أولاً: الثعلب ومالك الحزين
من كليلة ودمنة لابن المقفع: أنّ الثعلب أتى لمالك الحزين على شاطئ النهر، وكان هذا الطائر قد نصح للحمامة بأن لا تلتفت لمكيدة الثعلب، فنجت بفراخها، جاءهُ مُغتاظاً فقال: يا مالك الحزين، إذا أتتك الريح عن شمالك فأين تجعل رأسك؟ قال: عن يميني أو خلفي. قال: فإذا أتتك الريح عن يمينك، فأين تجعل رأسك؟قال: عن شمالي. قال: فإذا أتتك الريح من كلّ مكان وكلّ ناحيةٍ فأين تجعله؟ قال: أجعلهُ تحت جناحي. قال: وكيف تستطيع أن تجعله تحت جناحك؟ ما أراهُ يتهيّأ لك. قال: بلى. قال: فأرني كيف تصنع؟ فلعمري يا معشر الطير لقد فضّلكم الله علينا، إنّكُنّ تدرين في ساعةٍ واحدة مثل ما ندري في سنة، وتبلغن ما لا نبلغ، وتُدخلن رؤوسكُنّ تحت أجنحتكن من البرد والريح، فهنيئاً لكنّ، فأرني كيف تصنع، فأدخل الطائر رأسه تحت جناحه، فوثب عليه الثعلب مكانه فأخذهُ فهمزهُ همزة دقّت عنقه. ثم قال: يا عدوّ نفسه، ترى الرأي للحمامة، وتعلّمها الحيلة لنفسها، وتعجز عن ذلك لنفسك، ثمّ أجهز عليه وأكله.
إقرأ أيضًا: صراع الرئاستين ...الرئيس الأول في وارد أكل العنب و قتل الناطور
ثانياً: الرئيس بري لن يكون مالك حزينٍ آخر
عندما هبّت رياح الجنرال ميشال عون ليصبح رئيساً للبلاد، استشعر الرئيس نبيه بري موجة ريحٍ قادمة عن شماله، فجعل رأسه عن يمينه ومضى وفتح أبواب المجلس النيابي وانتُخب عون رئيساً، وعندما مرّت رياح التعيينات الأمنية عن يمينه (لم يُستشر بري فيها) جعل رأسه عن شماله، أمّا اليوم فالريح القادمة من كلّ مكان وكلّ ناحية (مرسوم أقدمية الضباط وتعديلات باسيل المقترحة على قانون الانتخاب)، ويُطلب من الرئيس بري أن يجعل رأسه تحت جناحه، فينقضُّ الثعلب (أو الثعالبة) لدقّ عنقه، ومن ثمّ أكله عشية الإنتخابات النيابية.
في عين التينة يهتفون: هيهات منّا الذلّة.