، نظراً لأهمية ابعاد مخاطر العودة إلى اكوام النفايات في الشارع، وما تسببه من مشكلات بيئية وصحية، وتحركات في الشارع.
وعلى هامش جلسة مجلس الوزراء اجتمع وزير التربية مروان حمادة في احد مكاتب السراي مع نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود و قال الوزير حمادة بعد الاجتماع: بعد التعهد بعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لبحث الموضوع التربوي، اتمنى من الان وحتى موعد انعقادها ان نستطيع صياغة الحلول والوصول الى المواد التوافقية من اجل بتها في مجلس الوزراء، وهذه الصياغة يتم بحثها مع نقيب المعلمين ولجان الاهل، وقد اعددت اقتراحا لمجلس الوزراء يتضمن صيغة اتمنى ان تكون مدخلا للحل.
وردا على سؤال حول سبب مغادرة وزير الزراعة اجابه: الوزير زعيتر اكد انه لم ينسحب من مجلس الوزراء بل هو غادر هذه الجلسة احتجاجا على عدم البحث في الوضع الزراعي.
خوري في معراب
سياسياً، وعشية دعوة الهيئات الناخبة في 22 الجاري، أدّت الاتصالات إلى زيارة قام بها وزير الثقافة غطاس خوري إلى معراب، برفقة وزير الإعلام ملحم رياشي، بعد جلسة مجلس الوزراء، حيث التقى موفداً من الرئيس الحريري، رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع، للتباحث في إعادة تطبيع العلاقات بين «المستقبل» و«القوات»، بما في ذلك إمكانية التحالف في الانتخابات النيابية المقبلة، والتحضير لعقد لقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع.
بعد اللقاء، الذي دام ساعة ونصف، كشف خوري هدف الزيارة بأنها تهدف إلى إعادة قناة الاتصال بعد انقطاع على اثر الأزمة التي مرّت على لبنان، وإزالة الرواسب التي تركتها المرحلة السابقة، كاشفا ان النقاش تناول العمل حكومي للانتخابات النيابية.